hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - دافيد عيسى - سياسي لبناني

بيان صادر عن زعماء وشخصيات مسيحية من دار الخُلْد

الإثنين ٤ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عقد زعماء وقيادات وشخصيات ورؤساء أحزاب مسيحية رحلت الى دار الخُلْد، اجتماعاً استثنائياً، وتدارست فيه أوضاع الموارنة خصوصآ المسيحيين عمومآ في لبنان.

وقد حضر الاجتماع رؤساء الجمهورية السابقون: كميل شمعون، سليمان فرنجية، بشير الجميل، رينيه معوض.
والوزراء والنواب ورؤساء الأحزاب المسيحية السادة: بيار الجميل (مؤسس حزب الكتائب)، ريمون اده، جوزف طعمه السكاف، طوني سليمان فرنجيه، شارل مالك، بيار حلو، فؤاد بطرس، بيار أمين الجميل، الياس جوزف سكاف، ميشال ساسين، جورج سعادة، ادوار حنين، شاكر أبو سليمان، جبران التويني، أنطوان غانم، داني شمعون. كما حضر الاجتماع عضوا "الجبهة اللبنانية" فؤاد افرام البستاني والأباتي شربل قسيس.
وقد وجه المجتمعون الى قادة الأحزاب المسيحية والسياسيين الموارنة خصوصآ والمسيحيين عمومآ في لبنان النداء التالي:
من قلوب يملؤها الحزن والغضب، حزن على ما وصل اليه الوضع المسيحي في لبنان وفي المنطقة، وغضب من الأداء السياسي الماروني خصوصاً والمسيحي عموماً، نتوجه اليكم والى أبنائنا المساكين الذين عانوا وكفروا بالسياسة وبكم، وعن حق، بالنداء التالي نصه نستهله بالتوجه الى أبنائنا المسيحيين أولاً:
أيها المسيحيون يا أبناءنا الأحباء
عليكم مسؤولية كبيرة وهي ان تميزوا دائماً بين رجل الدولة ورجل السياسة، لأن رجل الدولة هو ملك للوطن والأمة، فيما رجل السياسة "تاجر" يعتقد ان الوطن والأمة ملك له. اغلبية رجال السياسة لا يفكرون سوى بمصالحهم الخاصة ومصالح عائلاتهم وجماعتهم، كما يفكرون دوماً في الانتخابات المقبلة، وفي حصتهم في الدولة. فيما رجل الدولة يفكر فيكم وفي مستقبلكم ومستقبل اولادكم، وفي وجودكم وفي مصالحكم وفي الأجيال القادمة. وما أكثر "تجار السياسة" عندكم أيها المسيحيون في لبنان.
أيها المسيحيون يا أبناءنا الأحباء... يجب ان تعرفوا أيضاً ان السياسيين في لبنان أصناف:
- صنف منهم يأتي الى هذا العالم ويرحل، كأنه لا أتى ولا رحل.
- وصنف آخر يستمد حيثيته من لقب أو موقع سياسي يحصل عليه أو يبلغه من خلال رافعة أو محدلة سياسية، أو من خلال قانون انتخابي أعرج، أو بفرضه عليكم بواسطة وصاية خارجية، كما كان يحصل قبل خروج السوريين من لبنان، وهذا عابر ينتهي تأثيره ونفوذه بتخلي الراعي السياسي عنه، أو برحيل الوصاية من لبنان.
- وصنف ثالث يدخل التاريخ، إنما التاريخ الأسود بجنونه واستبداده، وبتفضيله المصلحة الشخصية والـ (أنا) على المصلحة الوطنية العليا والعامة، فيلعن ويرجم.
- وصنف رابع يدخل التاريخ من بابه الواسع والعريض بما يفعله ويبنيه من إنجازات وطنية، وكذلك بالطريقة الحكيمة والواعية التي يحكم بها ويحمي فيها شعبه وأبناء جلدته، فيرفع عنهم الغبن والأذى ويُعلي من شأنهم ويساهم في جمعهم ووحدتهم، وهذا هو الصنف الخالد والموثوق من الرجال، فتمسكوا به وأيدوه وساندوه واتبعوه وبايعوه لتبقوا على هذه الأرض الطاهرة والمقدسة التي وطأها سيدنا يسوع المسيح.
