hit counter script
شريط الأحداث

" سرطنة " أم ابادة جماعية!

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لم يكد هذا الاسبوع يطوي صفحته الا وحمل في عناوينه مخاوف وهواجس ذكّرت المواطنين بما كانت الاحداث اللبنانية المؤسفة تحمله من مآثر، ومن بينها البراميل الكيميائيّة المشعّة الملوّثة والتفجيرات الأمنيّة والفلتان الذي كان يتنقّل من منطقة الى أخرى مكرساً منطق  اللادولة. فحادثة برج حمود، يوم الخميس، التي أودت بحياة مواطن بريء من آل عيد ذهب ضحية فلتان السطو المسلح في وضح النهار أمام أعين عشرات المواطنين إضافة الى التصريح (الصاعقة) الذي أدلى به وزير البيئة طوني كرم حول "سرطنة" الخضار أعادا البلد الى نقطة الصفر وضربا في الصميم هيبة القوى الأمنيّة والتدابير التي حاول وزير الداخلية تكريسها ونشرها لكبح جماح تعديات السرقة والنشل وقتل المواطنين عن طريق الدراجات النارية، إضافة الى فلتان الحدود البريّة والبحريّة والجويّة الذي يبيح استيراد المواد الضارّة والسامّة... وهذه المرة القاتلة بشكل مباشر عن طريق المبيدات التي تدخل الى لبنان وتستخدم في رشّ الخضار لتسريع نموها... قد يصح القول في ذلك فضيحة العصر، خصوصاً أن الذي أعلن  ولوج "مرض السرطان" الى كل حي ومنزل ومتجر هو وزير في الحكومة الحاليّة يتمتع بالثقة وهو أحد أركان الدولة وتصريحه بمثابة اعلان رسمي ودق لناقوس الخطر وهو رغب - مشكوراً -  في إفهام اللبنانيين أن "مافيات" الغذاء باتت أقوى من أية هيئة وأي نظام، وأن الدولة اللبنانية أضحت عاجزة عن منع إدخال هذه المواد القاتلة التي تنشر أكثر الامراض التي تفتك بالانسان .ومع ذلك فإنّ الاعلام لم يعطِ هذه الفضيحة ما تستأهلها من أهمية وتستدعيها من خطورة، رغم أن النسب التي نشرها معاليه وتناقلتها وسائل الاعلام تصل الى المئة في المئة في الكوسى مثلاً بينما تشكّل نسبتها أربعين أو خمسين في المئة في أنواعٍ أخرى، علماً أنّ الخضار هي أكثر المأكولات طلباً كونها تتمتّع  بالفائدة أكثر من سواها إن لناحية دسمها القليل أم لناحية الفيتامينات التي تحملها أم لناحية كثرة الطلب عليها سواء من المرضى أو ممّن يتوق الى تطبيق الحمية في نظامه الغذائي  .وبعد، ماذا كنت تطلب لو كنت أيها المواطن وزيراً للبيئة في الحكومة، في ظلّ "مشروع المجزرة الجماعيّة" التي يحضّر لها الفاسدون في وطننا؟ألم يستدعِ ذلك الادعاء أمام النيابات العامة مع طلب إجراء تحقيق شامل حو هويّة من خطّط واشترك وساهم وأدخل هذه الكميات الضخمة من المبيدات الزراعيّة التي انتشرت في محلات الخضار وفي أفواه الاطفال والمسنّين والمرضى والنساء؟ألم يستدعِ الامر الاستقالة لأنّ ثمّة ارتفاع مضطرد للوفيّات سوف يسجل في المدى المنظور بعد كل ما سمعه اللبنانيّون؟هل أنّ لوزير البيئة مصلحة في أن يكذب على اللبنانيّين فيخيفهم من مواد وهميّة أم أنّ مواداً سامّة ومميتة قد انتشرت بالفعل في بيوتنا وفي أحشائنا لتقضي على من لم تقض عليه عن طريق القنص والتفجير وحرق الاعصاب والانتحار ربما؟وقفة مشرّفة يتطلّبها الحدث ممن ائتمنوا على أرزاقنا وصحتنا وأولادنا لأن لبنان قد يشكّل وطناً في طليعة البلدان التي مورس فيها أكبر كمٍّ من وسائل القتل الجماعي الذي شهدته الدول عبر التاريخ.

  • شارك الخبر