hit counter script
شريط الأحداث

كلمة ميقاتي خلال دورة وزراء الشؤون الاجتماعية العرب

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١١ - 12:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن ما توصلنا اليه في الجلسة الاخيرة للحكومة بالنسبة الى الاجور هو الحد الاقصى المتاح في هذه الظروف الاقتصادية والمالية التي نعاني منها، وما قد يصيب وطننا من تداعيات الازمة المالية العالمية والانكماش الاقتصادي في دول المنطقة". وإذ شدد على "أن ما تقرر لا يلبي طموحات العمال ، وهو بالتأكيد لا يرضي طموحنا في تأمين الرخاء والعيش الكريم لجميع اللبنانيين"، رأى" أن الواقعية تفرض علينا عدم الاقدام على اي مغامرة في الشأن الاجتماعي ترضي العمال ظاهرا ، ولكنها ترتد سلبا وبسرعة عليهم". ودعا "جميع المعنيين الى "محاذرة اللجوء الى السلبية التي لا تخدم العمال وتعكر الاستقرار القائم".
وكان رئيس مجلس الوزراء يتحدث في خلال رعايته الدورة الحادية والثلاثين لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب قبل ظهر اليوم في فندق موفنبيك ، بدعوة من وزارة الشؤون الاجتماعية.

وهنا نص كلمة الرئيس ميقاتي:

معالي الوزراء
أهلا بكم في لبنان، بلدكم الثاني، تلتقون على أرض عاصمته بيروت، اشقاء اعزاء تجمعكم محبة دولكم وشعوبكم للبنان الذي كان وسيبقى مكاناً رحباً لأخوانه العرب وواحة للحوار والتلاقي بين الأشقاء، وهو يمثل على الدوام نموذجاً للتعايش والتعددية ولتجاوز الصعوبات وايجاد الحلول لها انطلاقا من خلفية توافقية تجسدت بالارادة اللبنانية الواحدة ، على رغم التحديات والتباينات التي تواجهه من حين الى آخر .
معالي الاخوة الوزراء
يلتئم مؤتمركم في وقت يشهد فيه عالمنا العربي تغييرات أساسية نأمل أن تتجاوب مع تطلعات الشعوب العربية الشقيقة وآمالها في التقدم والتطور والتغيير، بحيث يكون المواطن العربي شريكاً في صناعة حاضره ورسم أفق المستقبل الواعد. غير اننا نرى ، في ضوء ما حصل ويحصل ، انه قد يكون من الحكمة والشجاعة ان نلفت الاشقاء العرب الى ضرورة التنبه من مخاطر الإنزلاق نحو آفة الانقسام والاقتتال الاخوي الذي ندرك - نحن اللبنانيين - كم هو قاسٍ ومرير ، لاننا عشنا هذه التجارب المرة ، ولم نخرج منها الا بعدما عقدنا العزم على التضامن والتماسك والحفاظ على وحدتنا الوطنية والتمسك بثوابت حمت سلمنا الاهلي وعززت ارادة التلاقي لما فيه خير بلدنا وشعبنا، وهذا ما يدعونا إلى توجيه نداء صادق الى اخواننا العرب بأن يتنبهوا الى ما يحيط باوطانهم من مخاطر، وأن يتمسّكوا بالوحدة الوطنية التي تشكّل حجر الزاوية في صيانة الاوطان.

السادة الوزراء
تجتمعون في بيروت اليوم في دورتكم العادية الواحدة والثلاثين في ظل ظروف انسانية واجتماعية صعبة يعاني منها المواطن العربي على مختلف المستويات، وهو ما يلقي علينا مسؤولية التفكير ملياً بما يتوجب تقديمه من برامج اجتماعية تطمئن المواطن العربي الى حاضره ومستقبله وتحقق الاستقرار المنشود والعدالة الاجتماعية المبتغاة ، لأن لا إستقرار حقيقياً وثابتاً إلا في صياغة الاستقرار الاجتماعي للمواطن العربي حيثما كان.

