hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح"

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١١ - 21:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية، وبعد اللقاء تحدث العماد عون الى الصحفيين عن أبرز المواضيع التي بُحثت ومنها موضوع المحكمة والمخالفات المالية والمشاريع المتوقفة والتعيينات التي تصطدم بالعقبات.

العماد عون انتقد غرور السياسة الأميركية التي تجعلهم يظنون أنهم قادرون على التدخل في أي مشكلة في العالم وحلها لصالحهم مما أدى الى خراب جميع الدول التي تدخلوا فيها بالإضافة الى خروجهم منها مهزومين.

وفي موضوع تمويل المحكمة ذكّر انه تعهد لبان كي مون بتأمين الأكثرية لمشروع المحكمة إذا مرّ عبر الطرق الدستورية ولكن تجاهل لبنان ودستوره وقوانينه أوصل الى هذا الوضع.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث

 

في اجتماعنا اليوم بحثنا مجريات الأمور في الملفّات المعلنة وهي كثيرة، المحكمة؛ المخالفات الماليّة، المشاريع الإنمائيّة، وأيضاً التّعيينات المصطدمة بالعقبات. قد لا تكون التّفاصيل مهمّة في الوقت الحاضر، ولكن كلّ أمرٍ يترتّب عليه أمر آخر، والإعلان المبكر قد يفسد مجرى الأمور.

 

لن أطيل الحديث اليوم وأترك المجال للأسئلة:

س: حجزتم "one way ticket" للرّئيس سعد الحريري، ولكنّه عاد من يومين عبر "twitter"، وعبّر عن مواقف ليست بالجديدة ولكنّها وصلت لحدّ التّهديد.

ج: يستطيع أن يقول ما يشاء. لا أهميّة لأيّ قولٍ غير مقرونٍ بفعل.

 

س: ماذا عن عودته؟

ج: أهلاً وسهلاً به، فلا أحد يمنعه عن بيروت. هناك معنىً آخر لـ"one way ticket"، وهو يعرفه جيّداً.

 

س: بموضوع الانتخابات الطّالبيّة، ألا تقرأ في هذه الإنتخابات التي فازت بها الكتائب وحلفاؤها في جامعة سيدة اللّويزة تغيّراً في المزاج المسيحيّ؟

ج: ألم تسمع بإنتخابات الجامعة اليسوعيّة؟

 

س: هناك جوّ آخر في اليسوعيّة.

ج: ما هو الجوّ الآخر؟

 

س: جامعة سيدة اللّويزة تضمّ ستّة آلاف طالباً مسيحيّاً، وهي تقع في كسروان، وهي تُعتبر مؤشّراً لإنتخابات العام 2013.

ج: الجامعة اليسوعيّة تضمّ عشرة آلاف وخمسمئة طالباً، وإذا وضعنا جانباً 10% غير مسيحيّين، يبقى تسعة آلاف خمسمئة طالب. عليك أن ترى عدد الأصوات لأنّ النتيجة تكون بعدد الأصوات. ثمّ هل كل طلاّب جامعة سيدة اللّويزة من كسروان حتى تعتبرها مؤشرا للانتخابات؟ الطلاب من كل المناطق، والمؤشّر الشّامل هو أنّنا اكتسحنا الجامعة اليسوعيّة، وفي جامعة سيدة اللّويزة قلّصنا الفارق بين هذا العام والعام الماضي حوالي 50%. هناك مؤتمر صحافي للمسؤول عن الطّلاّب سيفنّد خلاله كلّ الأرقام.

البارحة كان النّائب ابراهيم كنعان ضيف تلفزيون الـ"mtv"، وأتأسّف أن المحاور أخذ القسم الأوّل من مقالٍ في جريدة الأخبار وقال له أنّ الفضل في فوز الجامعة اليسوعيّة يعود للفارق الذي جاء من خلال أصوات الشّيعة، ولم يتابع حديثه ليصل إلى أصوات المسيحيّين، والمعروف هناك أنّ عدد الطّلاب المسيحيّين يصل لحدّ 85% وحتّى 90%، أمّا عدد أصوات السّنّة فيتساوى مع عدد أصوات الشّيعة. أتأسّف من المستمعين كوني أتكلّم عن النسب الطائفية في هذا الموضوع، ولكني أفعل ذلك حتى لا يتمّ تضليلهم. هناك تكافؤ بين عدد أصوات السّنّة المعارضين لنا وعدد أصوات الشّيعة، كما أنّ هناك بعض الكليّات الصّغيرة حيث السّنّة هم أكثريّة وقد أخذوا أربعة مقاعد من الكليّات الصّغيرة التي تضمّ خمسين أو ستّين أو مئة وعشرين صوتاً، وهناك أيضاً مستقلّون، وكثيرون من المستقلّين مقرّبون منّا، وهذه لعبة إنتخابيّة ولا أريد الغوص بها. لكن المهمّ، علامَ حصل أصحاب العلاقة الذين يتكلّمون بهذه الطّريقة؟ لا نريد الغوص في هذا الموضوع. فليقوموا بتحليل الأرقام، وليطلعونا على نتائج تحليلهم وسنكون من الشّاكرين لهم .

