hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - دكتور نسيم الخوري

حدّقوا إلى ما هو تحت لبنان وأنتم ترسمون "لبنان الجديد"

الإثنين ١١ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نعم فلنحدّق جميعاً إلى ما يوجد تحت أرض لبنان ونحن نكنّس الفاسدين فوق أرضه.

ماذا هناك؟
1- لنعترف في البداية، قبل التحديق، بأن الحراك والكتابات الثورية هي القداسة في ما هو حاصل وسيحصل بقسوة مع اللبنانيات واللبنانيين. ما زلنا في البداية. الكتابة مجوّفة ومتقزّمة وضحلة، وهي الخيانة الأخلاقية والوطنيّة عندما تهرب من لبنان إلى أي مكانٍ آخر، كما فعل أو يفعل العديد من رجال السياسة، الذين أفرغوا كيس الثروات الوطنية في لبنان في جيوبهم، وهم يتأهبون، كما يتسرّب من الخارج وفي الداخل، إلى الفساد الأكبر للقومسيونات والتحاصص مع الغير أو الخارج بالثروات تحت أرض لبنان.
2- وليخرج المتفرجات والمتفرّجون من بيوتهم للإنخراط بولادة "لبنان الجديد" عبر " ثورة 17 أكتوبر"، ولو أنّ مغرضين أسموها بال "فورة" وهي تحاصر المؤسسات التي يندلق منها الفساد.
صباح 6 الجاري 2019. طرزت النساء المشهد بطاقاتهن المتفجّرة بما تجاوز رجالهن وشاشاتهم وأحزابهم وعقائدهم، لتصبح المرأة اللبنانية الضوء في أوّل السطر تسبق الذكور، لا بقصد التهذيب الغربي المستورد، لأنّها المعطى الجديد والباهر والنظيف الذي سيخرج لبنان من صورته النمطية الفاسدة والسائدة والمملّة.
ماذا هناك؟
3- عند التحديق إلى تحت أرض لبنان، نجد عشرة آبار تُشغل الذئاب من الخارج من كبار الفاسدين في لبنان، إلى "إسرائيل" وقبرص وبعض البلدان العربية القريبة إلى دول وشركات عالمية، وتشغل أكثر ما تشغل مجموعة سياسيين وزعماء لبنانيين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، لا يسمعون اللبنانيات واللبنانيين وأصواتهم ورفضهم وفقرهم وجوعهم، بل ينتظرون تغطية فسادهم بنبش ما هو تحت لبنان، ناسين كراسيهم المهتزة والمشوكة في لبنان.
لماذا يتمهّل لبنان في تلزيم الآبار النفطية والغازية العشرة التي تمّ تحديدها منذ زمن طويلن وجَعَلَهُ في عِداد الدول النفطية الغنيّة في المنطقة؟
لماذا الدوران السياسي والإستعجال حول بلوك أو إثنين، وإهمال البلوكات الأخرى؟
ولماذا تعيين الهيئة الناظمة للنفط والغاز في لبنان برواتب خيالية لمجموعة لست أدينها ولست بصدد إعادة نقل ما كتب عنها سلباً أو إيجاباً، كما أنني لست بصدد التأشير على الكم الهائل من الفضائح والتنازع والأخذ والرد والتجاذب حول مقتضيات هذا الملف الدسم والخطير.
هناك إستغراب وحزن لدى الخارج إذا ما نظرت إلى خارج لبنان، حول السؤآل الذي لا يجيب عليه مسؤول مقنع: لماذا تجميد إتفاقيات تمّت في مجال الثروة النفطية والغازية مع بلدكم تمّ عقدها منذ سنواتٍ، أعتقد بأنّها تتجاوز الثماني سنوات للمباشرة بالعمل والإستخراج غير العسيرالذي لا يستلزم أكثر من عام ونصف؟
نحن في عصر العولمة وأولاد الويكيليكس وإبائه وأحفاده المنتشرين في عصر الإعلام والتواصل العارم، والسفارات وتقارير السفراء والدبلوماسيين الذي يعشقون لبنان واللبنانيين، وبعضهم قرّر الزواج والعيش والبقاء بعد خروجه إلى التقاعد في لبنان، تلك البقعة التي أحسن محمّد حسنين هيكل بوصفها النافذة الجميلة الملوّنة المشرقة على العالم في الجدار العربي المتهدّم. ولست أوافقه بصفة التهديم.
هل يصدّق السياسيون في عصر الإعلام والأقمار الإصطناعية، أنّ الأغطية لم ترفع بعد ولم يتمّ الإفصاح، عنها والتي تفضح الانقسامات السياسية في لبنان وعدم إدراك المسؤولين اللبنانيين لأهمية اقتصاد الغاز والنفط في لبنان بأنّه هو الذي يؤخر الموضوع الى التأخير والتأجيل الداخلي حتى العام 2026؟
وفقاً لهذه الأسئلة التي تضمر الكثير من الأجوبة والأسرار والمحطّات وجشع الدول التي يدركها كاتب هذا المقال وكثر غيره من اللبنانيين، يمكن الخلوص إلى كلمتين: من أنّ "الثورة" أو ا"لإنتفاضة" أو "الحراك" أو "الفورة" التي حاكت وتحوك الملامح المطلوبة "للبنان الجديد"، الذي يفترض أن نضعه بين قوسين لأنّه لم ولن يصل بهذه السهولة، ولو ظهرت ملامحه الجديدة الشبابية الموعودة ب "الصندوق الريادي للثروة الجوفية"، فإنّه قطعاً لن يفصّل بالخشب المتهالك أو الأكياس أو الأيادي السوداء التي أفرغت الخزائن المنهوبة نحو مصارف الدنيا في الخارج، بل بالنهضة التي تعيد نسج مستقبل لبنان وتعمل على تنظيفه بإستعادة ما هو في الخارج إلى الداخل، وما هو تحت لبنان أو في الداخل، لأجيال لبنان وأولادنا وأحفادنا في الداخل والخارج. 

  • شارك الخبر