hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشابة

لماذا "كلن يعني كلن"؟

الجمعة ٨ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بدأت بعض القوى السياسية من مختلف الأطراف تتنافس على أنها طالبت بمحاربة الفساد، و كل فريق بدأ يُضيء على مكامن الفساد لدى خصمه، بذهنية "نصّن يعني نصّن"، بينما الشعب يريد محاربة "كلّن يعني كلّن".
الفساد في لبنان ليس ممارسة بل بات "ثقافة" منذ فترات طويلة. ونسبة كبيرة من الشعب اللبناني تفكر بطريقة "إذا ما ظبطت وضعك بتكون أهبل". ولنكن واقعيين لا يوجد فريق سياسي وحيد مسؤول عن الفساد، أو الأهم عن محاربة الفساد، بل جميع القوى السياسية مسؤولة عن عدم دعم السلطة القضائية لمحاربة الفساد، لا بل العكس، عملت على إضعاف هذه السلطة. ذلك أن الفساد في لبنان مستشرٍ لدى جميع القوى السياسية وجميع الطوائف من دون إستثناء.
في الحكومة الماضية عينت الحكومة وزيرا لمكافحة الفساد، وصرّح فخامة رئيس الجمهورية وقتها أنه أعطى تقاريراً للسلطة التنفيذية ولكن لم يُحرك أحد ساكناً في السلطة.
لماذا "كلن يعني كلن"؟
أن كل الأفرقاء السياسية إن لم تشارك بالفساد فهي تغطي المحسوبين عليها. "كلن يعني كلن مشاركون في عدم تفعيل الإدارة العامة والسلطات الرقابية. "كلن يعني كلن" جمدوا مشروع قانون اللامركزية الإدارية، بالتالي جرى تهميش المناطق خارج العاصمة. "كلن يعني كلن" مشاركون بالهدر في المؤسسات العامة والصفقات الناتجة عنه. "كلن يعني كلن" مسؤولون عن المظلومين في السجون اللبنانية. "كلن يعني كلن" مشاركون بالسياسات الضرائبية غير العادلة. "كلن يعني كلن" مسؤولون عن الدين العام المتراكم. "كلن يعني كلن" مسؤولون عن المواطن الذي يموت على أبواب المستشفيات. "كلن يعني كلن" مسؤولون عن كبار السن الذين لا يجدون من يأويهم، وعن التهرب الضريبي. "كلن يعني كلن"، مسؤولون عن عدم تطبيق الدستور ووضع قانون إنتخابي لا طائفي، وإلغاء الطائفية السياسية. "كلن يعني كلن"، لا ينتهي جدول الارتكابات لديهم.
على السلطة الرضوخ إلى أمر واقع جديد لأنها مسؤولة عن ما يحدث في الوطن، والشعب لا ينتظر "محاصصة المتهمين بالفساد"، فليبدأ كل حزب أو تيار بنفسه، هذا ما ينتظره الشعب اللبناني، وإلا فإن السلطة تغرد في مكان والشعب يغرد في مكان آخر.
التغيير في لبنان لا يمكن من دون الطبقة السياسية، واهم من يظن ذلك. آلة التغيير تحتاج إلى التغيير من داخل الأحزاب السياسية ومن خارجها، من خلال خلق تيارات مستقلة جديدة. والمهم في هذه المرحلة أن تقتنع السلطة السياسية بالتوجه الجديد لإرادة الشعب، وأن تنزل إلى قناعاته، وإلا ذاهبون إلى الفوضى لأن الشعب لن يتراجع وأصبح ذلك واضحاً للجميع.

  • شارك الخبر