 

س: سمعنا السّيدة هيلاري كلينتون تشجّع لإستلام الإسلاميّن الحكم. هل سيتمّ فرز فريق إسلامي بعد كلّ الأحداث في المنطقة ليكون ضدّ فريق إيراني، وسنشهد بالتّالي حرباً جديدة؟

ج: هذا الشّيء كان واضحاً لي منذ العام 2005. سمير جعجع على علم بالموضوع وكذلك النّائب جورج عدوان، فقد زاراني في السّابع والعشرين من تشرين الثّاني، وكان أبو مصعب الزّرقاوي قد أصدر فتوىً ضدّ الشّيعة في العراق، وكفّرهم، وجميعنا نعلم انّ التّكفير في الإسلام يجيز قتل الآخر. قلت لهم يومها إنّ ما يحصل يدل على مسعى حثيث لافتعال صدام سني – شيعي في المنطقة، بحيث يشكّلون زنّاراً يحيطون به إيران، إن استطاعوا. وهذا الزّنار يضمّ تركيا سوريا السّعوديّة الأردن ومصر، وبهذه البلدان يكتمل الزّنّار ويتوقّف المدّ الإيراني بحسب تقديراتهم إلى لبنان وسوريا، وبالتّالي يتركون العراق الذي خرجوا منه الآن. ومن ثمّ يقيمون السّلام مع إسرائيل كما يشاؤون. هذه هي المشكلة الحقيقيّة. إذا شكّلوا هذا الزّنّار، نحن سنكون ضمناً في داخله. أنا أكيد أن التّوطين سيؤدّي إلى تهجير المسيحيّين، وإلا لمَ كلّ هذه الحركة من أجل مسيحيّي الشّرق؟ هل ستخدعنا السّيدة كلينتون؟ هل تستطيع أن تعلمنا عن الأوضاع في الشرق أكثر ممّا نحن نعلم؟ هنا وُلدنا وهنا عشنا وهنا فهمنا جميعنا ما الذي يحصل. لو كانوا على قدرٍ من الفهم لما غطسوا في أفغانستان والعراق وكلّ تلك المنطقة ليخرجوا منها هرباً بعد ذلك. يبسّطون الأمور كثيراً. نقول للـ"tracteur" الخاص بهم لا تذهب بهذا افتّجاه لأنّ هناك مهواراً وقد تقع فيه، فيكمل سيره إلى ان يقع في الهاوية، وبعدها يأتون بـ"tracteur" آخر ليسحبوا الأوّل من الهاوية. لا رؤية لديهم، ولا يستطيعون أن يروا إلى اين تؤدّي مجريات الأمور. كلّ ذلك لأنّ غرورهم كبير في السّياسة، وقد اكتشفنا ذلك من خلال التّفاوض معهم. يعتقدون أنّهم قادرون على احتواء أيّ مشكلة في أيّ مكان في العالم، كما يستطيعون معالجتها بما يؤمّن مصلحتهم الشّخصيّة، إلى ان دخلوا في الحروب المباشرة، وفي المعارك في زواريب أفغانستان وباكستان والعراق، وكانت النتيجة أنّهم خربوا هذه البلدان وخرجوا منها. إذاً، ليس كلّ ما يقوله الأميركيّون يكون ناجحاً. لو كان الأمر كذلك، لكانوا نجحوا في كوريا وحسموا، ولكانوا نجحوا في فييتنام وحسموا المعركة لصالحهم، لكانوا حسموا في العراق، لكانت إسرائيل حسمت في حربها على لبنان في العام 2006 من خلال دعمهم لها. ذلك العهد انتهى، وقلت وأكرر إنّه لن يٌكتب النّجاح لإسرائيل بعد حرب العام 2006. نحن نختصر ونقول فقط العناوين، ولكن التّحليل طويل جدّاً ولا وقت لسرده الآن. عندما قلنا إنّ المقاومة ستربح الحرب مع إسرائيل، فاتّهمتمونا بالخلل. من يستطيع ان يتكلّم بموضوع الـ"geopolitique" في لبنان؟ مَن من بين كلّ السّياسيّين الذين يطلقون التّصريحات صباحاً وظهراً ومساءً يستطيع أن يتكلّم في هذا الموضوع؟ لا أحد. يطلقون النظريات، ولكن يبقى السّؤال عن مدى اطّلاعهم. وأقصد هنا اطّلاعهم على المعطيات وليس على الآراء.

