hit counter script

قبل فوات الاوان

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠٠٩ - 15:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
بدأت تظهر على الارض، ومنذ انتهاء العملية الانتخابية ملامح توتر امني في مناطق مختلفة من لبنان، فبعد اعادة انتخاب الرئيس بري ولمرة خامسة على رأس البرلمان، جرى اطلاق نار في بيروت والمناطق وصف بأنه ابتهاجي. وبعد تكليف الرئيس سعد الحريري لتاليف حكومة انطلق رصاص وصف أيضاًَ بانه ابتهاجي. والمفارقة في كلا الحالتين ان المبادرة الفردية لا تملك هذا الحجم من الاسلحة والذخائر لاطلاقها في المناسبات العامة الا اذا جاء احدهم مقدماً البديل من الذخائر.
أما الاجابة على السؤال الذي طرحناه يوم الاحد حول انتهاء مفاعيل اتفاق الدوحة لجهة الامن، فكان سريعاً، اذ دارت اشتباكات بين اطراف محلية في شوارع بيروتية، استعملت خلالها اسحلة رشاشة وكذلك صاروخية، كما انتشر المسلحون في العديد من المناطق البروتية ايذاناً بانفجار الازمة من جديد.
أما العقلاء من الطرفين فسعوا في هذه الجولة الى وقف النار، ودعم الجيش معنوياً ليتمكن من فرض الامن فعلياً ولو بالقوة. ولعل ابرز ما يطمح اليه اللبناني اليوم هو تأليف حكومة تنهي الفراغ الممكن حصوله.
ذكرني اشتباك الامس يوم كنت في الثامنة من عمري العام 1975، في زمن حرب السنتين، عندما كانت جولات القتال تتلاحق، فتبدأ الاولى، وتنتهي، ويقال انتهت على خير، ثم تبدأ الثانية وتنتهي، ويقال انتهت على خير، ثم تبدأ الثالثة وتنتهي، ويقال انتهت على خير، ثم تبدأ الرابعة وتنتهي، ويقال انتهت على خير، حتى كاد ان ينتهي الوطن.
لا اريد تشبيه اليوم بالامس، انما ارغب ان أقول انه ولا سمح الله، ولو قدر لهؤلاء المسؤولين ان يحلوها على خير وسلامة فليفعلوا قبل فوات الاوان.
نذكر هنا بمقال الاحد، الذي كتبته تحت عنوان: مؤشرات النار الابتهاجي، لكي نتعظ:
يتفق اللبنانيون جميع اللبنانيين ان تأليف الحكومة يدور حول حجم وكيفية تمثيل المعارضة، كما يتفق الجميع ان حصة 14 آذار هي الحصة الاكبر بسبب ربح هذه القوى للانتخابات النيابية. أما عن الثلث المعطل او كما يرغب البعض بتسميته الضامن، فهو يحدد ما اذا كانت المعارضة ستتمكن من فرض وزنها جدياً في المرحلة القادمة، وكذلك كيفية تعبير هذه القوى عن مواقفها. ومهما كان الامر فإن الاكيد أن لبنان عاد الى مرحلة ما قبل اتفاق الدوحة وتحديداً ما قبل اعتصام وسط بيروت الذي اقامته المعارضة الاعتصام الذي انتهى بتسوية الدوحة.
فبعد اتفاق الدوحة انكفأت المعارضة تنتظر الانتخابات التي اعتقدت حتى اللحظة الاخيرة انها ستفوز بها وبذلك تفوز في السلطة. ومعها توقفت كل مظاهر الشارع والاشكالات الامنية وحتى النار الابتهاجي.
في 8 حزيران عادت 14 آذار الى السلطة، وفي 25 حزيران اعيد انتخاب الرئيس بري رئيساً لمجلس النواب، وعندها انطلق الرصاص ابتهاجاً، وبعد يومين تم تكليف الحريري لتأليف الحكومة ومرة جديدة انطلق الرصاص ابتهاجاً.
السؤال الذي يطرحه اللبناني هل تم الاعلان بإلنار الابتهاجي عن سقوط تفاهم الدوحة في شقه الامني، ام انه مجرد ابتهاج. الايام الصيفية المقبلة ستقول لنا ذلك. (مقال نشر صباح يوم الاحد)
  • شارك الخبر