hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح"

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١١ - 20:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد تكتّل التغيير والاصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية، وبعد الاجتماع تحدث العماد ميشال عون الى الصحافيين، فأعلن بداية عن إقرار مجلس الوزراء لمرسومين مقدَّمين من قبل التكتل منذ سنوات، الاول يتعلّق بحق المتحدرين من أصل لبناني باستعادة جنسيتهم، والثاني يتعلّق بإلغاء ضريبة ال TVA عن البنزين، لافتاً الى أن الإسراع في إقرار المشاريع يوفّر على الخزينة وعلى البلد الكثير من المشاكل.

وفي موضوع التعينات اكد أن ليس لديه "أزلاماً" في الإدارة بل زملاء يسهرون على حسن سير العمل، مشدداً أنه لا يأتمن أياً كان وأن الأٍسماء التي يطرحها عليها أن تشرّفه في عملها في هذه المرحلة، وأيضاً بعد أن يخرجَ من الحكم.

وتعليقاً على الاتهامات الفرنسية لسوريا بأنها وراء الاعتداء على اليونيفيل قال العماد عون إن الحكومة الفرنسية على ما يبدو تعلمت من أصدقائها في 14 آذار الاتهام السياسي.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي،

تبلّغنا اليوم عن إقرار مجلس الوزراء لمرسوم استعادة الجنسية بعد سبعة أعوام من تقديمه، ومرسوم رفع الTVA عن البنزين بعد أربعة أعوام من تقديمه، هذان المرسومان مقدّمان من تكتل التّغيير والإصلاح، الأول موقّع من النّائب نعمة الله أبي نصر، والثّاني موقّع مني في العام 2008. يا ليتهم اقتنعوا في حينها، لَكانوا وفّروا الكثير.

ثانياً، لقد زارَني اليوم ممثّلون عن لجان الأهل في مدارس من جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، يُعانون من مشكلة زيادة الأقساط المدرسية، والمدارس تقول إنّ الأمرَ ناتجٌ عن زيادة أجور المعلّمين.. هناك تناقض مصالح بين ثلاث جهات تهمّنا جميعُها، إذ يهمُّنا أصحاب المدارس، يهمُّنا المعلّمون، ويهمُّنا الأهالي. لذلك سندعو قريباً ممثلين عنهم إلى نقاشٍ مُتَلفَز كي يسمعَه النّواب والشّعب ويعرفوا وجهاتِ النّظر، إذ على الرّأي العام أن يعرفَ كيف سَتُحَلُّ القضية؛ فلا نريد أن نكرّر أزمةَ العمال الّتي نتخبّطُ فيها حالياً والّتي أورَثَتنا مشكلات أخرى ثانوية.

من جهةٍ أخرى، نحن حالياً في موسم الزّيتون، وقد أنعمَ الله والطّبيعة هذا العام بموسمٍ مُثمر وإنتاجٌ جيّد على المزارعين، ولكن السوق عاطل وإمكانية التصريف متدنية. لذلك هم يطالبون الحكومة زيادة الكمية الّتي ستبتاعها منهم، لأنّ هناك فائضاً كبيراً في السّوق اللّبنانية. نعرفُ أنّ هناك أسواقاً مفتوحةً لهم في الخارج ولكنهم مجبرون على تطبيق المعايير الأوروبية خصوصاً، لأنّ أوروبا هي الّتي تستورد منّا القسم الأكبر. شخصياً، أنا من هذا الرّأي، وأرى أن الزّيت يجب أن يصنّع وفقاً لمعايير السّوق العالمية كي نتمكّن من بيعه أينما كان. كما أنّه يجب علينا أن نُعطيه تسميات مختلفة مثل "ماركات" النّبيذ بحيث تدلّ على المنطقة الصّادر عنها.. لأنّه إن كان زيتٌ ما من لبنان غيرَ جيد، فلا نريدُ أن يتحمّل الضرر الزّيتُ اللّبناني برُمَّتِه، أما إذا كان كل الزّيت جيّداً فذلك حسن، يصبح هناك منافسة بين زيتٍ وآخر من أجل تصديره للخارج وأيضاً بَيعِه في الدّاخل. الآن يوجد زيت في السّوق يحوي 30% زيت زيتون، ويُسَمّونه "زيت زيتون"!! كيف ذلك؟! نسبة 30% لا تشكّل زيت زيتون!! يجب على كل ما يُباع في السّوق أن يكون عليه مُلصَق ينصُّ على مكوناته، كما يحصل في الدول الاخرى.

من هنا، على مؤسسة حماية المستهلك ووزارة الصّناعة أن تتابعا المراقبة وتكشفا عن المخالفات الّتي تتعلّق بهذه المادة. شجرةُ الزّيتون هي من أجمل الثمار التي أعطاها اللهُ للإنسان، وتفيده بمجالات عدة، فبالإضافة الى الثمرة والزيت بحد ذاتهما، فإن الزيت يستخدم أيضاً في حفظ المأكولات ، ومن دون مواد مسرطنة كتلك الّتي توضَع لحفظ الطّعام. والبذور تستعمل وقوداً للتدفئة... من هنا ضرورة المحافظة على هذه الشّجرة وإنتاجِها وعلى جودتِها.