ما تقوله هيلاري كلينتون هل هو مبني على واقع قدرة الجبش الأميركيّ وعلى تحضيراته؟. هل يستطيع هذا الجيش أن يقاتل على الأرض واحتلالها؟ أم أنّه قوّة تدميريّة رادعة؟ ما إن ينزل الجيش الأميركي على الأرض يخسر. كما انّ قوّة الرّدع تخسر هيبتها عندما يتمّ استعمالها من دون أن تنجح. أين هيبة أميركا؟ أهي فقط في قدرتها على تدمير البلدان كما فعلوا في ليبيا؟ يحتجّون في سوريا على اطلاق النار على المعتدين على الجيش بينما الضحايا التي قتلوها في حروبهم يعتبرونها "collateral damage" قتلوا الناس بالآلف في العراق وليبيا وسوريا وكوسوفو وبلغراد. كلّ هؤلاء القتلى هم خسائر معركة، فلا مشكلة في قتلهم إذا قُتلوا عن طريق الخطأ، وكأنّ القتل عن طريق الخطأ مسموح.!! ونسمعهم بعد ذلك يتكلّمون عن حقوق الإنسان!! أليس للشّعب الفلسطيني حق بأرضه وهويته؟! أين هو الشّعب الفلسطيني؟ كيف يتجرّأون ويتكلّمون عن حقوق الإنسان؟!

سوريا كانت بلداً مستقراً، فأتوا بمالهم وبتحريضهم لينقضّوا عليها. نعم كانت هناك حاجة لتحسين سياسي، هذا صحيح، ولكن هل دعوا لتحسين الأوضاع؟ لم نسمعهم يتحدّثون عن ذلك!! قالوا إنّهم يريدون إصلاحات سياسية بدايةً، فاستجابَ الرّئيس الأسد لمطالبهم، ثمّ ما لبثوا أن رفضوا وقالوا إنّهم يريدون أن يسقطَ الرّئيس، بعدها بدأ إطلاقُ النّار.. ويريدون أن يُقنعوا العالم إنّهم يريدون إصلاحاتٍ سياسية؟! هذا جزء من التّخطيط الثّوري، فهو يبدأ بالمطالب المحقة لتجميع عدد كبير من النّاس، فإذا لم يتجاوب الحاكم، يتفاعل هذا التّجييش ضدّه.. أما إذا تجاوب لمطالبهم، فيطلبون أكثر وأكثر..

في مصر منذ 11 شباط حتى اليوم لم ينتهوا بعد من وضع الدّستور الجديد لهم، لأن الإصلاح يحدث خطوةً بعد خطوة. في فرنسا عندما أرادوا الغاء عقوبة الإعدام والسماح بالإجهاض، بقيت التظاهرات لمدّة ثلاثة أعوام حتى أُقِرَّ الموضوع. وحتى اليوم على ما أظن، لم يصلوا الى قانون بشأن الإستنساخ.

إذاً القوانين لا تُخلَق هكذا وبين ليلة وضحاها، هذه القوانين الّتي ستكون ثابتة والّتي سيتقاضى النّاس وفقاً لما ستنصّ عليه يجب أن تُدرس جيداً وبتأنٍ. قالوا إنّ الرئيس السوري لا يُسرع كفاية في الاصلاحات! فذكروني بقصّة "الذئب والحمل"، أراد الذئب أن يفترس الحمل، ولتسهيل مهمته سعى الى خلق مشكلة معه فسأله "لماذا تعكّر عليّ مياه النبع؟"، فأجابه الحمل "كيف أعكّرها وأنا أشرب من الأسفل والمياه تجري باتّجاهي"، فقالَ له "إذاً هو أبوك من عكّرها في السابق"، فأجابَه "أبي؟! لقد توفي منذ زمن، وأنا وُلِدتُ يتيماً"، فأصرّ الذئب "إن لم تكن أنت ولا أبوك فهو إذاً جدّك".. إصرار الذئب يدل أنّه يريد أن يفترسه مهما حصل.. وهذه هي حالنا مع أميركا ومع أوروبا.

