اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، خلال لقاء موسع لفاعليات من البقاع الغربي في مكتبه في سحمر، أن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة "رسم بدرجة عالية جدا جدا، صورة بانورامية عن الواقع السياسي الذي يمر به لبنان، فلا إفراط بالتفاؤل ولا إفراط بالتشاؤم، فهو وضع الراي العام بحقيقة ما يجري في لبنان، معتبرا أننا في صلب الأزمة ومخرجها الوحيد البدء بتشكيل حكومة واقعية، رئيسها يمثل الأطراف السياسية كافة، بحيث تكون حكومة تكنو- سياسية، وتؤدي دورها المطلوب بهذه المرحلة".

ودعا الى عدم المبالغة في تفسير غياب السعودية عن "مؤتمر الدعم الاقتصادي للبنان" الذي عقد في باريس مؤخرا، قائلا: "لا نريد إعطاءالغياب السعودي بعدا تشاؤميا، ربما تكون له أبعاد، وترقب لما يجري في الساحة اللبنانية دون أي تدخل في المرحلة الحاضرة، فالأزمة في لبنان شديدة التعقيد لما فيها من تداخل كبير بين الداخل والخارج، وهذا يفسر العجز في دفع عجلة المعالجة للأزمة السياسية وتشكيل الحكومة حتى الان، فالمؤتمر الاقتصادي أعلن، وقوفه الى جانب لبنان، ولكن، فليكن لبنان مع نفسه، فالكرة في ملعبنا كلبنانيين، والخروج من الأزمة يتطلب ممارسة أعلى درجات المرونة، فليس المطلوب في هذه المرحلة التصلب في المواقف، وبعض التراجعات في بعض الأماكن للوصول إلى تسوية تأخذنا إلى تشكيل حكومة وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، في ظل ما يعبر الحراك الشعبي بسخط وألم عن الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي ينذر بمزيد من البطالة في لبنان، وهذا أمر خطير جدا، حيث هناك ما يزيد عن 70 مؤسسة تقدمت بصرف جماعي وفق ما اعلنه وزير العمل، فضلا عن التراجع النقدي والمالي، والخطير في الامر ولادة العصابات التي تمتهن السرقة والاعتداء على كرامات المواطنين، كل ذلك برسم القادة السياسيين وأصحاب الحل والربط في لبنان".

واعتبر أن "الكلام الاسرائيلي والاميركي عن تظاهرات لبنان والعراق وإيران، يدل على أن التدخل الخارجي في الشان اللبناني، واضح وأسطع من نور الشمس، ومن هنا على جماعة الحراك العمل على أن يكون حراكهم منسجما ووطنيا، كي لا يخدم مصالح خارجية وفي مقدمتها المصالح الاسرائيلية في لبنان، من هنا على أصحاب القرار العمل على دفع الحياة السياسية قدما لتشكيل الحكومة".

ورد نصرالله على كلام مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر الاخير والعقوبات الاميركية على عدد من اللبنانيين، مطالبا بأن "يرفع الأميركيون يدهم وتدخلهم في لبنان ونحن بألف خير،أما العقوبات فهي تأتي ضمن استمرار الطغيان الأميركي في المنطقة عامة، وعلى لبنان خاصة"

ونقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري "أنه حاضر لاي مبادرة، تنقذ لبنان من الواقع المأزوم، شرط ان يكون من يلاقيه منتصف الطريق ويكون هناك تعاون من الاطراف الاخرى، أما إذا أغلق الاخرون باب التعاون فلا يمكن للرئيس بري وحده أن يحل الازمة اللبنانية". وقال: "المطلوب مشاركة الجميع في إنقاذ البلاد من أزماتها القائمة وتشكيل حكومة تضم الجميع، وهذا ما نصر عليه، ونرفض إقصاء أحد، فنحن أصحاب نظرية ضرورة اجتماع الجميع على طاولة إنقاذية، فالوضع الحالي ضبابي جدا، لجهة مصير الاستشارات وتشكيل الحكومة".