كما نتوجه الى الشباب المسيحي الذي لم يعرفنا والذي لم يكن قد ولد في فترة الحرب، لنقول له يا اولادنا يا شبابنا:
لا يزال الصراع بين الموارنة هو هو لم يتغير شيئآ، الخلاف القديم الجديد والمعروف بالصراع على "الكرسي"، وهو خلاف ازلي، ومشكلتهم الوحيدة هي الكرسي ثم الكرسي ثم الكرسي، فلا تكونوا وقوداً لهذا الصراع، لصراع الانانية، والذي يحمل شعار "انا او لا احد". لا تقبلوا ان تكونوا ادواتاً لصراع هؤلاء الذين لم يتعلموا شيئاً من دروس الماضي.
وهنا نسألكم يا شبابنا ويا شعبنا وبكل صدق وصراحة:
هل تشعرون بالطمأنينة تجاه قادة أحزابكم والقيمين على أوضاعكم، أم تساوركم الشكوك ويعتريكم القلق والهواجس مما تخبئه لكم الأيام؟
أما الى السياسيين المسيحيين وقادة الأحزاب المسيحية نقول:
من قلب يعتصره الألم ومن خيبة ما بعدها خيبة، نخاطبكم ونتوجه اليكم بكل حزن وأسى لنقول لكم ونسألكم:
ألم تعلمكم التجارب والدروس الماضية وحروب الاخوة التي كسرت ظهر المسيحيين وأوصلتهم الى ما وصلوا اليه من تهميش على كل المستويات؟ الا تدرون ان في تضامنكم قوة؟ ألا تشعرون ان ما تبقى من مسيحيين في لبنان هم في خطر؟ الم تشاهدوا ما حلّ بمسحيي العراق وسوريا ومصر وفلسطين؟
ليبقى السؤال الأهم والأخطر المطروح اليوم، أين أصبحت المسيحية في هذا الشرق؟
أيها السياسيون المسيحيون وقادة الأحزاب المسيحية.
إن استطعتم ان تتصالحوا مع الطوائف الأخرى والأحزاب الأخرى وطي صفحات الماضي معهم، بل أكثر من ذلك، تحالفتم وإياهم في السياسة والانتخابات وأصبحتم كراحتي الكفين متلاصقين، فكيف لا تستطيعون ان تتصالحوا في ما بينكم وتصفحوا وتسامحوا وتحبوا بعضكم بعضاً؟
فمن استطاع ان يتصالح ويغفر لجيرانه وأخصامه السياسيين (وحتى لمن قتله وهجّره ودمر منزله واملاكه) لا يستطيع مسامحة أهله واخوته وأبناء جلدته؟
أيها السياسيون المسيحيون، أيها الزعماء المسيحيون. ألا تلاحظون هجرة ما تبقى من الشباب المسيحي في لبنان؟ الا تشعرون بالأعداد الكبيرة من هؤلاء الطلاب الذين يتقاتلون اليوم في الجامعات بسببكم، والذين يحققون الانتصارات الوهمية، والذين يُجبَرون على ترك وطنهم فور تخرّجهم لأنهم لا يجدون عملاً لهم في لبنان؟
الا تعرفون ان أعداد المسيحيين تتضاءل بشكل مخيف وخطير، وذلك بسبب عدم اهتمامكم بالشباب ومستقبلهم؟
سنكون صادقين معكم ونقول لكم بكل صراحة، بأنه من أدخل اليأس الى قلوب المسيحيين هم أنتم. نعم أنتم أيها "السياسيون وقادة الأحزاب المسيحية". فخلافاتكم ونزاعاتكم في ما بينكم وأحقادكم التي لا تنتهي، هو ما يدفعهم الى الهجرة واليأس.
هل تفكرون بأولادكم وأحفادكم وشعبكم؟ هل تفكرون في مستقبلهم ووجودهم بعد سنوات؟
في الختام نقول لكم:
إذا لم يعد للمسيحيين دور وحضور في لبنان، على من ستكونون "زعماء" يا "عبدة الكراسي"؟
 

  • شارك الخبر