ما الّذي يمنع أن تقوم هدنة في سوريا؟ لماذا زادت النّار والحرائق؟ لماذا رفض قائد "جيش التّحرير"، الهدنة ورفضتها المعارضة الخارجية.. ماذا قال ذلك القائد؟ إنّه يريد مهاجمة سوريا وتفتيت الجيش السوري انطلاقاً من تركيا وبمساعدة الحكومة التّركية. كم هو متحكّمٌ برأيِه وبموقفِه هذا الشخص؟؟.. بعدها، حذّر فيلتمان مقاتلي المعارضة من إيقاف القتال وتسلين أنفسهم !" لماذا هو ملتزمٌ بالموضوع لهذه الدّرجة؟. أتعتقدون أنّهم يحصون الضّحايا؟ هل يهمهم العدد؟ نحن لماذا صرخنا في مجلس الأمن لا للحرب الدّاخلية؟

في سوريا اليوم حرب، وهم يريدون أن يتدخّلوا ولكنّهم فشلوا في تأمين الغطاء. الخطة كانت أصلاً تصعيد الأزمة وعادةً تغطّي الدّولُ العربية التّدخل.. ولكن، وقفت روسيا والصّين في وجههم ولم تسمحا لهم هذه المرة بالتدخل بعد ما حصل في ليبيا. والآن هناك من ينتظرون أن ينزلوا في مطار الشّام؟ سيطول انتظارهم، ربما دورتين نيابيتَين ورئاستَين، ربما يكونون قد نضجوا عندها

 

س: قدّم الوزير مروان شربل في الجلسة الأخيرة مشروع قانون الإنتخابات، هل اطّلعتُم عليه أو هل من ملاحظات على المضمون؟

ج: وزراؤنا يطّلعون عليه وسيناقشونه. ونحن عملُنا عندما نكون في المجلس.

 

س: في وقتٍ يعمل الوزير شربل نحاس لتصحيح الأجور، يستمر ارتفاعُ الأسعار في الأسواق. وما يسأله المواطنون هو أين الرّقابة، أين الوزارة المعنية؟ لأنّ الكل يتحدّث عن الموضوع لكن لا رقابة لضبط الأسعار في السّوق.

ج: وما الجديد في هذا الأمر؟ معيشياً لقد اعتدنا على هذا الموضوع . خطةُ الوزير نحاس لا تتعلّق فقط بتصحيح الأجور، بل بإعادة النّظر بالنّظام الضّريبي حتى يُوَزّع بشكلٍ عادلٍ أكثر ويغطّي الضّمان الصّحي الشّامل للكل، كما التّوظيف في القطاعات المنتِجة.

 

س: هل سيكون هناك تداعيات للأزمة السّورية بعد فشل المبادرة العربية؟ كما أنّ هناك حديثاً عن تدويل الأزمة؟

ج: وماذا سيفعلون عند تدويل الأزمة؟ سينزلون بالسّلاح؟ للحرب؟ ماذا سيفعلون، هل سيحتلّون سوريا؟ يريدون سبباً ولكنّهم لا يجدونه. على كلّ حال، أخبرونا ما سيحصل من اليوم حتى الأسبوع المقبل وهل ستستمر المشاكل أو لا.. أنا أعتقد أنّها انتهت.

 

س: لقد وجّهَ لك الرّئيس ميقاتي تساؤلاً مفاده: أليست الموافقة على تمويل المحكمة من الجيوب الخاصة هو الموافقة على التّمويل؟

ج: أنا أحتاج أموالَ الدّولة لمشروعٍ آخر، فَليُقرضنا الأموال ويدفع هو. سبق وتعهّدتُ لبان كي مون في رسالتي له أنّه في حال مرّر السّنيورة مشروع المحكمة بالطّرق الدّستورية، فنحن مستعدّون لتأمين الأكثرية له. ولا تزال الرسالة موجودة وبُلِّغت لجميع الدّول. ولكن عندما لا يسأل بان كي مون أو غيرُه عنّا، فهذا شأنهم ولكن لا يطلبوا منا أن ننفذ ما يقولون! وأنتم تعرفونني وتعرفون "أنّ العالم يستطيع أن يسحقَني ولكنّه لن يأخذ توقيعي". فالأمر ليس مزحة، هناك كرامة وطنية! قلنا له إننا نتعهد في حال مر مشروع المحكمة بالوسائل الدّستورية، بتأمين الأكثرية.. أنا لستُ خادماً لا عند أميركا ولا عند الأوروبيين ولا عند أي دولة أخرى. "أحملُ ابنَ بلدي على أكتافي" ولكني لا أمدّ يدي أمام أيّ إنسانٍ في العالم، أيّاً كان، كبيراً أو صغيراً. لقد خلقَنا الله متساوين أحراراً، وهذا لا يعني أننا الهنود الحمر وسيخلّصُنا الأميركيون هنا في الشّرق الأوسط. على كلّ حال، سيعودُ الهنودُ الحمر إلى أميركا.. لاحظوا الإحصاءات، لقد طردهم الأميركيون من الجنوب، وهم الآن يعودون من الجنوب.

