hit counter script

ندوة عن كتاب "التنوير في اشكالاته ودلالاته" في انطلياس

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 10:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيمت في دير مار الياس في انطلياس، ندوة عن كتاب "التنوير في اشكالاته ودلالاته" للدكتور موريس ابو ناضر بدعوة من "الحركة الثقافية" - انطلياس شارك فيها كل من: الدكتور ربيعة ابي فاضل والدكتور انطوان سيف، وأدارتها الدكتورة نايلة ابي نادر وحضرها حشد من الشخصيات الثقافية والفكرية والادبية وأعضاء الحركة.

ورأت أبي نادر أن "الكتاب يطل علينا في ليالي كانون الملبدة وصفحاته الباردة ويسلط الضوء على التنوير في زمن كثر فيه الحديث عن الظلامية والجهل والقمع والاستبداد، كتاب يحمل في طياته هم العقل واشكالياته المعرفية محاورا مضامين الفكر النهضوي".

واعتبرت أن "المعارك التي تخاض اليوم بعيدة عن الهم المعرفي"، مشيرة الى ان "حالات الامية والجهل والتخلف والبطالة والفقر والقمع والسجن وانتهاك ابسط حقوق الانسان تزداد تأزما".

وقالت:"موريس أبو ناضر أحد الذين جار عليهم الدهر فأصبحوا مفكرين يحملون هم الانسان العربي الرازح تحت نير رغبات التحرر والنهوض المكبوتة والمجهضة في افضل الاحوال ويوجعهم تدهور حال الامة وتعثر خطاها".

واعتبر أبي فاضل أن أبو ناضر كان نشر مقالات عدة في بعض الصحف والمجلات وجمعها تحت عنوان رئيس هو "التنوير في اشكالاته ودلالاته" وحدد الهاجس الاساس بانه التنوير وقسم فصول كتابه الى جوانب الفكر والادب والاجتماع والاعلام وعالج هذه الموضوعات استنادا الى كتب قرأها واصدرها عرب او اجانب".

أضاف: "من عاداته فتح نافذة عامة على القضية المطروحة والدخول من ثم في الخاص المطروح وتبيان هويته ومقارنته بغيره ومحاولة تقييمه بتحديد الجدة او الرتابة فيه. وكثيرا ما كان يتوقف لشرح مصطلحات ولمناقشة تفاصيل بلغة موضوعية دقيقة بعيدة عن الذاتية والمحاسبة الى حد تتمنى معه احيانا ان يعلن موقفا او يبالغ في الصراخ، لكنه لا يفعل ويتحرك".

وقال:" راى ابو ناضر ان التنوير عملية تحرر من التقليد الاعمى وهو مصدر تجديد للحياة واعمال للعقل في التعاطي مع الوجود ومع الآخر وانتقال من القرون الوسطى الى الحداثة وما بعدها وقد عرض معظم الآراء الغربية حول التقدم والتحديث وتوقف على الحال العربية بازاء التراث والفكر الحداثي، فتبين له ان سر التطور الهائل في اوروبا ناتج من النزعة النقدية والتحرر من سلطان التراث واحترام الانسان وكرامته".

وقال سيف:"لم أقو أيضا على قراءة الكتاب الا في الاطار التاريخي لسنة صدوره، سنة "الربيع العربي" أي العام 2011 وكثير من " مقالاته - الابحاث" كما سماها يتأرجح على التخوم السابقة للربيع وبعضها ربما في خضمه المستمر للساعة".

وأشار إلى أن "الكتاب موسوعة غنية بالفكر الحداثوي الغربي وبقراءته العربية او بترجمته والكاتب واحد من هؤلاء القارئين للحداثة الغربية ولمترجمها لا بل هو احد روادها كما يعكس ذلك كتاب عمر حيلان الجزائري:"النقد العربي الجديد: مقاربة في نقد النقد".

وفي الختام قال أبو ناضر:" حصلت في السبعينات من القرن الماضي على منحة دراسية للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا وهناك اكتشفت حضارة الغرب بكل ابعادها الحياتية والدينية والسياسية وكنت دائما اثناء اقامتي اقارن بين بعض اوجه هذه الحضارة والحضارة العربية الاسلامية التي اعيش في ظلالها في لبنان. وقد دفعتني الحياة الجامعية التي كنت اعيشها داخل جامعة السوربون وخاجها الى طرح عدة اسئلة من بينها السؤال الذي طرحه احد رجالات النهضة وهو شكيب ارسلان بقوله:" لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون ونحن من ضمنهم كمسيحيين".

اضاف:" هذا السؤال الوجودي مازال يرافقني حتى اليوم وكتابي الذي ننتدي حوله هذا المساء يحمل هموم هذا السؤال من حيث انه يكشف في بعض مقالاته عن الاسباب التي اوصلت الغرب الاوروبي الى الخلاص من اللاهوت الظلامي الذي ساد في القرون الوسطى، وجعل من الانسان عبدا لسلطتين تتحكمان بمصيره: سلطة الدين ممثلة بالكنيسة، وسلطة الامبراطور ومن يمثله في الحكم".

ولفت إلى أن "هذا اللاهوت ما زال يعشعش في بلدان المشرق العربي وها هو يكتسحها من المحيط الى الخليج مقسما الناس الى طوائف ومذاهب واعراق تتناحر ما بينها بهدف السيادة على الارض والنطق باسم السماء".

  • شارك الخبر