hit counter script

حفل توقيع ألبوم "الإنجيل كلمه وغنّيّه" في جامعة الروح القدس

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 15:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وقّع عميد كلية الهندسة في جامعة الروح القدس – الكسليك الأب مروان عازار ألبومه "الإنجيل كلمه وغنّيّه" بجزئيه الأوّل والثاني في حفل أقيم في إطار عيد الميلاد المجيد وبمناسبة توقيع الألبوم، أحيته صاحبة الصوت الملائكي عبير نعمه، رافقها فيه عازف الـ clarinette اليوناني العالمي الشهير فاسيليس سالياس، إضافة إلى المنشد جورج نعمه والكورس والفرقة الموسيقية التي ضمّت نخبة من الموسيقيين المتميزين، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في الجامعة.

حضر الحفل ممثل الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية ألأباتي طنوس نعمة الأب المدبر نعمة الله الهاشم، المدبران العامان في الرهبانية الأبوان أيوب شهوان وطوني فخري، رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، نائبه للعلاقات الدولية الأب جورج حبيقة، نائبه للأبحاث الأب يوحنا عقيقي، الأباتي بولس نعمان، قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد الركن شامل روكز، رئيسة معهد الدكتوراه في الجامعة البروفسورة نيكول شلهوب، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة وحشد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والفنية ورئيسي بلديّتي عنطورة المتن وتنّورين، السيّدين جوزيف الحاج ومنير طربيه.

بداية ألقت كلمة الترحيب الآنسة باميلا معلوف عرّفت فيها عن مسيرة الأب مروان عازار التعليمية والأكاديمية والموسيقية، مؤكّدة "أن هذا العمل الذي تحقّق، كرّس له الأب عازار وقتًا كثيرًا وجهدًا كبيرًا وليال سهر طويلة تقاطعت مع الشهور والسنين... فتعمّقت من خلالها صداقته باللحن السرياني عمومًا والماروني خصوصًا وبالفولكلور الشعبي اللبناني؛ حاور الموسيقى الشرقية والغربية ولم تغب عن باله الموسيقى البيزنطية".

ثم أدّت عبير نعمه باقة من الترانيم الميلادية من بينها إنجيل الميلاد للأب مروان عازار من الجزء الأول للألبوم، برفقة العازف فاسيليس سالياس الذي أضفى على الصوت الملائكي المؤثّر والجميل، سحرًا جديدًا تعطّرت به هذه الأمسية، فتفاعل معهما الحضور تصفيقًا. كما رنّمت عبير مع شقيقها جورج قطعة وجود الرب في الهيكل وهي من الجزء الأوّل من "الإنجيل كلمه وغنّيّه"، فيما انفرد جورج نعمه بترنيمة "أختَنا رفقا".

تجدر الإشارة إلى أنّ الجزء الأوّل من "الإنجيل كلمه وغنّيّه" للأب مروان عازار يتضمّن ثلاث ترانيم تلامس القلب بكلماتها الغنيّة وتنقل النفس إلى عالم الصفاء والفرح بألحانها البهيّة. إنّ الترنيمة الأولى هي ميلاديّة بعنوان "وُلد المسيح ببيت لحم" وهي إنجيل القديس لوقا 2/1-20، أما الترنيمة الثانية فتحمل عنوان "وصار عمرو تنعشر سنه" وهي إنجيل وجود الربّ في الهيكل حسب القديس لوقا 2/41-52، جسّدهما الأب الحبيس يوحنّا الخوند بشعر استثنائي وكساهما الأب عازار بألحانه وموسيقاه الغنية المصلّية. التوزيع الموسيقي للقطعة الأولى هو للدكتور ادوار طوريكيان، أمّا الثانية فوزّعها الأستاذ طوني ديب. تحمل ثالث ترنيمة عنوان "أختَنا رفقا" وهي من كلمات الأب مروان عازار وألحانه. أمّا الجزء الثاني من "الإنجيل كلمه وغنّيّه" فيحتوي على مسارين: يتضمّن المسار الأوّل إنجيل "آلام يسوع" (متّى ٢٦ – ٢٧) وهي قطعة موسيقية تتعدى الثلاثين دقيقة كتبها أيضًا الأب الحبيس يوحنا الخوند باللهجة اللبنانية العامية، عزفتها الأوركسترا السيمفونية البلغارية بقيادة المايسترو هاروت فازليان المميّزة، وأضفت عليها الآلات الشرقية رونقًا خاصًا. يعود التوزيع الموسيقي الاستثنائي للدكتور ادوار طوريكيان. أمّا في المسار الثاني من الجزء الثاني هذا فنسمع الموسيقى الرائعة للمسار الأول (إنجيل الآلام).

