hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شربل عبدالله

كارتيلات النفط أم... ندى البستاني؟

السبت ٧ كانون الأول ٢٠١٩ - 08:36

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كارتيلات النفط!

هي عبارة سمعناها لسنين طويلة من دون أن ندرك معناها وخطورتها، أو ربما أدركناها لكننا لم نستطع الإعتراف بذلك بسبب عجزنا عن مواجهتها.

هي عبارة عن مجموعة من الشركات، التابعة لكبار سياسيّي البلاد، التي تحتكر إستيراد البنزين وغيره من المشتقات النفطية، فتفرض أسعارها على السوق اللبنانية وتحقق أرباحاً طائلة على حساب المواطن اللبناني، فيما تقف الدولة عاجزة أمام هذا المشهد.

كثر الكلام عن هذه الكارتيلات منذ نحو عشر سنوات، فحاول البعض مواجهتها إلا أنّهم اصطدموا بحصانتها السياسية، التي تعمّدت عرقلة المناشدين بالإصلاح لسنوات عديدة حتى كادت تروح أتعابهم سدىً.

هذه المسألة تطرح إشكاليات متنوعة، فما هو مصير هذه الكارتيلات؟بل ما هو مصير لبنان النفطي؟ هل سيبقى تحت رحمة الكارتيلات السياسية الفاسدة هذه؟

ندى البستاني!

إسمٌ أثار تساؤلات كثيرة حينما تم إعلان أن صاحبته ستتولّى منصب وزيرة الطاقة والمياه في الحكومة.

ابتدأت مسيرتها في الحكومة بلقب "من يعرفها"؟ لتصل الآن إلى "من لا يعرفها"؟

منذ تولّيها مهامها الوزارية، لم يغمض للبستاني جفنٌ، فأخذت تنبش في قضايا هذه الوزارة، في نفقاتها ومشاريعها كما في عجزها وتقصيرها،...ومع ذلك، كانت البستاني مخفية عن الشاشات، بعيدة كل البعد عن الإعلام.

هي صورة لها بعد الولادة التي أعادت البستاني إلى الحديث الإعلامي، فبدت وزيرة متفانية في عملها، فلم تنتظر حتى مرور يوم على الولادة لمتابعة عملها الوزاري، مما دفع للتساؤل "إلام تخطط الوزيرة الوالدة"؟

وما هي إلا بضعة أشهر، حتى اتضحت الصورة بشكل كامل.

فبعد إعلانها عن موعد حفر أول بئر إستكشافي للنفط في لبنان بعد سنين من الإنتظار والعرقلة، جاءت البستاني بخطوة جريئة لم يسبقها عليها أحد من الوزراء.

درست الوزيرة كافة الخيارات، وقررت الدخول إلى سوق استيراد النفط بنسبة ١٠% بواسطة الدولة، موجهة بذلك ضربة قاضية إلى كارتيلات النفط وهادفة إلى كسر هذا الإحتكار الذي طال كثيراً.

حددت الوزيرة يوم الإثنين الفائت موعداً لمناقصة إستيراد البنزين، فصدمت بقدوم فقط شركتين لتقديم العروض، بعد أن كانت ١٤ شركة قد سحبت دفتر شروط المناقصة، فما كان منها إلا أن أرجأت المناقصة إلى الأسبوع المقبل، آملةً بقدوم عروض إضافية.

وبعد الحديث مع بعض هذه الشركات، تبيّن أنها تعرضت لضغط هائل في اللحظات الأخيرة أجبرها على عدم الحضور والمشاركة في المناقصة.

وهنا يُطرح السؤال:

من مارس الضغط على هذه الشركات؟

هو سؤال واضح الجواب، أما السؤال الحقيقي فهو : لمن ستكون الغلبة في معركة إستيراد البنزين؟

يبقى الأمر نسبيّاً، ففي حين تبدي البستاني إصراراً على كسر إحتكار كارتيلات النفط، تحاك مؤامرة في الغرف السوداء بهدف الإطاحة بها من الحكومة المقبلة.

وعليه، فالأمر متوقّف على تلك الأخيرة، فهل إستعجال الحكومة الإنقاذية سيطيح بخطوات الوزيرة ندي البستاني الإصلاحية؟ أو ستصدم بستاني الكارتيلات النفطية بعودتها في التشكيلة الحكومية الجديدة فتتمكن من الإطاحة نهائيّاً بعرشها في لبنان النفطي؟

هي أسئلة كثيرة ستتضح في غضون أيام، لتكشف عن هوية الصامد في هذه المعركة الوجودية : كارتيلات النفط أم.ندى البستاني.

  • شارك الخبر