hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

ازدواجية المعايير في الشارع السني المنتفض

الإثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠١٩ - 06:27

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

المشهد في كورنيش المزرعة بين مؤيدي سعد الحريري والقوى الامنية تفوّق بحدته على اي تحرك سابق ل"تيار المستقبل" منذ 17 تشرين الاول الماضي، فالمناصرون الذين قطعوا الطرق في الشمال والبقاع من اليوم الذي استقال فيه سعد الحريري، عادوا اليه بقوة بعد تكليف حسان دياب تأليف الحكومة.

نال دياب مباركة رئيس "تيار المستقبل" لكن الجمهور السني لم "يصفح" عنه ويعطيه صك براءة لأنه حرم "الشيخ سعد" لقب دولة الرئيس مجدداً ولم يحصل على تكليف سني قوي، فانفجر جمهور "المستقبل" في شوارع العاصمة والمناطق واستُعمِلت في "ليلة الغضب" التي سبقت استشارات التأليف في مجلس النواب مفرقعات نارية باهظة الثمن وكل انواع الحجارة.
المشهد بأبعاده بدا خطيراً، برأي امنيين مراقبين، كانت المخاوف كبيرة من خروج شارع آخر بالمقابل او عناصر مدسوسة لتقع فتنة سنية شيعية او اي فتنة اخرى، إذا تم استحداث خط تماس مذهبي.
لكن تحرّك انصار "المستقبل" لم يحصل صدفة وفق المراقبين، او من دون تنسيق او "قبة باط" من قيادة التيار الأزرق. الاحتجاجات الزرقاء بدأت مع استقبالات رؤساء الحكومة السابقين للرئيس المكلف، التي لم تتسم بالايجابية، وتركزت الاعتراضات على التكليف السني الهزيل لحسان دياب ووصفه انه مرشح سوريا وايران.
المفارقة وفق اوساط سياسية ان سعد الحريري يتعاطى بازدواجية مع تكليف دياب. في السياسة يُظهر تجاوباً مصطنعاً مع تكليفه، فهو ذهب الى الاستشارات النيابية ولم يسمِ نواف سلام، ثم استقبل الرئيس المكلف وكتب تغريدة لدعوة مناصريه الى السلمية، واخرى مُذكّراً برفاق رفيق الحريري، فيما تبين ان قيادات قريبة من "المستقبل" على علم ومتابعة بما يحصل في الشارع.
تحرك الشارع السني وفق مصادر سياسية سعى لتحقيق الاهداف التالية: قلب الطاولة في الشكل على الرئيس المكلف وحرق صورته بأنه مرشح لون سياسي واحد. محاولة "رد اعتبار" سعد الحريري الذي خرج من دائرة القرار الحكومي برغم كونه الزعيم السني القوى، حيث ان الحريري يعول على نبض شارعه لاستعادة هيبته السياسية. ورسالة لمساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل بعدما قرأ "المستقبل" خلفيات خارجية ورفع غطاء عن تكليفه من السعودية والاميركيين.
في المضمون فإن "المستقبل" موافق من دون شك على حركة الشارع. ويؤكد احد السياسيين في "فريق 8 آذار" ان التغريدات من بيت الوسط لم تكن جدية "فالخروج من الشارع لا يكون بالعاطفة او عبر الواتساب ووسائل التواصل".
يلعب الحريري آخر الاوراق المتبقية، إلاّ انه لم يحرق المراكب بينه وبين الثنائي الشيعي، لكن علاقته ساءت جداً بالثنائي المسيحي في معراب وميرنا الشالوحي، ولذلك يلعب "على حبال" السياسة ويناور لكسب المزيد من الوقت.
الشارع السني مستمر بالتصعيد لتأمين العودة الآمنة للشيخ سعد. والاخير يحاول ان يقرأ المؤشرات الجديدة، فهو تحول بفارق زمني قصير من صاحب الكلمة الاولى بالتكليف والتشكيل لدرجة اعطائه لبن العصفور من الثنائي الشيعي، قبل ان ينتقل لبن العصفور الى حسان دياب ويصبح الحريري خارج السلطة.
 

  • شارك الخبر