hit counter script
شريط الأحداث

بالنسبة الى التدخل الخارجي...

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠٠٩ - 05:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
بات الكلام عن التدخّل الخارجي في الشأن اللبناني أمراً مألوفاً، نتحدّث عنه كما يتحدّث عنه السياسيّون من دون حرج. والحقيقة أنّ هذا التدخّل بات تقليداً لبنانيّاً وثمّة شواهد كثيرة عليه. كان العميد ريمون إدّه يروي أنّه كان في سنٍّ صغيرة حين اجتمعت وفود في حديقة منزل والده وأعدّت لهم الليموناضة بكميّات كبيرة، إلا أنّه حين أتى من يسرّ بأنّ الجنرال سبيرز قرّر دعم بشارة الخوري في انتخابات الرئاسة فرّ من كان حاضراً في الحديقة واضطرّ أصحاب البيت أن يسقوا زهور الحديقة من الليموناضة.وتروي حفيدة المفوّض السامي الفرنسي دي مارتيل أنّ السياسيّين اللبنانيّين كانوا يغدقون الهدايا والأموال على عشيقة جدّها لإقناعه بدعم تعيينهم أو انتخابهم في أحد المناصب.قبل الفرنسيّين، حلّ في ربوعنا اللبنانيّة محتلّ آخر هو الجيش العثماني، ويروي حفيد جمال باشا أنّ من نعتوا جدّه بالسفّاح حين خسرت السلطنة العثمانيّة الحرب هم أنفسهم من كانوا يلحسون...ليس التدخّل الخارجي أمراً طارئاً إذاً على الحياة السياسيّة اللبنانيّة، بل رافق مختلف مراحل هذه الحياة، مع تنوّع موازين القوى الخارجيّة. وتطول اليوم لائحة الدول المؤثّرة في الملف اللبناني: هناك سوريا، كما هناك إسرائيل التي تملك تأثيراً مختلفاً. وهناك السعوديّة ومصر وإيران والولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا. وهناك دول تؤثّر بنسبة أقلّ مثل الأردن وقطر. ولا يقتصر التدخّل على حركة سفير أو موقف مسؤول في دولة ما، بل يتعدّاه الى تدخّل مخابراتي لا تقصّر فيه أيّ من الدول المذكورة.إلا أنّ اللافت أنّ اللبنانيّين لا يتأخّرون عن استخدام هذا التدخّل، وبعضهم، حتى اليوم، يفعل تماماً كما فعل أجداده مع جمال باشا...
  • شارك الخبر