hit counter script

كلمة العماد ميشال عون خلال استقباله الطلاب الفائزين في الجامعة اليسوعية

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١١ - 23:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل العماد ميشال عون مساءً طلاب الجامعة اليسوعية بعد نهار انتخابي طويل انتهى بفوز كبير للتيار الوطني الحر وحلفائه، وتوجه العماد عون الى الطلاب الفائزين بكلمة قال فيها:

 

أعزّائي طلاّب الجامعة اليسوعيّة،

أهنّئكم على الجهد الذي قمتم به وعلى الإنتصار الكاسح الذي حقّقتموه وعلى نوعيّة الإنتخاب هذا العام الذي جاء بعد إعلان شرعة الطّالب السّياسيّة لأنّ إنتخابكم تميّز بخيارٍ وطني. لا نستطيع أن نطلب من الشباب المشاركة من دون أن يكون لديهم حدّاً أدنى من الثّقافة السّياسيّة. معركتنا المستقبليّة هي للسّماح بالمحاضرات السّياسيّة في الجامعات، لأنّ في ذلك جزءاً لا يتجزّأ من تحضيركم لتولّي المسؤوليّات في المستقبل. لا يجوز ان تتركوا الجامعة من دون أن تكونوا ملمّين بالموضوع السّياسي الوطني. أنا لا أريد أن أجنّد في الجامعات طاقات للتيّار الوطني الحرّ، فما أطلبه من إدارات الجامعات هو السّماح بالمحاضرات لجميع الأحزاب، كي يتعوّد الطّلاّب على قبول الرّأي الآخر ويتناقشوا فيما بينهم ليكوّنوا بعد ذلك خيارهم السّياسيّ. لا يجوز أن تُبنى الحياة السياسيّة الوطنيّة على شائعات تنتقل من الأفواه إلى الآذان، لأنّ ذلك لا يؤسّس سياسةً إنّما تضليلاً في المجتمع، ولذلك نرى أنّ الشّعب اللّبناني بأغلبيّته مضلّلٌ سياسيّاً. نحن نخوض اليوم معركة توعية لأنّنا شعرنا منذ مدّة أنّ الشّعب اللّبناني بات يائساً ولم يعد يثق بأحد. الشّعب يسأل عن جدوى الإصلاح والسّياسة معتبراً أنّ الجميع كاذبون. هذا ليس صحيحاً. هناك قوّة فاعلة في لبنان وهذه القوّة هي أنتم. أنتم بالدّرجة الأولى، الشّباب المثقّف الذي يعبّر عن إرادته بشكلٍ صحيح ويناضل فيصل. يصل إلى بناء وطنٍ فيه دولة ونظام وأمن وحقوق يحافظ عليها القضاء، وكلّ شيء. لا ينقصنا أيّ شيء لبناء الوطن. تحوّل اللّبنانيون إلى "ماكينات تفقيس" بحيث ننجب الشّباب ونصدّرهم الى الخارج. نريد من شبابنا ومن نخبة شعبنا أن يبقوا على أرضنا، ولذلك بدأنا نغيّر في سياستنا الإقتصاديّة. نريد سياسة إنتاج تستوعب المتخرّجين من الجامعات أو على الأقلّ القسم الأكبر منهم وليس الحدّ الأدنى، وليس كما هو حاصلٌ الآن بحيث تبقى أعداد قليلة من المتخرّجين على أرض الوطن فيما يتوزّع الباقون على أقطار العالم.

نحن اليوم أمام مفترق، فإمّا أن نختار القبول والخضوع فننتهي، وإما أن تكون لدينا القدرة على الإستنهاض، استنهاض الشّباب والمجتمع اللّبناني. نحن قادرون أن نستنهض؛ لدينا فكر، ولدينا المخطّطات، ولكن نريد الإتحاد من أجل البناء، لا الإتحاد والتّجمعات من أجل التّصادم والخراب. لذلك نحن نبني التّفاهم والتّناغم مع جميع مكونات المجتمع اللّبناني كي نجمع قوتَه ونشكّل منه حصانة لوطننا وحصانة لهويتنا، حتى نعترفَ جميعُنا ببعضنا البعض ونصلَ إلى درجة الدّولة المدنية الّتي مركزُها المواطنة وليس الإنتماء المذهبي أو الطّائفي، لأننا كلّنا بشر.

نحن كلّنا بشر، إما أن يكون الله قد خلقنا جميعاً وإما أن لا يكون قد خلق أحد منا. في كلا الحالتَين نحن جنسٌ واحد ونحن جميعاً بشر ولنا حقوقٌ متساوية، وهذا ما يجب أن نفكّر به. أنتم شبابُ الجامعات تعيشون حياةً مختلطة، وهكذا يجب أن تفكّروا.. إنتماؤكم هو لبنان. إنتماؤكم هو على إسم الأرض الّتي تعيشون عليها. الأرض هي الّتي تعطي الهوية، أنتم لبنانيون لأنّ أرضَكم اسمُها لبنان، حافظوا عليها ولا تبيعوها، بل شرّفوها بتصرفاتكم. وأتمنى عليكم أن تحافظوا على هذه النّفحة المثالية الّتي تخلق مع الشّباب، لا تدعوا الوقت والعمر يقتلكم لاحقاً.

الإنتخابات الطّالبية هي بداية وليست نهاية، والأهم أن تكونوا ناجحين في دراستكم، ويجب عليكم أيضاً أن تُكملوا ثقافتَكم السّياسية ونضالَكم؛ فالقصة لا تنتهي هنا، هي لا تبدأ يوم الإنتخابات وتنتهي فيه. كلا، بل هذا النّشاط يجب أن يستمر، وأن يكون الإنسان معنياً بقضاياه الإنسانية مدى الحياة. عندما تصلون الى المرحلة الجامعية تكون مرحلة النّضج الفكري قد بدأت، ويكون التّحصيل في بدايته، وينضج مع الوقت.

إذاً، يجب أن تتابعوا ما يحصل في الوطن وتهتموا حتى تتوصلوا لخلق قوةٍ نقديةٍ لديكم تجعلُكم قادرين غلى التمييز بين الصح والخطأ.

 عشتُم وعاشَ لبنان.

  • شارك الخبر