شريط الأحداث
محاربة الفساد ليست دليل نزاهة
السبت ١٥ آب ٢٠٠٩ - 05:33
"وأذن في لبنان بالفساد، يأتيك الفاسدون من كل فجّ عميق".إنّ شعار "محاربة الفساد" شعار غير منطقيّ، وفي غير محله من التداول السياسي - الإصلاحي في لبنان، لأنّ الفساد هو "طبيعة بشرية" لا يمكن اقتلاعها من النفس - الأمّارة بالسوء - والمجبولة بها من أساس خلقها، والتي هي موضوع ومادة "الجهاد الأكبر" بسلاحي التحلّي بمكارم الأخلاق والضمير الواعي، للوصول إلى حسن الختام في دار السلام.إنّ من يدّعي محاربة الفساد، من دون المساس بـ "الفاسدين" إنما هو يخفي "رغبة جامحة" بممارسة الفساد ذاته بذاته، ولكن بوسائل مختلفة، منمقة ومزينة، وبذكاء "خبيث" إن استطاع إليه سبيلاً.
إن من يدّعي محاربة الفساد، من دون المساس بـ "الفاسدين" هو كمن يقول لـ "الفاسدين": لا تخشوا منّا، فالساحة تتسع للجميع، فكل ما نبغيه هو البعض مما تنهبونه، أو بمعنى أكثر وضوحاً، أعطونا لنغطيكم، أو شاركونا فنحميكم.
لماذا لا يُظهّر مُدّعي النزاهة "نزاهتهم" عبر العمل "الميداني" لمحاسبة الفاسدين، بدلاً من إطلاق تصريحات "جو - جو"، فالفساد ثابت - ومن يحاربه كمن يحارب الهواء - والفاسدون متحركون ومتوالدون، ولا يمكن الحدّ من فعالية حركتهم وغزارة توالدهم وقدرتهم على التفلت، إلا بـ "المحاسبة" وليس بـ "المشاركة".إن محاربة الفساد ليست دليل نزاهة، بل محاسبة الفاسدين هي النزاهة بعينها.
إن من يدّعي محاربة الفساد، من دون المساس بـ "الفاسدين" هو كمن يقول لـ "الفاسدين": لا تخشوا منّا، فالساحة تتسع للجميع، فكل ما نبغيه هو البعض مما تنهبونه، أو بمعنى أكثر وضوحاً، أعطونا لنغطيكم، أو شاركونا فنحميكم.
لماذا لا يُظهّر مُدّعي النزاهة "نزاهتهم" عبر العمل "الميداني" لمحاسبة الفاسدين، بدلاً من إطلاق تصريحات "جو - جو"، فالفساد ثابت - ومن يحاربه كمن يحارب الهواء - والفاسدون متحركون ومتوالدون، ولا يمكن الحدّ من فعالية حركتهم وغزارة توالدهم وقدرتهم على التفلت، إلا بـ "المحاسبة" وليس بـ "المشاركة".إن محاربة الفساد ليست دليل نزاهة، بل محاسبة الفاسدين هي النزاهة بعينها.
