hit counter script

- ميساء الخوري

الـ"يوغا": علاج فعال للمشاكل النفسيّة والجسديّة... ووسيلة لخسارة الوزن من دون مجهود!

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٢ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تترك الضغوط النفسيّة التي نعاني منها بسبب المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة وضغط العمل والمشاكل اليوميّة والشعور بالإرهاق والتعب والملل والعصبيّة، مجالاً للاسترخاء والتركيز على أمورنا اليوميّة. الروتين لا يختلف، واليوميّات تتكرّر، بحيث لا نجد وقتاً لأنفسنا ولراحتنا، حتى أنّ كثراً يشعرون أحياناً بالألم والتعب عند بذل أيّ مجهود، مهما كان حجمه.
من هنا، يحاول البعض التغلّب على هذا الواقع بممارسة الرياضة على أنواعها، ويتجه اليوم كثيرون الى ممارسة الـ"يوغا" التي تساعد الجسم على الاسترخاء والتخفيف من عبء المشاكل والمسؤوليّات الملقاة على عاتقنا، لأنّها تعمل على تهدئة الجهاز العصبيّ المسؤول عن التوتّر وعلى تحسين الاستجابة والتركيز للاسترخاء والهدوء، وحتّى تخفيض الوزن!

واليوغا، وفق ما شرحته مدرّبة الـ"يوغا" كاثرين شدياق، في حديث لـ"ليبانون فايلز"، فلسفة هنديّة قديمة، لا علاقة لها بالدين. ويعود أصل الكلمة الى لفظة "yoke" أو "yug"، ومعناها الجمع أو التوفيق بين الجسد والعقل والروح، موضحةً أن هناك أكثر من سبعين نوعاً من اليوغا وما زال مدرّبو اليوغا، الذين تعلّموا من المعلّمين القدامى، يضعون أنواعاً جديدة. وتندرج هذه الأنواع ضمن اليوغا "البطيئة"، المبنيّة على الاسترخاء والتأمّل، واليوغا الجسديّة أو ما يسمّى بالـ"Power Yoga"، تعتمد على الرياضة الجسديّة.

وأكّدت شدياق أنّ فوائد اليوغا وايجابيّات ممارستها كثيرة جداً، إذ أنّ ممارسيها أقلّ إصابة بالأمراض وأسرع تماثلاً للشفاء من غيرهم، وهي نظريّة مهمّة وعلم عميق في الطب الهنديّ والفلسفة الهنديّة منذ ما يقارب الثمانية آلاف سنة. وأشارت الى أن رياضة اليوغا تعتبر العلاج الفعّال للأطفال الذين يعانون من عدم القدرة على التركيز، إذ أن الحركات التي يقومون بها، وخصوصاً الجسديّة، تجبرهم على التركيز تجنّباّ للوقوع، ما يدرّب العقل على التركيز ويساعدهم خلال حياتهم اليوميّة وصولاً الى تمكينهم في ما بعد من الاسترخاء والراحة.

وفي هذا السياق، تنصح مدرّبة اليوغا بتعلّم هذه الرياضة، إذ أنّها، وعلى أنواعها، تساعد في التخلّص من المشاكل النفسيّة والجسديّة، كما أنّ الـ"Viniyoga" مثلاً تساعد من يعاني من مشاكل وأوجاع في العظام. ولفتت الى أنّ بإمكان أيّ شخص يتمتّع بعقل سليم أن يقوم باليوغا، حتّى أنّ بإمكان من فقد أطرافه ممارسة أنواع معيّنة منها، كتمارين التنفّس والتأمّل.

وقالت شدياق: "تختلف اليوغا عن غيرها من التمارين الرياضيّة بأنّها تساعد على فقدان السعرات الحراريّة، أي فقدان الوزن، من دون أن تُفقد الانسان قوّته، بل تعطيه طاقة اضافيّة وتجعله أقوى". وأضافت أنّ "اليوغا تنمّي انسانيّة الشخص واحترامه لنفسه وللغير، كما تساعده على التنبّه لما يحصل حوله والتركيز على أدقّ التفاصيل في حياته اليوميّة، ما يساعده على تخطّي مشاكله والعقد الداخليّة، ويبتعد الشخص بذلك عن الـ"Ego"، أي حبّ الذات والأنانيّة، وعن الهوس الذي يعيشه، ويصبح بذلك يرى المنحى الايجابي للأشياء ولا يهتمّ بالقشور.
وحول ما ينشر عن أن اليوغا مؤذية، رأت شدياق أن هذه الأحاديث تدخل في سياق محاربة هذه الرياضة الرائجة. وأوضحت أن أي رياضة قد تكون مؤذية في حال طُبّقت بشكل خاطئ، كما أنّ من يقوم بتمارين رياضيّة لا تناسب جسمه سيؤذيه حكماً، والأمر نفسه ينطبق على اليوغا؛ مشيرةً الى أن على كل شخص أن يعرف جسده ويقبل في الحدود التي يضعها وألاّ يتحدّى جسده، كما أنّ عليه اتّباع تعاليم معيّنة من خلال معلّم متمرّس.

وعن اتشار اليوغا في لبنان، لفتت شدياق الى أنّ اللبنانيين بدأوا بالاهتمام باليوغا بعد أن سمعوا أن المشاهير يمارسون هذا النوع من التأمّل والرياضة، وأرادوا ممارستها، لافتة في الوقت عينه الى أنّ بعضهم يمارسها باعتبارها موضة، من دون التعمّق فيها ومتابعتها بشكل دائم ودوري، فيما البعض الآخر يمارسها مؤقتاً أو لفترات حين يشعرون بالاحباط واليأس.

وتابعت أنّ في لبنان هناك مدرستين أو ثلاث مدارس فقط لتعليم اليوغا، ولكن هناك مدرّبين في بعض النوادي الرياضيّة، لافتةً الى أنّ تعلّم اليوغا لا ينتهي مدى الحياة، اذ أنّ الانسان يكتشف في خلال ممارسته نقاطاً جديدة في جسمه.
ودعت الراغبين في الاستفسار أكثر عن اليوغا وتمارينها الى زيارة موقعها الالكتروني "www.catherinechidiac.com".
أما من يريد أن يصبح مدرباً لليوغا، فما عليه إلا أن يزور الهند ويتعلّم لفترة للحصول على شهادة في التعليم من المدرّبين والمعلّمين الكبار، وفق شدياق، كما أنّ عليه أن يتعلّم دائماً المزيد ويتدرّب باستمرار.
 

  • شارك الخبر