لقد شكل الشأن الاجتماعي في لبنان هما اساسيا سرعان ما تنامى بفعل الحجم الكبير للمعاناة التي يعيشها وطننا، والمشكلات والآفات الكثيرة التي تشكل عوامل ضغط كبيرة ، مثل الفقر والجريمة ، ولعل أخطرها آفة المخدرات التي أطلقنا ورشة عمل شاملة لمكافحتها وابعاد ضررها المستفحل لدى جيل الشباب اللبناني. كذلك اطلقنا ورشة عمل بهدف إقرار إستراتيجية إجتماعية شاملة، في موازاة طرح الملف الاجتماعي وموضوع الاجور والتقديمات الاجتماعية على طاولة مجلس الوزراء للتوصل الى الحلول المناسبة لها على قاعدة التوفيق بين الحاجات الاجتماعية وقدرة الخزينة العامة والمؤسسات الانتاجية على تلبية المطالب.
من هذا المنطلق اقر مجلس الوزراء أخيرا مشروع دعم الاسر الاكثر فقرا، الذي سيساهم في رفع المعاناة عن كاهل العائلات اللبنانية التي تعاني ضائقة اقتصادية. وفي هذا الاطار لا بد من التنويه بالجهد الكبير الذي يبذله معالي وزير الشؤون الاجتماعية وال ابو فاعور سواء على صعيد وزارته بشكل عام او على صعيد هذا المشروع بشكل خاص.
إن ما توصلنا اليه في الجلسة الاخيرة للحكومة بالنسبة الى الاجور ، هو الحد الاقصى المتاح في هذه الظروف الاقتصادية والمالية التي نعاني منها ، وما قد يصيب وطننا من تداعيات الازمة المالية العالمية والانكماش الاقتصادي في دول المنطقة. نحن ندرك ان ما تقرر لا يلبي طموحات العمال ، وهو بالتأكيد لا يرضي طموحنا في تأمين الرخاء والعيش الكريم لجميع اللبنانيين، ولكن الواقعية تفرض علينا جميعا وعي دقة المخاطر ، وعدم الاقدام على اي مغامرة في الشأن الاجتماعي ترضي العمال ظاهرا ، ولكنها ترتد سلبا وبسرعة عليهم . وما إقدام العديد من المؤسسات على صرف العمال والموظفين الا خير دليل على حجم المخاطر الناتجة عن اي تسرع او مزايدة لا يتحملها الواقع الراهن. لذلك فانني اناشد جميع المعنيين مقاربة هذا الملف بواقعية ومحاذرة اللجوء الى السلبية التي لا تخدم العمال وتعكر الاستقرار الذي يشكل حاليا حزاما وقائيا يبعد وطننا عن اخطار المنطقة . المرحلة صعبة وتتطلب منا جميعا التعاون لتجاوزها ، وليس اللجوء الى المزايدة او التسابق على رفع سقوف المطالب ، في وقت حرج يتطلب منا حماية انفسنا ووطننا تحت سقف الاستقرار.
إن زيادة الاجور ليست سوى جزء ضئيل من خطة شاملة وشعها معالي وزير العمل شربل نحاس . وقد إتخذ مجلس الوزراء قرارا بوضع هذه الخطة موضع دراسة من قبل لجان وزارية مختصة في أسرع وقت ممكن .

معالي الوزراء ،
إن الاهتمام بالشأن الاجتماعي ، يتم بالتوازي مع اهتمامنا بالشؤون الوطنية الاخرى ، لاسيما على صعيد تعزيز وفاقنا الوطني وحماية المكتسبات التي تحققت على اكثر من صعيد والتي اعادت لبنان الى خريطة الاهتمام الدولي ، بعدما برز دولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها ، متفاعلة في محيطها والعالم ، مدركة لاهمية التمسك بتطبيق القرارات الدولية لاسيما منها القرار 1701 الذي تمعن اسرائيل في تجاهل تطبيقه بكل مندرجاته ، وتواصل انتهاكاتها للسيادة اللبنانية في البحر والبر والجو ، والتي لن تثني لبنان عن التمسك بحقه في تحرير ما تبقى من ارضه محتلة وخصوصا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشطر اللبناني من بلدة الغجر المحتلة .
كما ان هذه الممارسات الاسرائيلية التي تتكرر بشكل او بآخر في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، تجعل من الملح ان يضع المجتمع الدولي حدا لها لاسيما من خلال تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة التي تحقق السلام العادل والشامل والدائم الذي تقوم عليه مرتكزات مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت في العام 2002 واعادت التأكيد عليها القمم العربية الاخرى .
إن الاعتداء الاثم الذي إستهدف أمس الكتيبة الفرنسية التابعة للقوات الدولية هو موضع إدانة وشجب منا جميعا ، ونحن عازمون على دعم التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية لاستكمال المهمة التي إنتدبت من اجلها . كذلك فقد طلبنا من الاجهزة الامنية والقضائية المختصة الاسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الاعتداء وتحديد المسؤوليات لاتخاذ الاجراءات المناسبة .

السادة الوزراء
لفتني أن لبنان بات رئيسا للدورة الحاديية والثلاثين لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب ، وسيكون لبنان العام المقبل رئيسا للمجلس الاقتصادي العربي ، لذلك فانني اتمنى على معالي وزيري الشؤون الاجتماعية والاقتصاد والتجارة الدعوة الى اجتماع مشترك في بيروت برعاية الجامعة العربية، لما لذلك من نتائج ايجابية على عالمنا العربي .
اهلا بكم مجدداً في لبنان ونأمل أن تتوصلوا في مناقشاتكم الى ما فيه خير المواطن العربي ومستقبل عالمنا العربي . والسلام عليكم.

  • شارك الخبر