hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

الدوامة والعلاج

الجمعة ١٣ كانون الأول ٢٠١٩ - 06:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ عهد الاستقلال وتسلُّم السلطات اللبنانية مقاليد الحكم في لبنان، بدأت تتشكل دوامة جديدة تعبَّث داخلها كل الحركة السياسية والادارية لأهل الحكم، مبادئ هذه الحركة النكد، التحدي، النميمة، وحب الذات، ولا ينتج عنها إلا الدمار، الحقد والتخلف. وبرهنت التجارب عبر الأيام عن وجود علاجين لهذا المرض: الأول إتفاق أهل السلطة في ما بينهم على حصصهم، والثاني قوة ضغط خارجية تُجبرهم على الاتفاق الآني والمؤقت، لتعود وتتكرر لعبة الدوامة بعد فترة من الوقت وعند أي إستحقاق جديد.
إنطلقت إنتفاضة 17 تشرين الأول وعادت الروح لهذا العبث مع إستحداث نموذج 2019 جديد للّعبة، عبارة عن اللاعبين القدامى وأهل الانتفاضة كلاعب جديد.
إستقالت حكومة الرئيس سعد الحريري وبدأ اللهو داخل الدوامة. لاعب يريد حكومة تكنو-سياسية، ولاعب آخر يتطلع الى حكومة تكنوقراط من الوجوه السياسية والحراك. اللاعب الجديد يريدها مستقلة كاملة عن الأحزاب، وطرف يشترط دخول الحكومة في حال أُعيد تكليف الحريري، وهذا الأخير يرفض العمل مع الوجوه القديمة. والطرف الجديد يعترض على الجميع. وتستمر اللعبة... فجهة تطلب الدعم الخارجي فيوافق الثاني بشروط، ليُسارع اللاعب الحديث الى الرفض الكلي. تتسارع دورة الدوامة ويشعر الجميع بالصداع والحاجة الماسة الى الدواء.
يلجأ اللاعبون القدامى الى الدواء الأول المحلي، فيصطدمون باللاعب الجديد غير المجهز تقنياً وفكرياً لتناول علاج المحاصصة، مما يُزيد الأوجاع على الجميع والخطر من الإنهيار الكامل والشامل للدوامة، فإتجهت الأنظار والآمال الى الترياق الثاني الخارجي، بإعتبار حالة المريض حرجة جداً وشبح الموت يطوف فوق رؤوس جميع اللاعبين. لكن المفاجأة غير المنتظرة أن الطبيب الأجنبي كانت لديه شروط وقيود صارمة، مع إرشادات مُلزمة لطريقة تناول الدواء قبل تزويدهم به.
الجرعة الأولى: تشكيل حكومة تملُك القدرات والمصداقية لتنفيذ الإصلاحات الضرورية.
التأثير الجانبي: إنخفاض تأثير سلطة وهيمنة الطبقة القديمة في السياسة الداخلية والخارجية.
الجرعة الثانية: إقرار موازنة عام 2020 بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
التأثير الجانبي: عدم ثقة بأرقام الموازنة الحالية وبأصحابها.
الجرعة الثالثة: إقرار إجراءات حاسمة لإستعادة الاستقرار للقطاع المالي.
التأثير الجانبي: رفع منسوب السيطرة والتحكم للقطاع الدولي المالي(البنك الدولي وصندوق النقد الدولي).
الجرعة الرابعة: إعتماد قانون مكافحة الفساد والإصلاح القضائي.
التأثير الجانبي: الملاحقة والمحاكمة القانونية لشريحة كبيرة من أهل السلطة.
الجرعة الخامسة: إتخاذ إصلاحات هيكيلة لضمان بناء نموذج اقتصادي مستدام.
التأثير الجانبي: المزيد من الهيمنة والتسلط لما يسمى الشركات المتعددة الجنسيات.
الجرعة السادسة: تأكيد المجتمعين على ضرورة إحترام حق التظاهر السلمي.
التأثير الجانبي: استمرار الضغط الشعبي وضرورة حمايته من قبل اجهزة السلطة العسكرية والأمنية.
السؤال الأساسي: هل سيتناول اللاعبون اللبنانيون هذا الدواء بطعم أمرُّ من العلقم، أم سيستكبرون وتكون النتيجة الموت المحتم؟ 

  • شارك الخبر