hit counter script

"المؤسسة الوطنية للتراث" اطلقت حملة دعم المتحف

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 17:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اطلقت "المؤسسة الوطنية للتراث" بالتعاون مع وزارة الثقافة - المديرية العامة للآثار - في مؤتمر صحافي عقد صباح اليوم، في مقر المتحف حملة دعم المتحف الوطني في حضور وزير الثقافة المهندس كابي ليون ورئيسة "المؤسسة الوطنية للتراث" السيدة منى الهرواي.

كما حضر عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة مي ميقاتي، اعضاء "المؤسسة الوطنية للتراث": الوزير السابق ريمون عودة، نورا جنبلاط، ميرنا البستاني، ريما شحادة، ليلى بدر، نائلة كتاني، رئيسة جمعية "أصدقاء المتحف" السيدة لمى سلام، حافظة المتحف آن ماري عفيش، مستشار الوزير ميشال دو شادارفيان وحشد من الإعلاميين.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة للوزير ليون استهلها بالقول: "صباح الخير في هذا النهار الماطر، خير ومطر يتناسبان مع بعضهما ولكن المطر قد يكون له في بعض الأحيان عواقب سلبية. أرحب بداية بالسيدة مي ميقاتي التي شرفتنا في هذا اللقاء الصباحي اليوم الذي موضوعه المتحف الوطني، ولا بد من توجيه الشكر للسيدة منى الهراوي وأعضاء المؤسسة اللبنانية للتراث والإعلاميين.

اضاف: "هل هناك من وطن دون تاريخ، طبعا لا، لان مقومات الوطن التي نعرفها وتعلمناها راسخة في ضميرنا وهي ثلاثة: الأرض، الشعب وشيء ثالث نختلف في بعض الأحيان في التعبير عنه، ولكن أفضل ما يعبر عنه هو الرابط الوثيق بين العنصرين الأولين، إن ما يربط هذا الشعب بالأرض، وما يربط الأرض بالشعب او الشعب بالأرض التي يعيش عليها قد يكون التاريخ أو التراث وقد تكون العادات والتقاليد ولكن كل هذه الأمور هي واحد هو الرابط الوثيق بين الأرض والشعب".

وتابع: "نحن على هذه الأرض، وأحد عناصر وطننا في هذه الأرض، الإنسان الموجود عليها منذ فجر التاريخ. والبرهان على ذلك الروابط القوية بين الشعب اللبناني وأرضه، وهذه الروابط موجودة هنا في هذا المكان في المتحف. إن لهذا المكان قدسية، وقد يكون ليس من أهم متاحف العلم، وليس من أكبرها ولكن الحقبات التاريخية المتعاقبة هنا، والموجودة هنا التي نطلع عليها من الحجر هي اصدق من التاريخ المكتوب والذي نتناقله. هنا تاريخنا، وقد نقول انه يوجد تاريخ حقبات مرت على هذه الأرض: الرومانية، اليونانية، الفارسية، والمملوكية وحقبات تاريخية قد يتبادر إلى الذهن أن هؤلاء أشخاص غرباء جاءوا إلى أرضنا ورحلوا بعد أن تركوا لنا هذا الآثار التي أمامنا، هذا غير صحيح وما نراه هنا من صنع الإنسان الذي عاش على أرضنا. واللبناني عادة يأخذ من كل الذين يمرون على هذه الأرض من حضارة وثقافة وتراث لكي يصنع ذاته ويصنع هويته. وهذا الإنسان الذي عاش على أرضنا ترك لنا هذه المخزنات التي نراها اليوم، هذا اكبر برهان على وجودنا وتعلقنا بأرضنا ووطننا".

وأردف ليون: "إن التراكم التاريخي هو الذي صنع إنسان اليوم، إنسان اليوم الذي هو نحن هذا هو التراكم، ولكن نحن تكلمنا عن الوطن بعناصره الثلاثة وهذه العناصر الثلاثة لوطننا لبنان مع الأسف معرضة للخطر، الأرض معرضة للخطر بسبب أطماع العدو، شعبنا معرض للخطر بسبب النزيف الذي نعاني منه وهجرة شبابنا إلى الخارج، وأيضا تراثنا، والعلاقة بين الأرض والشعب معرضة للخطر. إن الذي حصل منذ ثلاثة اشهر في المتحف كان لافتا، ليس لافتا بفداحة الأضرار التي حصلت من خلال تسرب المياه، ولكن حتى نلمس مدى دقة وضعنا. حتى هذا المكان المفروض أن يكون بمنأى عن كل المخاطر الكبيرة تسبب خطأ وإهمال بأعمال شبكة الطرق إلى دخول مياه الأمطار إلى الطابق السفلي من المتحف، كان من الممكن ان تؤدي الى كارثة اكبر لولا تدخل العناية الإلهية بالدرجة الأولى، والقيمين على هذا المكان وتدارك الأمور قبل فوات الأوان".

