hit counter script
شريط الأحداث

وليد جنبلاط، سوق الغرب وجامعة البلمند

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠٠٩ - 04:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
عرفت بلدة سوق الغرب منذ اواسط القرن التاسع عشر كمركز ثقافي مرموق في الشرق الأدنى وكان الفضل لشاب عصامي يدعى الياس الصليبي من قرية بحوارة المتاخمة لسوق الغرب، الذي تلقى بعض العلوم في بريطانيا وعاد الى الوطن فأسّس مدارس في عدد من بلدات جبل لبنان. وقد جاء في مجلّة "المقتطف المصريّة" عدد شهر نيسان 1914 عنه: "أول من وقف نفسه من الشرقيين على خدمة الوطن خدمة صادقة وأنفق نفسه في انشاء المدارس الابتدائيّة والعناية بها في مبتدأ النهضة العصريّة وقد فاق عددها الثلاثين مدرسة منتشرة في ناحية الغرب والمتن من لبنان وفي البقاع العزيزة". أسس سنة 1854 مدرسة سوق الغرب العالية لتصبح المدرسة الام للمدارس الاخرى تزودها بالمعلمين و النصائح العلمية و المادية .تعاقبت على ادارة المدرسة بعد حقبة  الياس الصليبي وشقيقه سليمان ارسالية بريطانية، تبعتها ارسالية أميركية تابعة للكنيسة البروتستانتية المشيخية، و قد تميّزت أثناء ادارة السيّد هاردنغ لها الى أن أنشأ المرسلون مدرسة مماثلة في القدس فتقرّر اقفال مدرسة سوق الغرب .سنة  1930 انتقلت ملكيتها الى الاستاذ حبيب حتّي خريج الجامعة الاميركية في بيروت الذي أعاد احياء المدرسة فوضع لها برنامجا" تعليميا" وتربويا" عاليا" وخصّص لها مبنى" للطلاب الداخليين وحرص على أن يكون الجسم التعليمي فيها من حملة الشهادات العالية.                                       بعد وفاة حبيب حتّي شكلت لجنة قوامها ميخائيل نعيمه و باسم فارس و عبدالله الحاج و نجيب جابر لاحياء المدرسة وأنتخب وديع عبد الكريم رئيسا" لها.أثناء الحرب العالمية الثانية، تمركز الجيش البريطاني القادم من فلسطين في أبنية المدرسة.بعد انتهاء الحرب تألف مجلس أمناء مدرسة سوق الغرب برئاسة الدكتور شاهين الصليبي وعضوية  الدكتور يوسف حتّي و الدكتور جميل كنعان والاستاذ ادوار نون والاستاذ بنيامين باروديوالاستاذ اميل نصار والاستاذ سمعان خلف والسيدتان سلوى حتّي ونبيهة مشعلاني وغيرهم... وأعيد فتحها وتولّى ادارتها الاستاذ توفيق خبّاز وقد تميّزت خلال حقبته. ولما شعر مجلس الأمناء بحاجة الى توسيع المدرسة وهب الدكتور شاهين الصليبي، الذي لعب دوراً هامّاً في انماء سوق الغرب، قطعة أرض لهذه الغاية في الطرف الجنوبي من البلدة مساحتها مئة ألف متر مربّع وأسهمت مؤسسة فورد في بناء صرح جديد للعلوم المهنيّةعلى أنواعها وتهافت عليها طلاب من جميع أنحاء البلاد العربية.وكان خريجوها يتميزون بدخول الجامعة الاميركيّة في بيروت بدون امتحان وقد لمعت أسماء أعداد كبيرة منهم في لبنان و في العالم العربي والاميركيتين الشماليّة والجنوبيّة و افريقيا.خلال الاحداث الاليمة في لبنان (1975-)1990 انتقلت ملكية هذه المؤسسة الى عدة أشخاص على أمل اعادة فتحها.لسوء الحظ لم ير هذا المشروع النور بسبب الازمات التي توالت على المنطقة. شعوراً منه بالحاجة الماسة الى صرح علمي في بلدة سوق الغرب لسمعتها الجيّدة في الحقل التربوي، تقدّم الاستاذ وليد جنبلاط فاشترى العقار و تبرع به الى جامعة البلمند وبهذا ترتقي المدرسة بفضله الى جامعة. وقد لقيت مبادرة وليد بك التقديرالكبيرفي نفوس أهالي سوق الغرب. وتبقى امنياتنا محافظة سوق الغرب على مركزها الثقافي في لبنان ودوام النجاح لهذا الصرح العلمي العريق.
  • شارك الخبر