hit counter script
شريط الأحداث

سجال في "دار السلام"

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠٠٩ - 05:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
"زحلة يا دار السلام" تقول الأغنية. لكنّ نواب زحلة يقولون أمراً آخر. فعروس البقاع، التي عرفت حماوة مرتفعة في الربيع الماضي، قبيل الإنتخابات النيابيّة التي انتهت بنتيجة فاجأت كثيرين، وشكّلت عاملاً حاسماً في تحديد هويّة الأكثريّة النيابيّة، لم تعرف هدوء ما بعد العاصفة كمثيلاتها من الدوائر الإنتخابيّة، بل بقيت الصراعات والسجالات مفتوحة فيها على مصراعيها، ليس حصراً بين الفريقين المتخاصمين بل أيضاً داخل بيت الحلفاء الواحد، إن صحّت تسمية "البيت الواحد".تساجل مرشّحو لائحة الكتلة الشعبيّة مع النوّاب الفائزين من لائحة 14 آذار، قبل الإنتخابات وبعدها. وقبل صدور نتائج الطعون وبعدها. ولم تخلُ لائحة الكتلة الشعبيّة من الخلافات بين أعضائها، ولو بقيت بعيدة عن الأضواء الإعلاميّة، خصوصاً أنّ المياه ما لبثت عن عادت الى مجاريها بين المختلفين. أمّا على ضفّة 14 آذار، فلم يبقَ سترٌ مغطّى، كما يقال، في السجالات الإعلاميّة بين الرئيس السابق لكتلة "زحلة بالقلب" النائب نقولا فتوش وأعضاء الكتلة، وفي طليعتهم النائب ايلي ماروني. أطلق فتوش كلاماً بليغاً وقاسياً بحقّ فتوش، الذي "اشتهى فانتهى"، فجاء ردّ ماروني بالقساوة نفسها، ولو ببلاغة أقلّ. إلا أنّ فتوش الذي اعتبر أنّ حليف الأمس القريب "انتهى"، تلقّى ضربة قاسية مثلّثة الأطراف، موحّدة النتيجة: "فيتو" على توزيره من رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع، و"انسجام" معهما من رئيس الحكومة سعد الحريري. والنتيجة المعروفة إقصاء فتوش، وتوزير الزحلاوي الكاثوليكي سليم ورده. و"الضربة" المقبلة التي باتت محسومة هي تسمية الوزير ميشال فرعون لتمثيل الطائفة الكاثوليكيّة في جلسات الحوار المتوقّع أن تعقد في القصر الجمهوري. علماً أنّ فتوش كان يطمح الى الحلول محلّ النائب السابق ايلي سكاف على طاولة أقطاب الحوار.ماذا يخبّئ المستقبل لهذه المدينة التي تعاني من الإنقسامات الحادّة التي بلغت حدّ تتويج فتاتين للكرمة فيها؟ تشير المعلومات المتوفّرة الى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أخفى وراء ابتسامته العريضة اثناء سماعه كلمة النائب فتوش في مجلس النواب غضباً شديداً يشكّل مؤشّراً للتأكيد على أنّ العلاقة انقطعت نهائيّاً بين الحريري وفتوش، خصوصاً أنّ الأول آلمه أن يأتي الكلام الأقسى بحقّه من أحد نوّاب الأكثريّة.وتلفت المعلومات أيضاً الى أنّ الطلاق بين فتوش وحلفائه لا يعني أبداً عودة المياه الى مجاريها بين فتوش وسكاف، ولو أنّ الأمر الواقع قد يجمع قاعدتي الرجلين في الإنتخابات البلديّة والإختياريّة التي يعوّل عليها سكاف وحلفاؤه للتعويض عن انتكاسة السابع من حزيران، خصوصاً أنّ فتوش، كما تدلّ نبرة تصاريحه الأخيرة، مستعدّ للتحالف مع "الشيطان" من أجل الإنتقام من أعضاء "زحلة بالقلب".وما لا تقوله المعلومات يؤكّد عليه الواقع: لن تكون زحلة "داراً للسلام" في المستقبل المنظور.
  • شارك الخبر