hit counter script
شريط الأحداث

- ابراهيم درويش

برسم وزير الداخليّة...

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٢ - 07:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خرجت من موقف كنت ركنت فيه سيّارتي أمام منزلي، وما كدت أحاول الاستدارة والانعطاف نحو اليمين، حتى سمعته يقول "خلّصني من الله اللي خلقك يلله".
نعم، لا تعجبوا. إنّه شرطيّ، اقتربت وذهبت بعكس الاتجاه الذي كنت أودّ التوجّه إليه في محاولة لعدم عرقلة السير وقلت له: "لمَ تتكلم معي بهذه النبرة وبهذه اللهجة، فأنا أحاول الخروج من الموقف، ولا داعي لهذه اللهجة، أرجوك أن تكلّمني بلباقة وأنا بتصرّفك". نظر اليّ نظرة غاضبة وقال لي "ما إلك بالله تبعي ومش إنتَ بتعلّمني، يالله روح صفّلي على اليمين".
توجهت الى اليمين. ركنت سيارتي وقلت للدركي العنيد "لديّ موعد عمل، وأرجوك لا تؤخّرني"، وما أن بدأ بتسجيل الرقم ليحرّر محضراً، حتى قلت له: "لا يمكن أن تحرّر محضراً، لأنّني لم أخالف القانون، وكلّ ما طلبته منك أن تحترمني، وتتصرّف معي باحترام". فقال لي: "شفت كيف ببكيك بس دفعك خمسين ألف، يالله روح". وبعدما استفزّني بكلامه قلت له: "سأراجع المعنيّين وخصوصاً وزارة الداخليّة بشأن تصرفك مع الناس، ولست من تبكيني الخمسين ألفاً، وهذا رقم لوحتي، وقلت لك أنا مستعجل". فقال لي بلهجة - أقسم بأنّني ما كنت أتصوّر أنّها قد تصدر عن شخص يرتدي بزّة عسكريّة رسميّة: "ارجعلي عشيّة أنا ناطرك". لم يطلب أوراق السيّارة، وأنا لم أخالف أيّ طلب طلبه، وما أن عدت مساء حتى وجدته حرّر لي محضر ضبط وضعه في دكّان جنب منزلي بقيمة خمسين ألف ليرة، معللاً بكلمة "عدم امتثال"، من دون أن أعرف عدم امتثال على ماذا؟ وأسأل: هل يحقّ لقوى الامن الداخلي أن تستنسب المحضر الذي تريد وتملأ التعليل بالسبب الذي تراه مناسباً، وهل هي مخوّلة أصلاً بالتعاطي مع الناس بهذا الشكل غير المناسب والخالي من أي لباقة؟
ليست القضيّة في محضر الخمسين ألفاً غير المحقّ، بل في طريقة تعاطي بعض القوى الامنيّة التي، والى الآن، لا تنسجم مع خطاب الوزير الاصلاحي.
ختاماً، إنّ كرامات الناس ملكهم، ولذلك أعتبر هذه السطور ابلاغاً بالاهانة الشخصيّة، خصوصاً أنّ الشرطي قال بصراحة: "ما حدا بيقدر معي شي"، فإذا كان كلامه والدعم الذي يدّعي أنّه يحظى به أقوى من الكلمة الحرّة فعلى شعار "الشرطة في خدمة الشعب"... السلام.
 

  • شارك الخبر