hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

جنبلاط "لا معلق ولا مطلق" في الثورة... ماذا عن العودة؟

الأربعاء ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:36

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هدد كثيرون بقلب الطاولة قبل الانتفاضة الشعبية، لكن الحزب التقدمي الاشتراكي كان أول من فعل ذلك عندما انفجرت الأزمة في الشارع، فصًعد موقفه ولوّح بالخروج من الحكومة، ودعا الرئيس سعد الحريري إلى تقديم استقالته "لأن الحزب لم يكن مرتاحاً للمسار السياسي العام". فحاول وليد جنبلاط اقتناص الفرصة لركوب الموجة الاحتجاجية، وهذا ما ظهر في "تويتراته" وفي مواقف قيادات الاشتراكي التي عبرت عن التناغم مع الثورة.

لكن المفارقة التي ظهرت مع تقدم الايام ان جنبلاط لم ينجرف بالمطلق في انتفاضة الشارع، وبدا موقف الاشتراكي غير منسجم مع نفسه ومع ما يريد. ففي الانتفاضة ظهر تعاطي الاشتراكي وفق المثل العامي"لا هو معلق ولا مطلق"، يفعل الشيىء ونقيضه معاً في الساحات، ساعة يدعو مؤيديه لمؤازرة الثورة وقطع الطرق في مناطق الشوف وعاليه والمتن الاعلى، ويُصدِر بعد وقت قصير دعوات لفتح الطرقات.
التخبط الجنبلاطي بدا مرتبطاً بحجم التحولات ودقة المرحلة، لكن الواضح ان وليد جنبلاط ظهر حريصاً على قياس خطواته. فالمرحلة دقيقة ولا تحتمل الاخطاء المميتة، فهو جزء من السلطة المدانة في الشارع، لكنه في الوقت نفسه مهتم بمحاربة الفساد والتغيير المقبل، وهو يدرك ان ثورة 17 تشرين مزيج من السياسة والمطالب الحياتية، وجنبلاط لن يذهب الى احضان "حزب الله" لكنه بالمقابل لن ينقلب عليه.
حتى الساعة يتعاطى وليد جنبلاط مع التطورات بحذر شديد. ينسق مع سعد الحريري في كل تفصيل، ويبعث موفدين الى "حزب الله" ليؤكد ان حركته لا تستهدفه مباشرة ولا صلة لها بمحركين من الخارج، ويوعز الى مناصريه لعدم استهداف "حزب الله" على منصات التواصل.
اما مع العهد فالعلاقة متوقفة وحرارتها متدنية جداً. وعلى الشاشات وفي الصالونات السياسية يجاهر الاشتراكيون بمعارضة العهد، ويؤكدون ان العلاقة في مد وجزر مع بعبدا و"التيار الوطني الحر" من بداية الولاية الرئاسية، بسبب الاستهداف الذي تعرض له الاشتراكي. وبرغم حصول عمليات تجميل للوضع الا ان العلاقة بقيت متوترة مع العهد ومن دون المستويات المطلوبة.
يقرأ وليد جنبلاط المشهد بدقة. فهو متحمس ومشجع للثورة على حسابه الافتراضي، لكنه ينتفض اذا حاول المتظاهرون وضع شارة الثورة على نصب الشهداء في دوار بعقلين. وفق متابعين للمختارة فرئيس الاشتراكي رسم خطاً فاصلاً ويحافظ على الحدود مع الجميع، فلا يريد استفزاز "حزب الله" خشية انقلاب موازين القوى لمصلحة "فريق 8 آذار" وتكرار سيناريو "7 أيار" 2008.
قبل فترة اعلن وليد جنبلاط رغبته البقاء خارج اي حكومة مهما كان شكلها في هذه المرحلة، لكن الموقف يمكن ان يخضع للتعديل وفق المتغيرات. وهناك محاولات لإقناع جنبلاط بالعودة الى الحكومة اذا حصل تفاهم سياسي حولها، خصوصا ان المعلومات تؤكد ان الحريري لن يرأس حكومة تكنو سياسية متفق عليها بغياب الاشتراكي و"القوات اللبنانية".
جنبلاط في الثورة اكثر الضالين، فلا هو مرتاح للعودة الى جنة الحكم، ولا هو مطمئن للمعارضة. اكثر ما قد يؤرقه في اي حكومة مقبلة عودة جبران باسيل اليها. فالجرة انكسرت مع "التيار الوطني الحر" بعدما أحبطت الآمال الجنبلاطية وسقط حوار انطلق في مصالحة الجبل لطي صفحة الحرب.
يؤكد المترددون على دارة المختارة ان مهمة النائب تيمور جنبلاط في الثورة كانت الاصعب والأدق منذ انتقال الزعامة اليه. احتار النائب الشاب كيف يتعامل مع الجماهير الحزبية. وتولى عملية التواصل مع الشباب الاشتراكي والمتحمسين للثورة محاولاً كل الوقت تصحيح ما أفسده والده وتوضيح موقف الحزب مما يحصل وامتناعه عن الانضمام الى الثورة.

  • شارك الخبر