وقال: "ان ما أردنا أن نقوله اليوم بعد مضي ثلاثة اشهر من حصول "الحادثة" التي قد يراها البعض شيئا بسيطا لان المتحف لا يزال قائما ولا أضرار جسيمة، ولكن تسرب المياه إلى متحف بأهمية المتحف الوطني في الطابق السفلي والرطوبة التي نتجت عن ذلك ليس بالأمر السهل يمكن التغاضي عنه، ونحن اردنا من خلال هذا اللقاء ومن خلال الحملة التي أرادت اطلاقها "المؤسسة الوطنية للتراث" مشكورة لتحفيز الناس على أهمية مقتنيات المتحف وتحملهم المسؤولية. وهي هدفت الى امرين الاول: ليس الاكثر اهمية هو جمع التبرعات، لان المتحف الوطني لجهة اصلاحه وترميمه وإعادته الى الحياة بدأ من خلال التبرعات ومن خلال عمل هذه المؤسسة بالذات خلال مراحل الأحداث. واليوم لا نزال بحاجة إلى تبرعات ومبادرات حسن نية من الأشخاص وكلنا معني. ولكن الأهم من التبرعات هو توعية المواطنين على أهمية المتحف الوطني وأهمية زيارته وأهمية ان يكون المتحف في ضمير كل مواطن، لانه المكان الجامع والمكان الذي لا كذب فيه، حيث نجد التاريخ بكل وضوح وصراحة أمامنا، وواجب علينا كلنا كلبنانيين ان نعي قيمة المتحف الوطني وأهمية محتوياته ونحث الأجيال الشابة على زيارته".

وختم: "نجدد الشكر "للمؤسسة الوطنية للتراث" وللسيدة مي ميقاتي التي شرفتنا في هذا الدعم المعنوي ولشركة "كلمنتين" صاحبة الفكرة الإبداعية لإطلاق الحملة الإعلامية ولحضوركم جميعا.

ثم القت الهراوي كلمة جاء فيها: "نلتقي اليوم في متحف بيروت الوطني بالذات وفي حضور وزير الثقافة المهندس كابي ليون والسيدة مي ميقاتي عقيلة رئيس مجلس الوزراء وأعضاء "المؤسسة اللبنانية للتراث" وعدد كبير من الإعلاميين وأصدقاء الثقافة والتراث، لبوا الدعوة مشكورين بهدف المشاركة في إطلاق حملة إعلامية إعلانية لدعم إعادة تأهيل الطابق السفلي من هذا الصرح التراثي الكبير بعد ان ألحقت به السيول أضرارا جسيمة".

اضافت: "سبق ان تنادينا وشبكنا الأيدي مع المديرية العامة للآثار والعديد من الأصدقاء الواهبين في الأعوام 1996 و 1997 و 1999 ونجحنا سويا في الإسهام في إعادة تأهيل متحفنا الوطني الحاضن لتاريخنا ولتراثنا الفني والثقافي والإنساني. قد تسألون ما أهمية الطابق السفلي إذ غالبا ما تنظم حملات دعم للأقسام الظاهرة في المتاحف في أرقى دول العالم، هنا دعوني أركز على أمر مهم جدا: وهو أن المجموعات الأثرية المعروضة في المتحف تشكل جزءا صغيرا نسبيا مقارنة مع ما يحتويه الطابق السفلي من مجموعات وقطع حجرية وفخارية تعود إلى الحقبات الرومانية والبيزنطية. إذا ما نسعى إلى إنقاذه من الأذى الذي تعرض له من جراء تدفق المياه الى داخله منذ فترة وجيزة هو جزء عزيز من المتحف يحتوي على كنز كبير يتوجب علينا المحافظة عليه وإبراز معالمه".

وتابعت: "من اجل هذا نحن هنا. ومن اجل إعادة تأهيل أجزاء عزيزة من متحفنا تنادينا والتقينا. وقد قامت شركة "كلمنتين" بمبادرة كريمة، فأعدت الحملة الإعلامية الإعلانية ووفقت في اختيار الفكرة المبدعة بحيث أشارت الى أهم القطع الأثرية التي يحتويها المتحف الوطني: ناووس احيرام ملك جبيل الذي يعود إلى 3000 سنة ويحمل نقوش الأبجدية الفينيقية. فلها تحية شكر وتقدير لاسهامها في تنفيذ المشروع".

ثم عرض فيلم يتضمن صورة المتحف وامامه بحيرة من المياه، إشارة إلى الإسراع لحمايته مستقبلا من اي ضرر وأشارت الهراوي إلى أن "الهدف منه تسليط الضوء على ضرورة إعادة تأهيل كل جزء من متحفنا وتحفيز المجتمع على مساندة المؤسسة الوطنية للتراث لتمكينها من القيام بهذا الواجب الوطني الذي يعني كل لبناني والذي يتيح الفرصة لأجيالنا للتعرف على تاريخهم".

  • شارك الخبر