hit counter script

- داني حداد

الشاشة... "الخطيرة"!

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١١ - 08:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تعترف مارلين، ربّة العائلة التي تتألف منها ومن زوجها ومن ولدين، صبيّ وفتاة، بأنّ التواصل يكاد يكون مقطوعاً بين أفراد الأسرة. لعلّها وصفها المختصر لكيفيّة تمضية السهرة المسائيّة أصدق تعبير: زوجها "ملزّق"، كما تقول، بشاشة الكمبيوتر، يقرأ الصحف ويطلع على بعض التقنيات الحديثة. أمّا هي فلها شاشتها أيضاً، تتواصل عبرها مع شقيقتها الموجودة في دبي حيث تمضيان ساعاتٍ من الكلام، إمّا كتابةً فقط أو بالصوت والصورة. روي، ابنها البكر، له شاشته أيضاً وأيضاً، وجهاز التلفزيون اللذين يأسرانه داخل غرفته لساعات، وراء أبواب موصدة. أمّا الابنة يارا، فمغرمة بجهاز الـ I Padالذي حصلت عليه بمناسبة عيد ميلادها، تمضي ساعات برفقته، وتصطحبه معها في نزهات العائلة وزياراتها.

تقول مارلين: "تمرّ ساعات لا تسمع فيها كلمة واحدة في المنزل". تضيف: "حين تطرح العاملة الأثيوبيّة سؤالاً من نوع "هل تريدون أن تتعشوّا؟" لا تجد من يجيب على سؤالها، فالجميع منشغل بجهازه، سواء كانت شاشة كمبيوتر أو شاشة تلفزيون و، أحياناً كثيرة، الاثنين معاً".

ليست قصّة هذه العائلة سوى نموذجاً من قصصٍ كثيرة متشابهة تحصل في كثيرٍ من البيوت، من دون أن نتنبّه في معظم الأحيان الى أنّها تحصل فعلاً في منازلنا. لقد تراجع الى حدٍّ كبير التواصل بين أفراد العائلة الواحدة، وكم من أفراد يتواصلون في ما بينهم، داخل البيت الواحد، عبر الـ MSN. وكم من عائلة بات فيها التلفزيون أو الكمبيوتر المربّي الوحيد، فيما المربّي الأصيل منشغل، هو الآخر، بالتلفزيون أو بالكمبيوتر.

  • شارك الخبر