hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

فرضيات حكومية

الأربعاء ٤ كانون الأول ٢٠١٩ - 06:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الظاهر للعيان وللمراقب العادي للأحداث السياسية أن هنالك ثلاثة أطراف داخلية تتفاوض إما مباشرة بصورة علنية واحياناً سرية، وإما عبر وسائل الاعلام وتحليل النوايا، ودول خارجية تلعب دور المُراقب والموجِه، واحياناً الضاغط للإتفاق على شكل الحكومة وإسم رئيسها العتيد.
الطرف الداخلي الأول يضم رئيس الجمهورية (التيار الوطني الحر) والثنائي الشيعي ومن يدور في فلكهما. الطرف الداخلي الثاني يتألف من رئيس حكومة تصريف الاعمال ( تيار المستقبل) وأحزاب سياسية تُسانده وتدعمه غب الطلب، وهو يتعاطى معها وفقاً للمثل الشائع "اذا تصادقت مع الذئاب، يجب أن يكون فأسك جاهزاً". أما الطرف الداخلي الثالث فهو الحراك الشعبي الخالي من موبقاته الأربع (مندسي الأحزاب، قاطعي الطرق، حارقي الدواليب، الشتّامين).
يختلف الطرفان الأولان ظاهرياً على إسم رئيس الحكومة ووزرائها، شكلها، حجمها، توزيع حقائبها، مهامها وصولاً الى بيانها الوزاري، مستفيدين من عدم وجود مُحَاور رسمي للطرف الثالث، الذي بدوره يُعلن عن مطالبه عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. كل هذه المواجهات المباشرة وغير المباشرة ستؤدي مبدئياً الى ثلاث فرضيات داخلية للأزمة الحكومية.
الفرضية الاولى: حكومة تكنو- سياسية تضم ممثلين سياسيين عن الأحزاب والحراك الشعبي تحوز على رضى الطرف الأول فقط.
الفرضية الثانية: حكومة تكنوقراط تجمع الأحزاب والحراك تحظى بموافقة الطرفين الأولين.
الفرضية الثالثة: حكومة اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب السياسية وهذا هو مطلب الطرف الثالث فقط.
الدول الخارجية بمواقفها المُعلنة لا تضع فيتو على أي طرف، إنما تُطالب المسؤولين بالإستماع الى مطالب الشعب، وبتأليف حكومة قادرة على لجم الفساد والسير بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.
إن إعتماد أحد الحلين الأولين سيؤجج الشارع من جديد ويستفزه لرفع مستوى مطالبه، ليصل الى محاولة إسقاط النظام وأهله فعلياً، وسترفع الازمات المعيشية من مستوى التحرك الشعبي، يُسانده في ذلك اعلامياً الطرف الخارجي.
الحل الثالث هو بمثابة إنتحار لأهل السلطة، فتسليم السلطة التنفيذية للمستقلين يعني رفع الحصانة عنهم واستسهال محاكمتهم وبالتالي هدم ما بنوه طوال عقود من السنين.
خلاصة الأمر إن الأطراف الداخلية جميعها وصلت الى مرحلة الجمود والعجز عن تقديم حلول وإقتصار قدرتهم على العرقلة فقط، وبالتالي المزيد من التأزم على مختلف الأصعدة الاقتصادية، المالية، والاجتماعية والتي ستؤدي حكماً الى اضطراب الوضع الأمني.
تبقى الفرضية الخارجية المتمثلة بالضغط من قبل الثلاثي (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة) على الأطراف الرسمية، وإسقاط الحل الدولي (الوصاية الدولية) على لبنان منعاً للأنهيار الشامل، ولكن بشروط قاسية ستؤثر سلباً على طريقة عيش اللبنانيين التي اعتادوها منذ عشرات السنين. 

  • شارك الخبر