hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح"

الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 19:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وصف العماد ميشال عون كلامه بعد اجتماع تكتل التغيير بالرسالة لمن يريد أن يفهم، داعياً الجميع الى تحمّل مسؤولياتهم، مذكّراً بأن التيار الوطني الحرّ هو مقاوم بطبعه وبتكوينه، ولا يستسلم ولا توقفه الحواجز وجاهز لأي معركة تُفرض عليه. وأعلن عن تظاهرة سلمية حيث العرقلة الحقيقة للكهرباء وللطلب من الدولة أن تكون جدية، ودعا كل من يدفع فاتورة كهرباء الى الاستعداد للمشاركة في هذه التظاهرة التي سيعلن لاحقاً عن موعدها. وإذ ذكّر أنّ التعيين في الوزارات هو من صلاحية الوزير المختص، أكّد أنه لن يسلّم وزارة في العام 2013 كما استلمها ومن دون أي إصلاح.

العماد عون عدّد محاولات تفكيك الدولة منذ العام 2005 وحتى اليوم، من حملة "فل" الى حرب تموز الى نهر البارد الى 5 أيار الذي أفضى الى اتفاق الدوحة. وإذ أعاد التذكير بأن ما يهمّه هو الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية، لفت الى أنهم أتو برئيس ليكون حكماً كما قالوا، لا ليقاسم التيار الوطني الحر حصته في التوزير وفي التعيينات. وختم بالقول: "نحن النّواب نمثّل الشّعبَ اللّبناني، ولن ندعَ أحداً يلوي زندَنا".

النصّ الكامل للحديث:

أهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي

بحث التكتل اليوم مواضيع هامة، استعرضنا كيف بدأت الدولة في العام 2005 وأين أصبحت اليوم، وماذا حصل منذ العام 1990 ولغاية العام 2005. هناك قطاعات كانت منهارة وازداد انهيارها منذ العام 2000 ولغاية العام 2008.

عند دخولنا الحكومة وضع وزراؤنا محضراً بالموجودات.. في وزارة الطّاقة جميع الوزراء الذين استلموها أكّدوا على وجود أزمة طاقة في لبنان، أي الوزير محمّد فنيش، الوزير طابوريان والوزير جبران باسيل. الوزير باسيل وضع المحضر، وبسرعةٍ قياسيّة وضع خطّة للكهرباء، وشرحها لكلّ المواطنين في الأونيسكو، في قصر المؤتمرات، كما أنّه جال على الأقضية وشرحها، وقبل نهاية العام تمّ إقرارها خلال شهر تمّوز في مجلس الوزراء، حيث تمّ إقرار مشروع قانون يتعلّق بالخطّة الأولى التي تؤمّن 700 ميغاواط حسب ما اتُّفق عليه. مرّ هذا المشروع القانون في مجلس الوزراء، ثمّ مرّ على لجنة المال والموازنة، وعندما وصلنا إلى التّمويل وجدنا أنّ الماليّة منهارة وما من قطع حساب منذ ستّة اعوام أو أكثر، فتعمّقنا أكثر في البحث والتّدقيق ووجدنا أنّ قطع الحساب غائب منذ العام 1993. طالبنا بقطع حساب فكان الجواب أنّه لا يمكن إنجازه في مدّة تقلّ عن السّنتين. أثناء بحثنا عن حلّ لمشكلة الكهرباء، واجهتنا عراقيل وأنواع من "blocage" لكلّ الدّولة: لا يوجد مال، لا يوجد شهود زور... وهنا فهمنا أنّ الدّولة انتهت ولا تريد أن تقدّم أيّ شيء لحلحلة الأمور، فسقطت الحكومة. بعد سقوط الحكومة، وبعد العثرات الكثيرة في وجه تأليف حكومة جديدة، كان لا بدّ من حلّ لعدم تأخير الكهرباء، فقدّمنا مشروع قانون معجّل مكرّر لخطّة الكهرباء لكي نقرّه في المجلس النّيابي. إعترض البعض مستنداً على أنّه لا يمكن أن يجتمع مجلس النّوّاب عندما تكون الحكومة مستقيلة، وطلبوا منّي تبرير المخرج، فكان المخرج وجود بعض السّوابق التي اجتمع فيها المجلس النيابي في ظلّ حكومة مستقيلة، ففي عهد المرحوم الرئيس كرامي إجتمع المجلس النيابي وصدّق على الموازنة في ظلّ حكومة مستقيلة، وكذلك الأمر في حالات أخرى حيث اجتمع المجلس في ظلّ حكومات مستقيلة وقام بالتّشريعات. جئنا بهذه السّوابق من تاريخ المجلس النّيابي، وبالرّغم من ذلك لم يجتمع مجلس النّوّاب لإقرار الخطّة. ماطلوا بإقرار الخطّة، بعد أن تمّ إنجازها، مئة وسبعين يوماً، أي منذ تاريخ تقديمها ولغاية تاريخ إقرارها. أدخلوا خلال مدّة المئة وسبعين يوماً بعض التّعديلات على الخطّة ساهمت في عرقلتها، ولا زلنا لغاية اليوم غير قادرين على التّلزيم. ولكن نحن الآن على وشك إطلاق هذه المشاريع إن كان هناك جديّة في التّعاطي وليس كلاماً فارغاً كالذي نسمعه يوميّاً من مختلف المسؤولين في الدّولة.

