أثارت عودة رئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ إلى مصر، وإنهاء خلافاته مع جماهير وإدارة النادي الأهلي، التساؤلات حول الثقة الكبيرة التي عاد بها مجددا للقاهرة، ودوافعه لزيارة الخطيب في منزله بعد نحو عام من الخلافات.

وفي تحول مثير قام مالك نادي ألميريا الإسباني، تركي آل الشيخ بزيارة رئيس مجلس إدارة الأهلي محمود الخطيب، بمنزله الثلاثاء، مرتديا الزي الرسمي للفريق، بعد أن وصل إلى القاهرة مساء الاثنين بشكل مفاجئ رغم ارتباطه بفعاليات "موسم الرياض".

وأكد آل الشيخ عبر صفحته بـ"فيسبوك"، عقب لقائه الخطيب، أنه اطمأن على صحته واستمتع بالطعام في منزله، وأنهى هذا الخلاف الذي امتد لنحو عام شهد تراشقا عبر وسائل الإعلام وبيانات وهجوما وتهديدا بقضايا، وردود فعل غاضبة بمواقع التواصل الاجتماعي.

وشكر آل الشيخ الثلاثاء، أعضاء مجلس إدارة الأهلي مؤكدا أنهم إخوانه وأصدقائه.
واستبق آل الشيخ لقاء الخطيب برسالة مصالحة لجماهير الأهلي بقوله الأحد، "أنا من جمهور الأهلي، ومبيناش اعتذارات".

وواصل رسائله لجمهور الأهلي مساء الثلاثاء، مؤكدا عبر مقطع فيديو مع الناشط الساخر مصطفى البنا، أن عودته لمصر بهدف إنهاء أزمة الشباب المحبوسين على خلفية توجيه إساءات له.

وفي تصريح هو الأهم والأخطر والذي يوحي بما لدى تركي من صلاحيات من جهات مصرية عليا، أكد أنه مستعد للتوسط بين نجم الأهلي المعتزل محمد أبو تريكة وبين النظام لعودة أبو تريكة إلى مصر.

وإثر لقاء تركي والخطيب، نشر المتحدث الإعلامي باسم النادي الأهلي شريف فؤاد، بيانا أكد فيه امتنان رئيس الأهلي لزيارة آل الشيخ.

وفي تعليقه حول التطور الجديد بين إدارة النادي الأهلي ورئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ، قال رئيس لجنة التخطيط للكرة السابق بالنادي الأهلي، الدكتور طه إسماعيل، إنها "خطوة عادية فقد حدث اختلاف وعادت الأمور لطبيعتها في ظل عدم إصرار الطرفين على الخصام".

وحول ما قد يقدمه آل الشيخ للأهلي، جزم الشيخ طه لـ"عربي21"، بأن "تاريخ الأهلي معروف وأنه لم يعتمد يوما أو يبنى علاقاته على المصالح، وأنه في الفترة الأولى لوجود آل الشيخ لم يرغم أحد الأهلي ولا إدارته على قبول شيء لا يريده".

ويعتقد، أن "الأهلي لا ينتظر مصالح من وراء تلك المصالحة"، مؤكدا أنه "خلال المشكلة التي امتدت لعام تمكن الفريق من عقد صفقات في كانون الثاني/ يناير 2019، مثل حسين الشحات ورمضان صبحي، ودفع مبالغ كبيرة بتمويل النادي وليس بدعم خارجي والنتيجة هي الفوز بالدوري رغم تأخر الفريق وتحقيق نتائج جيدة حتى اليوم".

وأكد أن "الأهلي قبل الصلح مع آل الشيخ ولكنه لم يسع إليه، ومع ذلك فهي خطوة أثمنها من الوزير السعودي الذي طالما أعلن ويعلن أنه يحب النادي"، معتبرا أنها "خطوة أخلاقية معروفة عند الأهلي بصرف النظر عن الفائدة".

وبشأن مدى التزام جمهور الأهلي بالصلح مع آل الشيخ، قال الدكتور طه، إن "جمهور الأهلي واع جدا وحساس في ما يخص فريقه وناديه".

من جانبه أكد الناقد والمحلل الرياضي أحمد سعد، أنه "لا توجد معلومات حول أسباب عودة آل الشيخ؛ ولكن يبدو أن المسألة لها خلفيات أخرى غير معلنة، حيث يقول إن "حبه للأهلي ومصر ما جعله يعود، ولكن في الحقيقة تركي من البداية مثير للجدل والتساؤل".

سعد، أضاف لـ"عربي21"، أن "عودة تركي من الجائز أن يكون لها بعد سياسي وربما باتفاق مع جهاز المخابرات المصري لشغل الرأي العام عن أزمات سد النهضة، وغلاء المعيشة"، مبينا أنه "منطقي أن يحاول النظام تكثيف جهده لشغل الناس عن أمور السياسة".

وأشار إلى أنه احتمال مقبول؛ ولكن لا يمكن الجزم به لعدم وجود معلومات دقيقة، ولكن قراءة الأحداث وتداعياتها وقدرة تركي على إثارة الجدل هو ومرتضى منصور قد يدفع للاستعانة بهما لشغل الشارع".

وعن ما طرحه تركي آل الشيخ حول وساطة للمصالحة بين النظام وأبوتريكة، يعتقد الناقد الرياضي، أن "فلسفة السيسي في التعامل مع خصومه تؤكد أنه ليس لديه استعداد لفتح الباب وتقديم تنازلات ويبدي قبولا للتصالح؛ لأنه يخشى هذا التوجه حاليا مع ظهور المقاول محمد علي، وعودة الحراك للشارع، وملف سد النهضة، ولذا فمن الصعب أن يقبل السيسي بفتح ملف مصالحة حتى ولو كان طرفها أبو تريكة".

عربي 21