hit counter script

التأجيل وليمة مصالح

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٠ - 05:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
المجالس البلدية هي من أهم المواقع التي تُعنى بمصالح الشعب بشكل مباشر، وهي أقرب إدارة خدماتية يتفاعل معها الموطن بشكل يومي، وتسهم بفعالية في تنمية المناطق والبلدات في المجالات كافة.ومع ذلك، يبدو أن بعض الفرقاء السياسيين يحاول فرض تأجيل (ناعم) للانتخابات البلدية على حساب المصلحة العامة وحقوق المواطنين، ومن دون مسوغات مقنعة، الأمر الذي من شأنه أن يكرس مبدأ جديداً في الحياة الديمقراطية التوافقية (الخاصة بلبنان) وهو (إبقاء القديم على قِدمِه).لكن، وللأسف دخلت البلديات في منطق المحاصصة السياسية بين الفرقاء. وهذا ما يضع مصالح الناس العامة في خدمة المنفعة الخاصة لمديري النظام في لبنان، على قاعدة (الواقع يللي بتعرفو أفضل من يللي بتجهلو)، لضمان استمرارية السيطرة السياسية والتنموية وما بينهما عبر ربط تلبية حاجات المواطنين في بلداتهم بمدى قربهم من الزعماء.إن التأجيل هو وسيلة تهرّب من الإصلاحات، وفي الوقت نفسه بوليصة تأمين على المصالح الخاصة، مع العلم أن إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري مع الإصلاحات المقترحة على قانون البلديات أمر ممكن - إذا أرادوا- ويعود بالفائدة على الجميع شعبياً وسياسياً لناحية تنظيم الحكم وإدارة التنمية في البلاد لتحقيق أعلى مستويات المشاركة المواطنية والتمثيل الصحيح.يبدو أن الانتخابات البلدية قد تحولت إلى وليمة مصالح على مائدة التأجيل، طبقها الرئيسي الديمقراطية والدستور، ومقبّلاتها مصالح الشعب، وقد يكون البعض غير مدعو إليها، لكنه غير منزعج من عدم دعوته.

  • شارك الخبر