hit counter script

بيان المطارنة الموارنة بتاريخ 4 كانون الثاني 2012

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٢ - 13:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"1- في بدء السنة الجديدة يتقدم الاباء من ابنائهم في الوطن والمهجر ومن جميع اللبنانيين بأحر التهاني والتمنيات، آملين ان يجعلها الله سنة خير وبركة على الجميع، وهي سنة مليئة بالمواعيد والاحداث الروحية والكنسية مثل دورة سينودس الاساقفة العالمي حول كلمة الله كبشرى فرح ازلية للبشر، ومثل يوبيل سنة الايمان الذي سيعلنه قداسة البابا بمناسبة مرور خمسين سنة على افتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وصدور الارشاد الرسولي المتعلق بسينودس الاساقفة حول مسيحيي الشرق.

2- رغم الازمات التي تلف العالم، بسبب العنف المتزايد، جراء المظالم والحروب، والنزاعات والقتل واراقة الدماء والتهميش، وهي حال تبعث في الكثيرين مشاعر فقدان الرجاء بالمستقبل، تعلن الكنيسة مجددا، في زمن الميلاد وبدء السنة الجديدة، ايمانها بان المسيح النور الحقيقي قد ظهر للعالم، وهو نور ملؤه "اللطف" كما يقول بولس الرسولي (تي 3،4) لا العنف، ونحن ندعو الى الشبه بلطف الله بالانسان في تعامله المتبادل في الشأن العام والوطني المشترك، دون التعويل على القوة حيثما يمكن التراحم ودون ظلم حتى في خدمة الغايات النبيلة.

3- منذ ايام طوينا سنة من عمر لبنان، وهناك كم من المسائل والملفات التي لا جواب عليها، بسبب الانقسام السياسي الذي يعيشه الوطن. وبات المواطن لا يعرف من اين يستقي الخبر اليقين. لذلك يهيب الاباء بالمسؤولين التعالي فوق الانقسامات والالتزام بالدستور والقوانين والاعراف التي يسترشد بها الحكم السليم.

4- ان أكثر ما يقلق الآباء الوضع الأمني الهش، وندرة الأجوبة والتدابير الناجعة، تجاه الأحداث التي باتت شبه يومية، منها التعدي على قوات اليونيفيل، وإطلاق الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية، والمتفجرات في منطقة صور، وهشاشة الوضع الأمني في المخيمات، وأعمال الخطف والنهب، والتعدي على حياة الأشخاص والمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة. لذلك يناشد الآباء السلطة السياسية حزم أمرها، وتنفيذ مقررات طاولة الحوار الوطني في موضوع السلاح على مساحة الوطن بالكامل، واستكمال المباحثات في المواضيع ذات الصلة، وحصر التعاطي بالقضايا الأمنية بالسلطة السياسية والقوى الأمنية والمختصة التي قامت مشكورة بجهود حالت دون وقوع حوادث هامة خلال فترة الأعياد.

5- رحب الآباء بقرار مجلس الوزراء الموافقة على مشروع قانون استعادة الجنسية، لإعطاء المنتشرين اللبنانيين حقوقهم الوطنية، وربطهم بوطنهم الأم، وإعادة الحق لهم في المشاركة في قضايا الوطن، ويهم الآباء أن يلفتوا النظر الى ضرورة التمييز بين موضوع استعادة الجنسية وموضوع المشاركة في الإنتخابات، وهما حقان يرتبط الواحد منهما بالآخر دون أن يفقد خصوصيته.

6- يذكر الآباء بموضوع التعيينات، وهي قضية عالقة منذ زمن، وبضرورة الإسراع في بتها، لآن إرجاء ذلك يعطل العمل في الإدارة العامة، والقضاء، وأجهزة الرقابة، والسلك الدبلوماسي غيرها، وتسهم في خلق فراغات واستثناءات غير مبررة، في مناصب كثيرة يشغل البعض منها بالوكالة أو بالإنابة، منذ زمن ليس بقليل، وهم في هذا المجال يذكرون بواجب التقيد بفصل السلطات، وعدم تسييس المؤسسات كقاعدتين أساسيتين في دولة القانون.

7- ينظر الآباء بقلق الى الوضع الحياتي، فالمواطن متروك فريسة لارتفاع الأسعار بطريقة عشوائية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية. وهم يحذرون من التأرجح الحاصل في موضوع الأجور والحقوق الأخرى، التي تحولت قضايا خاضعة للتجاذبات السياسية، ولا تراعي الطرفين المعنيين بها: العمال وأرباب العمل.

8- وختاما، يجدد الآباء تهانيهم وتمنياتهم للجميع بالسنة الجديدة، سائلين الله أن يجعلها سنة مباركة على عائلاتهم فتنعم بالألفة والمحبة والطمأنينة، وعلى وطننا لبنان وكل بلدان هذه المنطقة، فيحل فيها الأمن والمصالحة والإزدهار والسلام".
 

  • شارك الخبر