hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشابة

كتاب مفتوح إلى دولة الرئيس سعد الحريري

الثلاثاء ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دولة الرئيس، إن هذا الكتاب نابع من القلب وبكل محبة. إنتفض الشعب اللبناني في 14 آذار 2005، وذلك رغبة منه في بناء دولة فعلية وقادرة توقف الهدر والفساد وتغير نهج الدولة البوليسية ولتحقيق السيادة والحرية والإستقلال.
ناضلنا الكثير لتحقيق ذلك، والشعب اللبناني دعمك في كثير من المواقف، تغيبت عن لبنان لسنوات طويلة وإشتاق لك الآلاف من محبينك، وكانوا ينتظرون سعد الحريري لكي يكمل مسيرة إنتفاضة 2005، ذلك لأنه لم تكن لك فرصة فعلية سابقاً للحكم في ظل حالة اللاستقرار.
أتيت إلى الحكم عام 2016 وكانت لك فرصة فعلية للبدء في تحقيق ما يطمح له الناس. كانت أجواء تحضير للإنتخابات وتحضير لمؤتمر "سيدر"، وكان ذلك بمثابة نفحة أمل للبنانيين الذين يعانون إقتصادياً وإجتماعياً في سبيل خلق دينامكية جديدة في لبنان، ولكن في الوقت عينه اتت التسوية الرئاسية التي بدأت تتضح معالمها فكنت أنت الخاسر الأكبر، لأنها أبقتك في الحكم ولكن خسرك جمهورك.
خضت إنتخابات عام 2018، وكنتُ من الأشخاص على لائحتكم في طرابلس إيمانا مني بما كنا نخطط له، وإقتناعنا أنك الحلقة الأقوى لإنقاذ لبنان، وثقة مني بأن الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية سوف تحصل، وقلت لك في أحد اللقاءات إنها "الفرصة الأخيرة" لكي تثبت أنك فعلا تريد تغيير النهج الحالي.
بعد إنتهاء الإنتخابات بفترة أشهر، لاحظت أن العهد عنوانه الفشل، ولم يتحقق أي شيء من الوعود الإنتخابية، وبدأنا ننتقد هذا العهد لأنه لا يشبهنا ولا يشبه سعد الحريري أصلا.
لم يتغير شيء، وأصبح الوضع أسوأ من قبل، لأنك مكبّل بفضل هذه التسوية الرئاسية، وخاصة من "الباسيلية السياسية". لا أريد أن أدخل في هذا الكتاب في تفاصيل الأرقام من جراء "الباسيلية السياسية" والفساد او التعطيل الحاصل من الجميع. ولكن الفرصة الأخيرة ذهبت، جمهورك في طرابلس وعكار وصيدا والبقاع لم يعد يلمس أي تغيير، بل لمس أنه مستهدف ومغدور به. نعم مغدور به لنكون صريحين.
دولة الرئيس، محيطك يكذب عليك ويصوّر لك أن الأمور بخير، ولكن هناك الكثير من الطعن بك. كلا الأمور ليست بخير، والشعب حاقد وناقم، وتصرفات هذا العهد من قمع وفساد ونهب لا يمكن أن تُطاق، وكأننا أصبحنا نعيش في إحدى الدول البوليسية المحيطة.
لا نريد أن نحصر ذلك في هذا العهد فقط، دولة الرئيس، وأنت تعلم أن هناك الكثير من شارك مغانم الدولة، وعندما وقعت واقعتك لم يقفوا إلى جانبك، أنت من الأشخاص القلائل الذين أتو إلى السلطة وخسرت أموالك، أما غيرك من القريب والبعيد كانوا من الموظفين وأصبحوا من الأثرياء الجدد، ولم يقل لهم أحد من أين لك هذا، إرفع الغطاء عنهم لأنهم لا يشبهوك وكن مثالاّ لغيرك.
لا تجعل نفسك "كبش محرقة" في ما حصل طوال السنوات الماضية، كما نعرفك أنك أقرب الى الناس في الشارع، وليس إلى "الدولة الفاسدة والبوليسية" التي سقطت في الشارع. فرصتك الوحيدة أن تكون الآن إلى جانب الشعب وأن تقدم إستقالتك ولتأتِ حكومة مصغرة تُشرف على إنتخابات نيابية مبكرة، وتشكيل لجنة لإستعادة الأموال المنهوبة، لأن الشعب لم يعد يحتمل ولم يعد له ثقة بالعهد.
دولة الرئيس، إنتفاضة 17 تشرين هي إنتفاضة 14 آذار الثانية لتصويبها، لأنه جرى إستغلالها من الجميع من دون إستثناء لأجل مآرب خاصة وليست إصلاحية وعامة، دولة الرئيس كن المبادر لملاقات الشعب في نصف الطريق، وتحرر من قيودهم، وتقرّب من الشعب الذي دعمك لسنوات طويلة وإنتفض.

  • شارك الخبر