hit counter script

مصاري... مصاري

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩ - 08:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
احترت عمّا أكتب هرباً من الكتابة في السياسة والتحوّل الى أشبه بمنجّم يتوقّع موعد تأليف الحكومة اللبنانيّة، كحال معظم السياسيّين والمحلّلين في لبنان. ولكنّني عدت وقررت الكتابة عن المال، خصوصاً أنّ هذا الموضوع يشغل اللبنانيّين دوماً، في حين أنّ الإنشغال بالملف الحكومي مرحليّ."يا دنيي شتّي مصاري شتّي علينا فلوس" ولكنّها لم تمطر مالاً ولن تمطر، على الأرجح. قبل هذه الأغنية بكثير كان الهوس بالمال منتشراً بين الناس، فتجد من يسعى وراءه ليطوّر عمله، أو ليتزوّج ويؤسّس عائلة، أو ليبذّره، أو حتى ليكدّسه، في الأكياس ماضياً وفي المصارف حاضراً.المال... المال... كتب عنه الكثير في الكتب المقدّسة وفي كتب علم الإجتماع والإقتصاد وعلم النفس وحتى في كتب السياسة، إذ أنّه، في أكثر من مكانٍ وزمان، هو الوسيلة الفضلى لبلوغ السلطة.وقد لاحظ الفنّان زياد الرحباني، في مسرحيّته "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" أنّ اللبنانيّين يذكرون المال ولو كانوا يتكلّمون عن أمرٍ آخر، ويورد، على لسان أحد الممثّلين، بعض الامثلة: "شو طالعلي منّك، بضهر البيعة، طول بلا غلّة، مش قابضني جدّ، بيروحو فرق عملة، ما بيسوا فرنك، غالي على قلبي، وحياتك عالغالي، دافع دمّ قلبي، كسبنا شوفتك...".والمال قادر في بعض الأحيان على شراء الضمائر، وهذا ما يبرّر قيمته بالنسبة الى معظم الناس، فهو محرّك حياتهم، يكدّون ليل نهار من أجل الحصول عليه، يهاجرون الى البلدان البعيدة، يحتالون على القانون، يتجاوزون القيم الأخلاقيّة...ولكنّ البعض يكتفي بالغناء "يا دنيي شتّي مصاري، شتّي علينا فلوس"... عساها تمطر فنستفيد.
  • شارك الخبر