hit counter script
شريط الأحداث

"كتير سلبي": بنية ناجحة لمضمون متفاوت

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 11:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتنوع برامج السكتشات الانتقادية على الشاشات، وتتكاثر في كل موسم. "كتير سلبي" هو أحد أبرزها على شاشة MTV التي تعرضه مساء كل اثنين، ويكتبه كل من نبيل عساف وجيسكار لحود اللذين سبق وأعدّا برامج ساخرة على أكثر من محطة مثل OTV وNBN. بين كل تجاربهما السابقة يُعتبر "كتير سلبي" الأكثر نضجا وموضوعية، كما ان فيه العناصر الانتاجية الجيدة والضرورية من الممثلين الى المخرج والتجهيزات اللوجستية والتقنية.
يركز "كتير سلبي" على انتقاد الأوضاع الاجتماعية من دون الدخول في تفاصيل التطورات السياسية اليومية، مكتفيا بـ"تلطيشها" بناء على الخطوط العريضة للتقسيمات والولاءات المعروفة، فيريح بعض الشيء ايلي الراعي من تقليد السياسيين طوال الوقت (كما كان يفعل في OTV) لينجح هنا في ابتكار شخصيات اجتماعية أظهرت اتقانه لهجات منوعة. في البرنامج أيضا فادي شربل الذي يجسد أكثر من شخصية بعفوية، محافظا على نمط محبب ولو انه يتكرر. أما حسين مقدم فلهجته وحركاته يكرسانه ممثلا كوميديا بأسلوب خاص. ويدخل على البرنامج ضيفا شانت كاباكيان الذي عرفناه في CIA. أما في العنصر النسائي فتطل دوللي حلو التي لا يخلو أداؤها من المبالغة أحياناً، وجوزيان الزير صاحبة الصوت المميز، ولمى مرعشلي المهضومة... كل هذه التركيبة تؤسس سيبة ناجحة لبرنامج "كتير سلبي" تسمح له بتنويع السكتشات بين الكليبات الغنائية، وابتكار الشخصيات، واللعب على الكلمات...

تتألف الحلقة عادة من نحو 12 سكتشا يعرف لحود وعساف كيف يوزعانها بعدالة بين الشخصيات المختلفة. لكن ذلك لا يعني اننا سنمضي أكثر من نصف ساعة من الضحك المتواصل، لأن السكتشات لا تتمتع بالمستوى نفسه. فهناك أحيانا أفكار عادية، وأحيانا أخرى مبالغة في افتعال المواقف، وقد يتفوق المعدّان في حلقات أكثر من سواها. لكن في شكل عام لا استسهال في صناعة البرنامج، من أغنية الجينيريك الناجحة، الى موضوع الطائرة الذي هو محور هذا الموسم من البرنامج. لكن نقطة الضعف تبقى ايجاد الأفكار البراقة. أما الانحياز السياسي الذي كان "فاقعا" أيام الـ OTV، فيبدو هنا أنه تعرض الى ضبط مستحب.
على صعيد الإخراج يقدم هاني خشفة صورة غير كلاسيكية، بل عصرية شبابية بإيقاع سريع، يعرف كيف يدخل المؤثرات البصرية فيها عند الحاجة، ليأتي البرنامج شبيها بالصورة التي تريدها المحطة لنفسها. لذا بين كل هذه العناصر المتوافرة تبقى المسؤولية كبيرة على المعدّين ليوفقا الى مواقف طريفة بعيدا عن التكرار أو اجترار الضحكة. وهذا ما يجب أن يسعيا اليه.

النهار

  • شارك الخبر