في موضوع آخر، هناك قضية أثيرت مؤخراً تتعلّق بمحكمة التّمييز العسكرية وبرئيستها القاضية أليس شبطيني الّتي تعرّضَت إلى هجومٍ "طويل عريض".. قد يسأل البعضُ لماذا نحن ساكتون عن الموضوع، نحن ساكتون لأنّنا لا نملك لا ملف الإتهام ولا الحكم. لدينا مؤسسات قضائية نعتبرُها مسؤولة. الحكم صدرَ، ولسنا نحن المسؤولين عن مراقبة طريقة صدوره، عندما نتدخّل مع قاضٍ سيقول لنا إنّ الأمر لا يخصّنا، إذاً على السّلطات المختصة – إن كانت موجودة – أن تعرضَ الموضوع بشكلٍ موضوعي. ومن ناحية أخرى، نحن طرحنا لمنصب رئيس مجلس القضاء الأعلى اسماً منافساً للقاضية شبطيني، وعليه، لا يجوز لنا أخلاقياً ان نقول بحقها أي كلام، بل نترك الأمر للسّلطات المختصة.

وهنا أوّد التشديد أن لا وجود لقاضٍ عوني، أو لقاضٍ حزبي، أو لقاضٍ كذا وكذا.. القاضي هو قاضي! وعندما يصبح لديه صفة سياسية، لا يعود قاضياً. نحن كسياسيين ملزَمون بالتفتيش على هؤلاء القضاة حتى نعينَهم في مراكز أساسية ليحفظوا حرمةَ القضاء ويحافظوا على العدالة وعلى سير الأمور بشكلٍ سليم. لا يمكنكم أن تُسَمّوا قاضياً عونياً أو غير عوني. ( ولكن طبعاً إذا أرَدتُم أن تشيروا الى المواصفات الحسنة، بالقول إنّه "عوني" فلا مانع (مازحاً). فنحن عندما ندعم أحدَهم الى مركز معين فهذه واجباتنا، نحن نعيّنه، لأننا سلطة في الوزارة، سلطة تعيين، ولكن نحن لا نأتمن أياً كان، فمن نطرحُ اسماً عليه أن يشرّفَنا في عملِه في هذه المرحلة، وأيضاً بعد أن نخرجَ نحن من الحكم. هؤلاء هم الأشخاص الّذين ندعمهم ، ليس لدينا "أزلاماً"، لدينا زملاء في الإدارة يسهرون مثلنا على حسن سير الإدارة، ومن يريد أن يتحدّانا في هذا الموضوع "فَليكمش" أحدَاً ممّن دعمناهم وقد ارتكب هفوات أو سيّئات.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيّين:

س: في المرحلة الأخيرة، أُثير الكثير من الأمور في الإعلام وفي الأوساط السّياسيّة عن العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله وحركة أمل، خصوصاً بعد الجلسة التي أُقرّ فيها قانون الأجور، إلى أين توصّلت الإتّصالات بين الأطراف لتوضيح الصّورة؟

ج: الحوادث تحدث عادةً في العمل السّياسي. لدينا نهج في التّعيينات وفي مشاريع الدّولة. مشاريعنا وطنيّة، وسأعدّد بعضاً منها: الإتّصالات تعمل للوطن بأكمله، الكهرباء باتت حاجة ماسّة لجميع المواطنين، كذلك الأمر بالنّسبة للمياه، كلّ هذه المواضيع تزيد من كلفة العيش. كما أنّ استخراج النّفط بات حاجة ماسّة أيضاً لأنّه يدعم الإقتصاد الوطني ونستطيع أن نخصّص قسماً منه للتّنمية. لا يتأمّلنّ أحدٌ أنّ سنسدّد الديون من استخراج النّفط، لأنّ النّفط هو للتّنمية وللأجيال الصّاعدة وسننشئ له صندوقاً وطنيّاً يكون مسؤولاً عن توظيف الأموال التي ستعود للبنان من استخراجه. هذا النّفط ليس لنا فقط أو لأولادنا، بل لأبناء أولادنا ولعشرين جيلٍ لاحق إن أحسنّا توظيفه تنمويّاً. وفي السّياحة، إن ازدهر هذا القطاع سيؤمّن مدخولاً لكلّ الوطن. إذاً نحن لا نعمل على أيّ مشروع ليكون لضيعتنا أو لأملاكنا. نحن لا نعمل على المشاريع الخاصّة لا لنا ولا لغيرنا. نحن نمثّلكم ونعمل لأجلكم. أفضل مكافأة لنا هي رؤيتكم سعداء، أي عندما يتحسّن وطننا ويكون أبناؤه مرتاحين في العيش فيه. إذاً، كلّ القصّة تكمن بين التّعيين وبين المشاريع، فهل نغتنم الفرصة ونبني وطناً؟ نحن لا نستطيع أن نحصل على الفرص دائماً، فالآن هناك أناس ينذرون أنفسهم للوطن. مررنا بأيّامٍ صعبة كثيرة، أقلّه على الصّعيد الشّخصي، وأنا أعتبر أنّني لا أزال على قيد الحياة بفعل القضاء والقدر. لن أسرد لكم الآن قصّة حياتي والعذابات التي مررت بها، ولكن أؤكّد لكم أنّ عزائي الوحيد هو أن أقوم بشيء جيّد لهذا الوطن الذي كنت نذرت له حياتي، لذلك أقدّم له عملي وما تبقّى من وقتي لأبني فيه شيئاً جيّداً. إذاً، لا أحد يستطيع أن يشترينا من خلال وظيفة لأنّنا لا نبحث عن الوظائف. لا احد يستطيع ان يشترينا بالمال لأنّنا لا نستطيع أن نكثر من الطّعام كوننا نتّبع حميةً (ضاحكاً). لا أحد يستطيع ان يبتاعنا لا بربطة عنق ولا بجوارب ولا بأموال العالم كلّه. المليار هو عبارة عن رقم، والمليون هو رقمٌ أيضاً، والواحد هو رقمٌ كذلك. كلّها أرقام تشبه بعضها. يكفي الإنسان أن يتمتع بالاكتفاء الذاتي ليعيش بسعادة.

