hit counter script

بيان المطارنة الموارنة بتاريخ 3 تشرين الثاني 2011

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١١ - 13:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

1- أطلع صاحب الغبطة الآباء على الزيارة الراعوية التي قام بها الى الولايات المتحدة الاميركية والتي استهلها بخلوة مع الاساقفة الموارنة في القارة الاميركية والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، لتدارس شؤون كنسية واخرى خاصة بالانتشار. ثم انتقل الى زيارة ابرشيتي الولايات المتحدة المارونيتين، مشددا اخوته وابناءه في الايمان وحاثا اياهم على التعلق بهويتهم المشرقية واللبنانية. كما التقى مطارنة الابرشيات اللاتينية فيهما ومطارنة الكنائس الشرقية ورؤساء الطوائف الاسلامية.

وختم زيارته بلقاء امين عام الامم المتحدة بان كي مون، حيث شدد امامه على أمل الكنيسة بمستقبل زاهر لشعوب العالم العربي في سعيها الى انتاج انظمة حكم ديموقراطية والابتعاد عن انتهاج العنف سبيلا للتحرير.

واكد دور لبنان كنموذج لتلاقي الحضارات في شرقي المتوسط ولتعايش الاديان وتفاعلها ضمن اطار سياسي مبني على العدالة والمساواة ومشاركة جميع المواطنين مشاركة فعلية. وشكر لهم رعاة ومؤمنين حسن الاستقبال.

2- فيما يثمن الآباء ما تصبو اليه شعوب من دول العالم العربي من اصلاحات سياسية واقرار بالحريات العامة وحقوق الانسان الاساسية، فانهم يشددون على نبذ العنف المتمادي ويعربون عن قلقهم لغياب الكثير من المعايير الدينية والانسانية والاخلاقية والسياسية في تلك الاحداث، وهذا امر لا يبشر بمستقبل واضح المعالم.

وهم يستنكرون ايضا ما تتعرض له الاقليات، ويشجبون التعامل معها كما لو انها لا تنتمي الى المكونات الاصلية والاصيلة لمجتمعاتها. لذا يحث الاباء الدول التي تعمل على صياغة دساتير جديدة، ان تكون دولة المستقبل فيها هي الدولة المدنية الضامنة حقوق كل مكوناتها ومشاركتها. كما ورحب الاباء بعملية تبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين، آملين بفجر جديد يضع حدا لمأساة الشعب الفلسطيني من خلال الاعتراف له بدولة تجمع شمله.
3- سر الآباء بدعوة البابا بندكتوس السادس عشر الى لقاء اسيزي الذي جمع ممثلين عن الاديان وعن غير المؤمنين، من اجل السير المشترك على طريق الخير والسلام، وهي قيم تختصر توق البشرية العميق الى غد افضل. وفي السياق نفسه اندرجت زيارة غبطة البطريرك الى العراق داعيا الى السلام وحاملا رسالة لبنان في العيش الاسلامي المسيحي. ويعلق الاباء اهمية كبرى على القمة الروحية على مستوى الشرق الاوسط التي يجري العمل على عقدها، كي تكون رسالة سلام من مهد الديانات التوحيدية.
4- يتألم الآباء لحال الانقسام السياسي، ويدعون اللبنانيين الى التمسك بخير بلدهم وعدم تعريضه لاي تدخل خارجي، او وضعه في مواجهة الاسرة الدولية، ويشجبون كل ما ينتهك سيادة الدولة اللبنانية، اضافة الى ما يعيشه لبنان على الصعيد الداخلي من زعزعة للامن، ان عبر تزايد الجريمة واعمال السرقة والسلب، وان عبر التعدي على الاملاك الخاصة والعامة. كل هذه الاحداث تبعث على القلق، وكأن اللبنانيين لم يحزموا امرهم بعد للعيش في دولة يقف فيها الجميع سواسية امام القانون. ولا يسع الآباء ايضا الا التذكير بأن لبنان قام على المشاركة بين مكوناته في ادارة مؤسسات الدولة، ويؤسفهم الخلل الظاهر علانية في ادارات الدولة والمعاملة التي يتعرض لها موظفون من طوائف معينة.

5- واذ يعبر الآباء عن ارتياحهم للحل الذي انهى اضراب اساتذة الجامعة اللبنانية لا يسعهم الا ان يشعروا بالقلق حول ما آلت اليه المطالبة بزيادة الاجور، وما يرافقها من جدل وتحركات تبعث كلها على التساؤل عن مستقبل العدالة الاجتماعية في لبنان، كما يخشون فيما لو اقرت زيادات من دون دراسة مستفيضة وممحصة، لا سيما لجهة اقرارها مع مفعول رجعي بالنسبة الى المدارس الخاصة، وما يرتب ذلك من اعباء على المدارس والاهل ، ان يتعرض الاقتصاد اللبناني لهزة نحن جميعا بغنى عنها. ويطالب الآباء الدولة اللبنانية بوضع سياسة اقتصادية شاملة تؤمن العدالة الاجتماعية وتغطية حاجات كل المواطنين.

6- يهنىء الآباء اخوانهم المسلمين في لبنان والعالم، بحلول عيد الاضحى المبارك، ويسألون الله ان يعيده عليهم بالخير والبركة وعلى بلدانهم بالسلام.

7- مع بداية السنة الطقسية الجديدة، ورغم احداث التاريخ وما تحمله من مآس وثورات وغيرها، يدعو الآباء ابناءهم من إكليروس وعلمانيين، الى تجديد ايمانهم بالمسيح سيد التاريخ، والعمل على ان تكون الكنيسة، في حجها على الارض ، شريكة في صناعة المحبة في الحقيقة ورائدة سلام، لان من يشارك في بناء السلام لا يستطيع الا ان يتقرب من الله".


 

  • شارك الخبر