hit counter script

المسلسلات التّركيّة ودورها في الوساطة التركيّة - العربيّة!

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٠ - 04:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لو سُئِل أيّ عربي منذ بضعِ سنواتٍ عن تركيا، لعبّرَ عنها بتاريخ يذكرها فيه العملاق المحتلّ لعدد من الدول العربية لمدة 400 سنة، منها لبنان. تركيا، التي ترسم تحالفاتها الاستراتيجيّة منذ سنوات، عملت بجهد ولا تزال، علّها تدخل في الاتحاد الاوروبي، كما عملت على تحسين صورتها بين الدول العربيّة، وما لبثت أن لعبت دورا في الوساطات بين إسرائيل وسوريا وبين العراق وسوريا وبين اليمن وإيران...ولا يتردد أحد في الاعتراف بأنّ المسلسلات التركية المدبلجة الى اللغة العربية وتحديدا اللهجة السورية منها، دخلت الى معظم البيوت والعائلات في لبنان. أبهرتنا في البداية في طريقة التصوير والصورة البلّورية المنبثقة من أكثر أدوات التصوير تطوّرا عالميّا، ومن الديكورات الغربيّة العصريّة التي تتماشى مع ذوق الكثير من اللبنانيّين. أما الاخراج والنص فهما يعبّران وبتمعّن عن صورة المجتمع التركي، وهو يتشابه، الى حدٍّ بعيد، مع مشاكل المجتمع العربي في أمور يخجل مجتمعنا من الاعتراف بها، على الرغم من أنها واقع لا هروب منه.النتائج كثيرة ويوما بعد يوما تتأتّى منها خطوات عمليّة عدة تُترجم تلك الاستراتيجيّة السياسيّة الذكيّة، فبعد ان أُعجِب العرب بالمشاهد التركيّة في المسلسلات- أكانت مركّبة أم حقيقية- وبعدما زاد وبشكل كبير الطلب في وكالات السفريّات على حجز المقاعد من الدول العربيّة الى تركيا في فترة قياسيّة، مقارنة مع السنوات الماضية، لا نستطيع القول إلا إنّ الثقافة العالميّة ليست فقط الاميركيّة التي تدخل بيوتنا بالعولمة والتي ترسمها لنا أميركا على وجه الخصوص. اليوم لعبت الثقافة التركيّة دورها عبر التلفزيون وعبر صورها وأفكارها ودخلت بيوتنا ممهّدة لدخول الوساطة التركيّة، أو السياسة التركيّة الاستراتيجيّة التي حضّرت ومهدّت لها منذ سنوات، وقد نجحت بذلك من دون شكّ. وأبرز هذه النتائج اليوم هي السكّة الحديد التي ستربط سوريا بها، وفتح الحدود اللبنانيّة التركية من دون الحاجة الى "فيزا" للدخول.الى تركيا "المحنّكة"، نعترف بأنكِ دخلتِ عالمنا مجدّدا... ولكن بحنكة ودبلوماسيّة، و... إخراجٍ جيّد.
  • شارك الخبر