هذا ما يتعلّق بالكهرباء. نحن جئنا لنصلّح ونرمّم ما خرّبوه لكي نبني مكانه شيئاً جديداً. الذين خرّبوا هم أنفسهم الذين يحاولون الآن عرقلة المسيرة وإثارة الشّغب. نحن مرتاحون، فلا مسؤوليّات تترتّب علينا من الماضي، كما أنّنا وعدنا ببناء المستقبل، ولكن لا نستطيع أن نبني هذا المستقبل وحيدين، فنسمع كلاماً جميلاً فيما نرى أعمالاً على الأرض مكدّرة جدّاً. لذلك، أوجّه اليوم، إلى كلّ اللّبنانيّين الذين يسدّدون فاتورة الكهرباء، دعوةً ليكونوا جاهزين لأنّنا سندعوهم إلى التّظاهر والى مسيرة سلميّة نتوجّه بها إلى حيث يجب أن نكون، بحيث يتمّ تحديد الهدف بشكلٍ صائب، لكي نقول للدّولة وللمسؤولين إنّه يجب أن يكونوا جدّيّين. نحن، وعلى رأسنا شباب التيّار الوطني الحرّ خصوصاً، مقاومون، إذ لا نستطيع أن نرى الحواجز أمامنا. كما قلت لكم، لدينا "momentum" ونريد أن نتابعه، ولا يمكن لأحد أن يعجّزنا. قد يجوز أن يتمّ كسرنا ولكنّنا لا نستسلم ولا نهرب. إذاً، نحن جاهزون لمن يريد المعركة، فإمّا أن تسير أمور الدّولة، أو لا تسير.

ما يحصل في موضوع الكهرباء، يحصل أيضاً بموضوع التّعيينات، فنشعر وكأنّ المسؤولين يريدون إفراغ الدّولة. حاولوا تفكيك الدّولة اللّبنانيّة أربع مرّات. المرّة الأولى كانت من خلال "حملة فلّ". تذكّرون جيّداً كيف كانوا يريدون إشعال معركة دامية حول القصر الجمهوري، بحيث يكون مصير الرّئيس إميل لحّود كمصير ميلوسوفيتش، فيقولون إنّه قتل شعبه ويطلبون سوقه إلى المحاكمة. التخطيط كان موجوداً، يبدو الآن وكأنّه خرافيّ، ولكنّه لو حدث لكنّا سمعنا الأصوات.. سقط المشروع، لأنهم شعروا أنه صار أكبر منهم، بعدما قلنا بوضوح إننا لن نسمح لأي تظاهرة أن تتخطى مثلّث الصّمود، وأن تصل إلى القصر. وبعد ان ذكّرناهم كذلك أن المليون "طلوع" يقابله مليون "نزول" وعندها لا يمكن التحكم بالأضرار، وولد مع بنزين وكبريت قد يُحرق سوليدير، لأنّه ولدٌ لا يشعر بالمسؤولية، فانتبهوا.

انتبهوا عندها، وجاءت وزيرة الخارجية الأميركية السّابقة كوندوليزا رايس، ودعَتنا لأن نتفضّل إلى طاولة المفاوضات، فتجاوبنا وذهبنا مسرورين بأنّنا سنتفاوض، ولكن في الوقتِ نفسِه كانت قد عرّجت على إسرائيل وقرّروا الحرب الّتي وقعَت في 12 تموز 2006، ومن لا يصدّق فَليراجع ما كتبَته لجنةُ التّحقيق الإسرائيلية. في هذه الحرب، لم يكن هدف إسرائيل احتلال جنوبَ لبنان، فهي كانت قد احتلَّته ثمّ هربَت منه، ولكنها جاءت كي تدفعَ بالسّكان إلى منطقةٍ ما هنا على أمل أن تُواجَه بتمرّدٍ ما متّفَق عليه من السّكان الّذين لا يريدون أن يستقبلوا النّازحين فيتسبّبون بمشاكل معهم. فتتحوّل المشكلة ليس إلى عين الرّمانة ثانية بل إلى ألف عين الرّمانة. ولكن الوعي المُبَكّر للمخاطر الّتي كان ممكناً أن تحصل جعلَنا نحصّن الجبهة الدّاخلية، وعلى عكس ما كانوا ينتظرون أن يرَوه واقعاً في السّوق، حوّلناه إلى خيرٍ وإلى تلاقٍ وتضامنٍ وطني.

