hit counter script

مقالات مختارة

استهداف الـ "يونيفيل":دينامية مُتصاعدة للإطباق على "الـ 1701"

الخميس ١٥ تموز ٢٠١١ - 15:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"الجمهورية"

بانتظار أن يصدر البيان المتوقّع من كتائب عبدالله عزّام الذي يَتبنى استهداف الكتيبة الفرنسية في الـ "يونيفيل"، كونها تشكّل أحد مرتكزات الاستعمار "الصليبي" للجنوب اللبناني، فإنّ المسلسل لا يتوقّع أن تنتهي حلقاته عند الحلقة الثانية التي انتقى فيها المخطّطون القوة الأوروبية الثانية في قوّات حفظ السلام اللبناني، وحماية لبنان بموجب القرار 1701.

ولا بدّ، قبل السؤال عن الخلفيات والتوقيت من وراء هذا الاستهداف، الملاحظة بأنّ الأحداث في سوريا وخَطر سقوط النظام، قد حرّك القاعدة التي على ما يَبدو لم يعجبها الربيع العربي في سوريا، فقررت أن تضرب الفرنسيين والإيطاليين في لبنان عِقابا لهما على الموقف الاوروبي المتشدّد ضد النظام.

وعلى قاعدة أنّ قوات الـ "يونيفيل" يمكن ان تتحوّل الى رهائن خلال دقائق، كما كان يحاصر حلفاء النظام السوري في لبنان، فإنّ القاعدة على ما يبدو بَاتت تَجِد في الجنوب مسرحا للعمليات لا يخضع للمراقبة، ويمكن لها فيه أن تتحرّك بسهولة، وان تعدّ عبوات ناسفة، وان ترسِل مجموعة آمنة لكي تنفّذ تفجير العبوات، وان تسحَب العناصر الى مَلاذات لا يمكن الدخول اليها، وان تتفادى استعمال الهاتف الخلوي كي لا تترك وراءها أيّ أثر. وبعد ذلك كلّه، أن تبقى عَصيّة على الانكشاف، على رغم وجود أجهزة أمنية رسمية معترف لها بالسطوة والفاعلية، ووجود أقوى جهاز امني غير رسمي في لبنان، وربما في المنطقة.

عجيب أمر القاعدة في لبنان، فهي تتحرّك، ليس بناء على قاعدة النُصرة ولا الجهاد، بل استجابة لتوقيت تَضعهُ، غالبا، مصالح وارتباطات اخرى، وفي ذلك ما لا يثير العجب.

ففي عودة الى التاريخ القريب الذي لم يُمحَ من الذاكرة، لا بأس من التذكير بأنّ أسامة بن لادن قرّر في 13 شباط 2007 ان الضرورات العملية لنجاح حملة طَرد الأميركيين من افغانستان والعراق، تتطلب تخريب تظاهرة 14 شباط في لبنان وترهيبها، فكان تفجير عين علق. ولا بأس من التذكير ايضا بأن بن لادن كان أجرى مفاوضات حُبيّة، ومن دون رعاية سورية، نجحَت في الوصول الى عملية تسَلّم وتسليم لمَقرّات فتح الانتفاضة الى الوليدة الجديدة "فتح الإسلام"، وقادَت القاعدة مفاوضات أدّت الى إخراج شاكر العبسي من سجون النظام، ليَعبُر آمنا الى المخيّم البارد، وأيضا وأيضا لتقديم خدمات تتصِل بنجاح معركة طَرد الأميركيين من افغانستان والعراق.

الـ "يونيفيل": رهائِن المرحلة المُقبلة ؟

أمّا اليوم، فإنّ مرحلة ما بعد استهداف الكتيبة الفرنسية اصبح يُنبىء بخطوات نوعية وسريعة، باتجاه تصعيد دينامية التوتّر المؤدي حُكما الى ضرب القرار 1701، والتحضير للحرب المقبلة.

فما يستخلص من هذا المسلسل أنّ منطقة تحويل قوّات الـ "يونيفيل" الى رهائن قد تمّ تجاوزه الى أسلوب تَطفيشها، وتحميل حكومات الدوَل المشاركة أعباء، قد لا تَجد نفسها مضطرة على تحَمّلها. وقد يكون قرار ايطاليا سَحب 700 جندي من قوّاتها العاملة، هو البداية نحو طريق معروفة النهايات، سوف يدفع ثمنها الجُندي من استقراره، خِدمَة لأجندة حماية "نظام" على أبواب السقوط، وربما لِمَن لا يعرف أو لِمَن يعرف ويَتواطأ خِدمة لحكومة نتانياهو، التي تَجِد في الهروب الى الحرب مع لبنان، هروبا من كابوس الاعتراف الدولي المُرتقَب والساحِق بدولة فلسطين.
  • شارك الخبر