 

س: على أهمية ملف المحكمة وتمويلها وإصراركم على موقفكم، يبدو اليوم أنّ هناك محاولة للإلهاء عن كلّ الموضوع بإعادة طرح طاولة الحوار من خلال الاستراتيجية الدّفاعية ونزع سلاح حزب الله كما هو مطلوب من فريق المعارضة. هل تمّ التّحدث معكم اليوم أصلاً بطاولة الحوار؟

ج: كلا لكن لقد طرحتُم أنتم سؤالاً عليّ فأجبتُكم.

 

س: لقد طرحوا هم موضوع الاستراتيجية الدّفاعية ونزع سلاح حزب الله.

ج: طالما أنّ هناك مسألة نزع، فَليعطوا الأمان للبنان، ثمّ فَليطالبوا بنزع السّلاح. أمّنوا للجيش القوّة اللازمة، واطلبوا نزعَ السّلاح. الاستراتيجية الدّفاعية تُبنى على قوّة ذاتية، وبعدها نبحث بالموضوع. ما هي القوة الذّاتية؟ لا يُبحَث بنزع السّلاح بدون أن يكون هناك قوة ذاتية تنوب عنه! من هي القوة الرّادعة الموجودة على أرضِنا؟ دائماً يتناولون الموضوع بالمقلوب! فَليعودوا ويقرأوا الفقرة العاشرة من تفاهمنا مع حزب الله.. إقرأوها! هذه بنودٌ قد تمّ التّفاهم عليها كلّها، تضمّ الفلسطيني والسّوري وسلاح حزب الله وال1559.

سبق وأوردت صحيفة "الجمهورية" محضرَ ما أسمته الجلسة الخامسة بين الوزير وليد المعلّم والرّئيس رفيق الحريري رحمه الله، يقولان فيه إني ذهبتُ إلى سوريا واستعطَفتُهم لأن يفاوضوني ولكنّهم لم يقبلوا، والمعلّم قالَ إنّي إن عدتُ إلى لبنان فسوف أخربه.. وأقوال وأقوال أخرى..

الكتاب الّذي وجهتُه لسوريا لا يزال عندي! هو كتاب خطّي. والموفد لم يبحث بموضوعه، بل تحدّثوا بموضعٍ عام، لأنّ المكتوب سُلّم مغلقاً. إذاً هذا المحضر هو كالويكيليكس في "الجمهورية"، يُتَرجَم كما يريدون.. وهناك الكثير ممّن يشتهون سماعه كي يتاجروا به. لن أسكت إن لم يكفوا عن الكذب، لن أقبل أن يكذب أحدهم ويضلّل مجتمعي، بل سأبقى أواجه. أصبحَ إعلامُنا المكتوب "بالأرض"! يعيش على "الشّحادة" وعلى بيع موجوداته. لن يقتنع هذا الإعلام بضعفِه وبضرورة أن يتغيّر إلا إذا قرأه النّاس وانتقدوه. فالمقال المدروس والمُحَلّل والّذي يجعل قارئه يفكّر ملياً بموضوعه يقدّمُ معلومة أحسن من الخبر السّريع الذي يمر على التّلفزيون، وأحسن من الرّاديو. الاعلام المكتوب أفضل من الإثنَين، ولكن يجب أن يكون مضمونه جاذباً، والإعلامُ الصّحيح هو الّذي يتحدّث عن الأخطاء، ولكن بتحليلٍ صحيح، وبإمكانه أن يقضي على الحاكم إذا كان فعلاً يريد مصلحةَ شعبِه. كل أمر يجب التّأكد منه. الإعلام هو الأعين السّاهرة، فعندما أعطوه حصانة، أعطوه إياها ليس ليكذب ويضلّل، بل حتى يقدر أن يعبّر عن الآراء ضدّ الحاكم أو أن ينبّه الحاكم، الحصانة ليست كي يفلت على النّاس ولتصبح الصّحف مماسح، فهذا غير مقبول!

  

  • شارك الخبر