محاولة التفكيك الثّالثة كانت محاولة للإيقاع بين اللّبنانيين والفلسطينيين (نهر البارد)، ونحن نعرف أنّ أغلبَ الّذين تدخّلوا فيها من الخارج كانوا مرسَلين كي يفتعلوها من دولٍ نسمّيها شقيقة، أخرجوهم اليوم من السّجن والتحقوا ببلدانهم. ولكنّنا أيضاً لم ندع تلك الأزمةَ تتطوّر إلى اشتباكٍ فلسطينيّ لبناني.

المحاولة الرّابعة في 5 أيار وشبكة اتصالات المقاومة، كلّنا نعرف أنّ الأمر كان تحدٍّ كي يقع الصّدام، وكانت الشركات الأمنية التي تخبئ ما تخبئ، جاهزة لخلق المشاكل في بيروت. ولكن حُسِمَ الأمر بسرعة، وانتهى الموضوع. عندها، جاءت سيارة الاسعاف ونقلَتنا جميعاً إلى الدّوحة.

في الدّوحة، عبّرَت بعض الدّول عن نيتها وقرأنا تعابيرَها وأفكارَها فيما بعد في الويكيليكس، قالوا "يكفي أنّنا أبعَدنا ميشال عون عن الرّئاسة"، فقلنا لهم "كتّر خيركن"، وعلى كلّ حال، هذا الأمر لم يغيّر من سلوكِنا. فنحن لدينا خطة تغيير وإصلاح ولا نريد أن نلتهي، ومن تعاطوا معي في العام 1989، يعرفون جيداً أنّ الرّئاسة كانت على طبقٍ من فضّة ورفضتها، قالوا لي "رئاسة الجمهورية لك"، فقلت "والجمهورية لمن؟ أريد الجمهورية وليس الرّئاسة." وما ذكره الصحافي سركيس نعوم في كتابه خير شاهد على ذلك.

 وحتى الآن نريد الجمهورية وليس الرّئاسة، فلا أحد يشغل باله، ولكن نحن نريد ذلك على أساس أن تكون الرّئاسة والرّئيس رؤساء فعلاً. لأنّ ما حصل في انتخابات العام 2009، أعتبرُه أنا مخطّطاً وموافقٌ عليه داخلياً، ووثائق ويكيليكس ثبّتَت الأمر، ولم ينكر أحدٌ أو يُكَذّب الويكيليكس.

الأبشع من هذا هو إفراغ الدّولة من كادراتها! فهذا لم يبدأ من الأمس، وعندما جئنا لنملأ الفراغات الّتي حصلَت، وقع الصدام، مع أنّنا نمارس السّلطة الشّرعية وفقاً للدّستور اللّبناني! حكومة تألّفَت عكس الدّستور، أتوا برئيس جمهورية كي يكون حَكَماً، أصبح يريد أن يشكّل حيثيات على حسابنا نحن، يأخذ مقاعد لنا في الوزارة ويحوّلها وينقلها من ضفّة إلى أخرى كي تتمكّن من التّصويت ضدّنا في مجلس الوزراء!! الشّعب اللّبناني ينتخب من جهة، فيأتي التصويت في الوزارة بعكس ما انتخبَ الشعب، لماذا؟ لأنّنا تنازلنا على أساس أنّنا سنتعاون، ولكن ليس على أساس أنّنا سنُجَمِّد.

السّلطة في مجلس الوزراء هي للمجلس مجتمعاً، أما في الوزارة فهي للوزير. الوزير هو من يعيّن ومن يقترح تعيين مسؤولٍ ما معه، لأنّه هو المسؤول عنه في حال نجحَ أو فشل. لا نقبل أن يكون الخيار لأحدٍ آخر، ثم يتحمّل الوزير مسؤولية هذا الخيار كما كان يحصل في الجمهورية الأولى.. نحن اليوم في الجمهورية الثّانية وهذا الأمر لن يحصل فيها. الخيار للوزير وهو مسؤولٌ عنه، فإما أن ينجح ومعه الوزير، وإما أن يفشلا معاً.

لن نتسلّمَ وزارةً ونسلّمَها في العام 2013 تماماً كما استلمناها وبدون أي إصلاح، مثل ما فعلَ غيرُنا، فنحن لا نقوم بهذا الأمر. ونحن مستعدّون للمواجهة. لا علاقة لوزراء التكتل بالأمر، فَليُكملوا في مجلس الوزراء، وَليناقشوا ويعملوا. ولكن نحن نوّاب، ولذلك نحن نفصل النّيابة عن الوزارة، نحن النّواب نمثّل الشّعبَ اللّبناني، ولن ندعَ أحداً يلوي زندَنا، والآتي قريب.

  • شارك الخبر