hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - د.ميرنا زخريا

هل نحن أمام تظاهرة؟ إنتفاضة؟ أم ثورة؟

الخميس ٣١ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:19

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لقد تذوّقنا في لبنان العديد من أطباق التظاهرات والقليل من أطباق الإنتفاضات، أما الثورات فهي طبق جديد يتذوّقه اللبناني للمرة الأولى، بدايةً لناحية السقف المطلبي، ومن ثَم لناحية التنوّع الطائفي، التعاون المناطقي، التشارك الحزبي، الإستمرار الزمني، التعدّد العُمري، وُصولاً إلى الأعداد الغزيرة.

ما الفرق بين الحالات أو الأطباق الثلاثة هذه
التظاهرة: هي خروج عدد مقبول من المتظاهرين إلى "ساحةٍ ما" للإدلاء علناً بمطالبهم للمسؤولين، وهي عامةً لا تتصف بالعنف والشغب، لاسيّما أنها تكون محدودة بالوقت وبالمشارَكة. بالإضافة إلى أنه يتغلغل في رأس المتظاهر بأن الفشل وارد، وبأن النجاح صعب، ذلك أن الطلبات تتصف بخصوصيتها بفئة من الشعب مثل عدم إنشاء مطمر نفايات في منطقة، أو إعطاء الجنسية للنساء في دول. بالتالي، يعرف المتظاهرون بعضهم البعض وتكون مسيرتهم أهليّة بمحليّة. بإختصار، تتمحور التظاهرة حول "حركة مطالَبة" لذا فإن مضمونها يطال "تغييراً محدّداً".
أمّا الإنتفاضة: فهي خروج عدد كبير من المنتفضين إلى "عدّة طرقات"، بعد أن لمسوا لفترة طويلة وبحسب خبرتهم، بأن مقوّمات الدولة ومقوّمات الفراغ باتا واحداً، ولم يعد يختلف أحدهما عن الآخر. حين تنجح الإنتفاضة، تتدرّج لمستوى ثورة شرط ألا يشوبها: أولاً لجهة المنتفضين، ألا يسارعوا لأعمال الشغب المبكّر كتكسير السيارات فيخسروا دعم شريحة واسعة. ثانياً لجهة الإعلاميين، ألا يركّزوا على السلبيات وأن يغطّوا كافة المناطق. ثالثاً لجهة المتربّصين، ألا يندسّوا لإشعال المشاكل المتنقلة بغية التمهيد لتدخل السلطة وقمع الإنتفاضة كي لا تزدهر وتصبح ثورة تطالب بتغيير جذري. بإختصار، إذا أُخمدت تنطفئ كأيّ تظاهرة وإذا تطورت ترتقي لثورة.
وأمّا الثورة: فهي خروج الثوّار بكل الأعمار وبأعداد هائلة إلى "كل الساحات والطرقات"، وعادةً ما تكون الثورات الشعبية نتاج "استبداد" أدى إلى اشتباكات سياسية – اقتصادية. لذلك، المطالب لا تعود خاصة بل تصبح عامة بكل ما للكلمة من أثر، فنجدها تطال معاناة كل مواطن أو حتى ساكن أو سائح، ما يجعلها تشكل تحدياً بوجه السلطة التي تصاب بحالة ضياع يتنقّل بين "الإستجابة والإستفزاز". فيما الثائر هو إنسان لم يعد لديه ما يخسره، هو إنسان رافض لوضعه بأكمله، مِن إستشفاء وكهرباء إلى محاكم وقضاء، هو إنسان يُخبئ مشاعر القهر والفقر و/أو الذل والظلم. بإختصار، تتمحور الثورة حول "حركة رفض"، لذا فإن مضمونها يطال "تغيير الذهنيّة".
وحول السبب وراء قيام الثورات
الإستبداد هو العنوان الأبرز، وإن كان يقع تحت ثلاثة أنواع مباشرة، وفي لبنان جميعها ظاهرة للعيان.
1- الإستبداد السياسي، حيث يتم احتكار الحُكم، ومنع مشاركة باقي القوى بتقاسم القرار داخل الدولة.
2- الإستبداد الإجتماعي حيث يتم استغياب العدالة المجتمعية، وسيطرة الوساطة ثم إقصاء الّلا تابع.
3- الإستبداد الإقتصادي، حيث يتم تزاوج رجال المال والسياسة، ليزدادا غناً فيما الشعب يزداد فقراً.
محاضِرة جامعية وباحثة في عِلم الإجتماع السياسي 

  • شارك الخبر