وتخلّل الأمسية كلمة لنائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الأب جورج حبيقة الذي أسهب في شرح اللوحات التي يتضمنها الجزء الثاني من الألبوم عن "آلام يسوع"، مشيرًا إلى "أنه في اللوحة الأولى، يستحضر الأب عازار أنماطًا متنوّعة من التأليف الموسيقي، دلالة على أن البشريّة بأسرها، في تمايزاتها الثقافيّة والحضاريّة، تقف مذهولة ومتأمّلة أمام آلام يسوع. وبشطحات إبداعيّة، يُوفَّق في إطلاق حواريّة نغميّة بين اللحن الأوبرالي البوليفوني الدراماتيكي الهادرِ في الجواب، والترنيم الشرقيّ المتفجّع والمنتحب في القرار". كما اعتبر "أنّ اللوحة الثانية تتناول دخول يسوع إلى أورشليم، في موكب الملوكيّة الزاهدة، التي لا تتربّع على عروش ذهبيّة في مدائن الأرض الظالمة، بل تقيم فقط في انتظارات الأطفال والرضّع وأحلام الشباب ورجاء الشيوخ". وفيما يخصّ اللوحة الثالثة فقد شرح الأب حبيقة "أنها تنقلنا إلى بستان الزيتون، إلى الجسمانيّة، حيث نرى يسوع يصلّي في هجعات الليل الحالك، ويعرق دما وماء، وحيدًا وجهًا لوجه مع مصيره المأساوي، وتلاميذه في سبات عميق". تعالج اللوحة الرابعة محاكمة يسوع وصلبه. "إنّها الأقسى والأكثر إيلامًا، لما تحتويه من عناصر دراماتيكيّة تبيّن بشكل جليّ معطوبيّة الطبيعة البشريّة". وخلص الأب حبيقة في كلمته إلى "أنّ هذه المأثرة في الموسيقى المقدّسة للأب مروان عازار لم تكن لتأتي على هذا النحو من الوهج والتألّق لولا المنظومة الشعريّة المتصومعة للأب الحبيس يوحنّا الخوند، السكران بكلمة الله، والإنشاد الإفرادي الخارق لعبير نعمه التي تؤالف ببراعة، يعزّ نظيرها، بين الأَداء الشرقي الحالمِ والمتدفّق حنانًا في حنايا عِرَب المقامات الشرقيّة، من جهة، وتقنيّات الإنشاد الأوبرالي المحترف، من جهة أخرى؛ وجورج نعمه بصوته الهادر رقّة وعذوبة والمنتشي بعالم الروح".

كما تحدثت رئيسة معهد الدكتوراه في الجامعة البروفسورة نيكول شلهوب عن ألبوم "الإنجيل كلمه وغنّيّه" معتبرة "أن الأب مروان عازار عبّر عن عظمة سرّ ميلاد يسوع المسيح ومجده من خلال الموسيقى المقرونة بالإنشاد". ثم أوضحت "أنّه من خلال انصهار الأوركسترا السمفونية بالألحان الشرقية المستوحاة من الليتورجيا المارونية والتقاليد الرهبانية، عرف الملحِّن كيف يجمع بين الشرق والغرب عبر حركة موسيقية غامرة تتعانق فيها الموسيقى النغمية (musique tonale) والموسيقى المقامية (musique modale)، تضمحل فيها ومعها كلّ النزاعات والاصطدامات إلى حدّ الاندثار". ونوّهت شلهوب بأعمال الأب عازار فرأت "أنّ ألحانه وتراتيله المتميزة تنساب برخامتها وتناغمها كانسياب المياه في النهر فلا يعيق تقدّمها شيء. تبصر النور في القمم المكلّلة بالثلوج لتشقّ طريقها مختالة فتنسكب في مياه البحر رمز الطوباويّة الأولى، حيث استحمّ الكون منذ الأزل. وتشير البروفسورة شلهوب إلى "أنّ مؤلفات الأب مروان عازار، بناءٌ تتعانق حجارته فتشكّل قطعة فنية حقيقية تحاكي البعد الشخصي من جهة والعالمي من جهة أخرى، بفعل ميزات جمالية تؤول كلّ متذوّق إلى الإرتشاف فيرتوي". وختمت شلهوب قائلة: "هذا المساء يولد الطفل يسوع، إنما ليس في مذود، بل في أحضان الموسيقى الدافئة والمحِبة التي تغمر الطفل الإلهي؛ موسيقى أرادها المؤلّف أن تحمل الأمل لعالم أفضل علَّه يتصالح أخيرًا مع ذاته".

وفي الختام كانت كلمة للأب عازار شكر من خلالها الله على عطاياه ونعمه الكثيرة في كلّ وقت وبخاصة في هذا الوقت، وتوجّه إلى الحاضرين مؤكدًا "أنّ هذه الليلة زُيِّنت بحضوركم المميّز وبوجوهكم المليئة بالخير، والملوّنة بهذه الموسيقى الجميلة". ثم نوّه الأب عازار بصوت السيّدة عبير نعمه معتبرًا "أنّ صوتها من الأصوات النادرة، يأخذك إلى عالم الفنّ والخلق والإبداع... عبير الأداء الشرقي والغربي، السرياني، اليوناني والبيزنطي، التقليدي والمودرن". وفي الختام شكر الحاضرين جميعًا وكلّ الذين عملوا على هذا الألبوم وساهموا في إنجاح هذا الحفل. وأمل "أن يصل "الإنجيل كلمه وغنّيّه"، الإنجيل المغنّى، إلى كلّ بيت ليحوّل بموسيقاه حياتنا إليه أكثر فأكثر فنساهم في الوقت عينه بإنتاج الأجزاء الأخرى من "الإنجيل كلمه وغنّيّه" التي هي قيد التحضير".

  • شارك الخبر