hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - حـسـن ســعـد

انتصارات الحراك منقوصة... ولا مكان لمجهول

الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لو أجرى الحراك الشعبي، المُصرّ على تعطيل التشريع والتعجيل في إجراء الاستشارات النيابيّة من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط "أي غير سياسيّة، رئيساً وأعضاء"، تقييماً لما أنجزه حتى اليوم، آخذاً في الاعتبار أنّ الطبقة السياسيّة المتحكِّمة تضم لاعبين محترفين في ممارسة فنون القتال "الطائفي السياسي الدستوري" من أجل البقاء في السلطة أو العودة إليها، سواء كان القتال بسبب مصالح داخليّة أو التزامات خارجيّة، لأكتشف أنّ:

ما يعتبره الحراك انتصارات، حسب تصنيفه، ستبقى منقوصة، لأنها حاليّاً ليست سوى ضربات قاسية نجح في تسديدها إلى جسم الطبقة السياسيّة السلطويّة المتحكِّمة فأدّت إلى ارباك بعض مكوِّناتها لا إلى سقوطها كلها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر،
إسقاط الحكومة سيبقى انتصاراً منقوصاً، طالما أنّ الحراك الشعبي ترك مهمّة تشكيل حكومة جديدة لطبقة سلطويّة "منبوذة منه"، تمارس أمام ناظريه لعبة "تبادل فرض الشروط ورفض الشروط" حول التكليف والتأليف وستمارسها لاحقاً حول النوع والوزراء والحقائب، والتي إذا ما جعلت السلطة من كل واحدة منها مرحلة منفصلة عن الأخرى سيطول انتظار الحراك، ربما إلى أنْ يملّ الشعب منه وينفضّ عنه.
انتصار آخر سيبقى منقوصاً، فإسقاط تسمية النائب السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة، بالطريقة التي حصلت بحجة رفض تكليف شخصيّة من الطبقة السياسيّة "المنبوذة"، قابله سكوت لافت من الحراك عن إصرار الأحزاب والتيارات والكتل النيابيّة على اعتبار الرئيس المستقيل سعد الحريري "المتجذر في الطبقة السياسيّة منذ أكثر من عشر سنوات"، هو الرئيس المُكلَّف الطبيعي أو أنه المرجع "الطائفي" الوحيد الذي يحق له تسمية من يجب تكليفه تشكيل الحكومة، بخلاف مطالب الحراك "الوطنيّة".
أمّا إسقاط الجلستين التشريعيّتين، في 12 و 19 من الشهر الجاري، فسرعان ما ستسقط عنه صفة "الانتصار"، لأنّ وجود مجلس نوّاب قائم بكامل صلاحيّاته أكثر ما تحتاجه الحلول لتصبح شرعيّة وممكنة.

انتصار واحد، إذا حقَّقه الحراك الشعبي قد يغنيه عن كل الضربات ذات التأثير المؤقت، هو المطالبة بإعادة تكوين السلطة على أساس أن يكون "الشعب مصدر السلطات"، كل السلطات لا سلطة واحدة، ولو تطلَّب الأمر تعديل الدستور، شرط تصالح الحراك بسلوكيّاته مع كل اللبنانيّين يعني كل اللبنانيّين.

حراك بلا قيادة، جعل من تحدّي أو محاباة الحراك أحد أنواع استغلال الحراك من قِبَل أحزاب دساتيرها تجيز الجمع بين النيابة ووظيفة الشارع، ربما للتعويض عن ضعف تمثيلها الشعبي الحقيقي.
الكرة في ملعب الحراك، فعند الحلول لا مكان لمجهول. 

  • شارك الخبر