hit counter script

ليون افتتح حفل إطلاق مجموعة من الأفلام القصيرة عن المقاومة

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 20:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد وزير الثقافة غابي ليون خلال افتتاح حفل إطلاق مجموعة من الأفلام القصيرة عن المقاومة ومجتمع المقاومة بعنوان: "أفلام رصاص"، في مسرح قاعة "رسالات"، في الأونيسكو، "الحاجة إلى التوحد والتضامن لبناء غد مشرق وآمن للأجيال المقبلة"، وقال: "إذا كانت الفنون، على أشكالها، أرقى ما يمكن أن يقدمه شعب من الشعوب في مسار ترقيه، فإن التزام تلك الفنون بقضايا المجتمع والوطن والإنسان، يعطيها قيمة مضافة. كما يكسبها مزيدا من الشفافية والصدقية والألق. وكم كان لهذا الإلتزام من فعالية في تاريخ الأمم، منذ ما قبل زمن التدوين، ولو تمكن العلم من فك ألاغيز ما ظهر في الآثار القديمة من نقوش ورسوم، ربما تكون الجماعات البشرية قد أفصحت عبرها عن ذاتها. لو تمكن العلم من ذلك، لوجدنا أن مبدأ الإلتزام بنيوي في حياة تلك الجماعات، بل مقدس، من زمن القبيلة حتى قيام الدولة، ولا سيما إذا تعلق الأمر بواحدة من قضاياها الكيانية".

وسأل: "ألم تؤسس كتابات موليير وشكسبير وغوتيه وغارسيا لوركا، ومن قبلهم سوفوكل عند الإغريق، وغيره ممن لم تكشف أحجيتهم بعد، في حضاراتنا المشرقية، من ساحل فينيقيا إلى بلاد ما بين النهرين لزمن الثورات والتحرر والمجتمع الجديد؟ وفي الحقبة المعاصرة، ألم يعكس فن الرحابنة، وغيرهم من كتاب المسرح، في لبنان والعالم العربي، إضافة إلى صدق المشاعر وبراءة الشهود، قضايا الناس وهمومهم وتطلعاتهم؟"، وقال: "من أحد الأفلام اللبنانية الأولى "إلى أين؟"، إلى أفلام "وهلأ لوين" و"خلة وردة"ومسلسل "الغالبون" وغيرها من أعمال اكتنز بها تراثنا الفني، حكاية شعب له في التاريخ القديم والحديث والمعاصر محطات مشرقة، عناوينها: الحرية والعزة والكرامة والإباء".

أضاف: "تحضرني هنا، مأساة صيدون المنتصرة على الحصار وملحمة صور المتكررة في صمودها البطولي في وجه الغزاة. تحضرني كل الثورات والإنتفاضات والعاميات في تاريخنا، من جبل عامل إلى عكار. وتحضرني مواكب الشهداء ووجوه الأمهات، والحرقة والدموع وحكايات الأطفال وشتول التبغ والكروم من قانا إلى عيتا ومارون وبنت جبيل وكل المدائن والبلدات. كما يحضرني تناغم المآذن والأجراس في أبهى صوره، هناك حيث أعلن السيد المسيح ذاته في عرس قانا ليزف البشارة الى العالم. من هنا، من أرض لبنان، الأرض المقدسة التي ربما تكون العناية الإلهية قد اختارتها لتكون ملتقى لجماعات تناغمت عبر العصور لتشكل الأنموذج الأمثل للبشرية جمعاء".

وتابع: "هي ملحمة الكرامة الوطنية والتحرير نخطها معا، اليوم، على دروب الجنوب، جنوب القداسة والشهادة، هي تلك الملحمة التي لا بد أن نؤسس لها ثقافة ملتزمة - وقد سبقتنا إلى ذلك أجيال من المبدعين في شتى ميادين الفنون، ثقافة ملتزمة نأمل أن تولد فينا وعيا حقيقيا، على طريق بلورة تنشئة وطنية إنسانية توحد إنساننا في هذا المشرق المضطرب. أبغير ذلك نجابه الأعاصير التي تتهددنا؟".

وختم الوزير ليون: "ما سنشاهده معكم اليوم، إضافة إلى كونه تحية إلى المقاومة ومجتمع المقاومة، هو صورة عن تلك الثقافة الملتزمة التي نشجع على دعمها وندعو إلى تطويرها، لعلنا بذلك نرقى بإنساننا إلى مستوى المسؤولية الوطنية، فنوحد رؤية اللبنانيين، كل اللبنانيين، حول قضايانا المصيرية كافة، خصوصا أننا في زمن أحوج ما نكون فيه إلى التوحد والتضامن على طريق بناء غد مشرق وآمن لأجيالنا. وإذ نقدر لكم مساركم الفني النضالي، نتطلع معكم إلى زمن تتحقق فيه أهدافنا في تحرير الأرض والإرادة، زمن تستحيل فيه الرصاصات ورودا حمرا على قبر شهيد".

  • شارك الخبر