hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - العميد المتقاعد شارل ابي نادر-

إنهم العونيون ... يعودون اليوم الى حيث خُلقوا

الأحد ٣ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 07:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انهم العونيون يعودون اليوم الى حيث خُلقوا ، إلى القصر الذي كانت بداية حركتهم من أروقته و ساحاته ومداخله ، إلى المكان الذي صرخوا جميعهم حتى الجنون : سيادة حرية استقلال.

يعودون إلى حيث كان صوت قائدهم اقوى من صوتهم جميعا حتى اثناء جنونهم ، حين كان يقول : يستطيع العالم ان يسحقني ولكن لن يأخذ توقيعي .

يعودون اليوم ليس للتظاهر والاعتصام حتى يخرج المحتل المكلف أو الوصي المعين من الغرب او جيش الامر الواقع بفرض من اللعبة الدولية، فقد خرج الوصي والدولة اليوم محررة بكامل جغرافيتها وسيادتها مكتملة وقائدهم وتياره يقبضون على اكثر من نصف السلطة ولكن ....

يعود العونيون اليوم للاعتصام والتظاهر وراء قائدهم في معركة اخرى أشرس من معركة التحرير واسترجاع السيادة ، انها معركة ربما أولى واهم من معركة السيادة ، انها معركة تحرير الوطن ومقدرات الدولة من الفاسدين والسارقين وناهبي المال العام ، انها معركة إسترجاع الاموال المنهوبة .

يعود العونيون اليوم لكي لا يُسرقوا كما سُرِقوا في ١٤ آذار عام ٢٠٠٥ ، حين تدافع الوصوليون لمسابقتهم على سرقة انجاز التحرير ، بعد أن كان هؤلاء الوصوليون قد حاربوهم ونكّلوا بهم تحت جناح ورعاية الوصي المعين من الغرب .

يعود العونيون اليوم لكي يساهموا في تصويب البوصلة الى ان قائدهم هو القائد الصحيح لمسيرة الحرب على الفساد، وهو الذي كان اول مسؤول اقدم على هزّ المسمار لخلع هذه الآفة التي فتت مالية الدولة واهلكتها ، والذي بسبب ذلك قامت عليه أمة العهر والفساد والهدر والسرقة ،هذه الأمة الجامعة لامراء الحرب والطوائف وفروعهم ، والذين كما عاثوا في ارض الوطن دمارا وخرابا اثناء الحرب ، ابدلوا دمارهم وخرابهم بعد نهايتها بالسرقة والهدر والفساد .

يعود العونيون اليوم الى قصر الشعب لدعم رئيسهم في قيادته لمسيرةٍ أصعب واقسى واكثر عنفا وشراسة من معركة التحرير ، انها المعركة ضد الفساد والفاسدين ، ولكي يقولوا بالصوت العالي ، ان مطالب الثوار المحتجين الصادقين هي نفسها التي يخوض رئيس الجمهورية معركته ورائها، واذا كانوا يريدون من هذه المطالب شبرا ، فإن فخامته يريد منها مترا...

يعود العونيون اليوم ليقولوا للصادقين من الثوار وهم الاغلبية بين هذه الجموع التي اعترضت، بان قسما من مطالبهم والذي يمثل نقطة انطلاق جدية ، قد تحقق في المرحلة الأولى من خلال الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة قبل استقالتها، واليوم تعالوا جميعا ندعم الرئيس في سعيه لتشكيل حكومة نظيفة لا تشبه سابقاتها، والعمل لإستكمال المراحل الباقية وعلى رأسها إقرار قوانين رفع السرية المصرفية والحصانة السياسية وإستعادة الأموال المنهوبة .

يعود العونيون اليوم الى القصر الذي نشأوا في كنفه وفي قلبهم حرقة على وطن، لم يفهم بعض ابنائه يوما ، صدقَ وصوابيةَ معركة التحرير ، إلا بعد أن خسروا الكثير من ابنائهم ومن جهدهم ومن وقتهم ومن مستقبلهم .

يعود العونيون اليوم وفي قلبهم خوفُ على وطنٍ ، لم يفهم بعض ابنائه حتى الان ، لماذا جميع هؤلاء المعارضين الشرسين لشخص الرئيس ولنهجه في السلطة والحكم ، هم من الفاسدين الذين يعجّ تاريخهم وبالمستندات الثابتة ، بملفات سرقة اموال الدولة والشعب والمؤسسات .....

  • شارك الخبر