س: هل سيكون هناك إنعكاسات أمنيّة على لبنان من جرّاء ما يحصل في سوريا على غرار ما حصل في الجنوب؟

ج: هناك بعض الإنعكاسات في عكّار لغاية الآن، وآمل أن تتمّ معالجتها. أنا أسأل المسؤولين عن الأمن، لأنّ من يخترع قصّة المنطقة العازلة والمنطقة الأمنيّة، يبدو وكأنّه يعمل على تحقيقها في لبنان، وهذه المنطقة التي تتكوّن ليست أمنيّة، وآمل أن يتنبّه الجميع لهذا الموضوع.

س: ما تعليقك على موقف وزير الخارجيّة الفرنسيّة الذي حمّل سوريا مسؤوليّة تفجير اليونيفيل، كذلك كلام النّائب وليد جنبلاط الذي ألمح إلى دور "للجيران" في تفجير اليونيفيل؟

ج: بعد الإتّهامات التي تمّ توجيهها لسوريا منذ العام 2005 ولغاية الآن، تعلّم هؤلاء الإتّهام السّياسي. هذا الإتّهام السّياسي هو من اختراع لبناني، ونسبةً للعلاقات الكثيفة بين جماعة 14 اذار والحكومة الفرنسيّة، تعلّم الفرنسيّون هذه الإتّهامات.

س: أنتم تقولون أنّ الخارجيّة الفرنسيّة وجّهت إتّهاماً سياسيّاً لسوريا، ولكن ماذا تتوقّع ومن قد تكون الجهة الفاعلة؟ ألا ترى في ذلك رسائل سوريّة لفرنسا خصوصاً بعد مواقف "جوبيه" الأخيرة التي توجّه فيها مباشرةً للرّئيس بشّار الأسد وقال له إنّ لا يستطيع أن يفلت من العقاب. أليست هذه رسائل سياسيّة؟

ج: أريد أن أسأل كم فريق يستطيع أن يطلق صاروخاً من الأراضي اللّبنانيّة نحو إسرائيل؟ كم فريق يستطيع ان يقوم بذلك في لبنان؟ أتستطيعون تعدادهم؟ جميعهم أفرقاء محتملون، ولكن يبقى هناك من قد لا تفكّرون به، وهو عميل إسرائيلي يطلق صاروخاً من لبنان نحو إسرائيل. لم تَواكَبَ موضوع إطلاق الصّواريخ مع حملة على سلاح حزب الله تزداد حدّةً يوماً بعد يوم؟ ألا تسمعون تصريحاتهم يوميّاً؟ لكي يزيدوا من حدّة الأمور يطلقون الصّواريخ ليقولوا إنّ حزب الله يعمد الى تأزيم الوضع على الحدود ويشعل حرباً لبنانيّة-إسرائيليّة. أنا لن أقول لكم ما الذي يجب أن تفعلونه بمواضيع الصّحف والتّصاريح السّياسيّة، فليفعل بها كلٌّ منكم ما يشاء. (ضاحكاً).

س: هل سيكون هناك قمّة روحية سياسيّة في بكركي؟

ج: هناك قمّة سياسيّة وليست روحيّة.

س: أنتم ستشاركون فيها؟

ج: طبعاً سنشارك، لنناقش موضوع قانون الإنتخاب.

س: هل ستتضمّن هذه القمّة مواضيع جنوبيّة وأمنيّة؟

ج: لا أعرف إن قدم أحدهم طرحاً كهذا، ولا أعتقد. هذه القمّة هي لموضوع قانون الإنتخاب. وفي كلّ الأحوال، ستتابعون الأمور في حينها عن كثب.
 

  • شارك الخبر