hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

مجلس الثورة "غير المعلن"... اقتربت ساعة الحقيقة

الإثنين ٢٨ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:19

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حققت ثورة 17 تشرين انجازات كثيرة، منها جمع اللبنانيين حول المطالب الحياتية واتفاقهم على نبذ ورفض السلطة الفاسدة، والمطالبة بمحاسبتها. واهم ما فعلته ان الثوار أجبروا الحكومة على تحقيق ما عجزت عنه القوى السياسية في المعارضة وداخل الحكومة، في جلسة واحدة لمجلس الوزراء.

ومع ذلك فإن الثورة لا تمر بأفضل اوقاتها اليوم، فهي لا تزال في مواجهة مع سلطة جشعة لا تشبع من نهب المال العام، ومتعاونة ومتفقة مع بعضها للبقاء والاستمرار في الحكم. وثمة تحديات كثيرة تنتظر الثوار في الساعات القادمة وقد بدأت طلائع الشكاوى تتسلل من بين ثوار الشارع. وليس سراً ان بعض الممارسات دفعت عددا من الثوار الذين أسسوا طلائع الثورة الى الانسحاب من دون ان يشعر احد.
في شارع الثورة تطرح التساؤلات التالية: من أدخل الأحزاب السياسية وكيف على خط الحراك؟ والى اين سيصل الحراك طالما ان السلطة الساسية لم تقدم على مبادرات انقاذية او تنازلات بعد؟ فالورقة الاصلاحية مشكوك في سلوكها الطريق الى التنفيذ، وخطاب الأمين العام ل"حزب الله" وضع خطوطاً حمراء حول الحكومة والعهد، وشكّك برعاية السفارات الغربية للمتظاهرين، فيما حزب العهد وضع المتظاهرين في خانة" قطاع الطرق والزعران".
يقر المحتجون في الشارع بممارسات حصلت بالشعارات الغوغائية المدسوسة التي حاولت ان تأخذ الاحتجاجات الى مكان لا يليق بها، وان هناك فئة تخجل بهم الساحات وهؤلاء لا يرتقون الى مستويات نخبوية وفئة المثقفين.
ويعترفون بممارسات كثيرة اربكت شارع الثورة، ميدانيا عبر التهجم على مقام الرئاسة وشخص رئيس الجمهورية في عدد من التظاهرات. ويتحدثون عن منحى سلبي وموجّه ومدفوع من قبل جهات معينة، دفع الضباط المتقاعدين الذين كان لهم ادوار اساسية في الشارع، الى تفكيك خيمهم في رياض الصلح.
الاختلاف في التوجهات بين الساحات كان له تأثيراته ايضا. فالمناطق المسيحية انقسمت بين متظاهرين بمطالب حياتية، وآخرين بمطالب سياسية. ورفعوا الشعارات الحزبية، اضافة الى الاحتكاك الذي حصل بين "القوات اللبنانية" و"التيار الحر" في عدد من الساحات.
في كواليس الثورة سجالات وشكاوى من تسلل الاحزاب بين صفوفهم. حتى شعار الثورة الذي ارتفع على علو شاهق في الساحة، فاجأ البعض وطرح تساؤلات حول الجهة التي دست الشعار. وتساءلت مجموعات سياسية "من وضع القبضة الحديدية في الساحة"؟ ليرد المدافعون عن الثورة: "ليس المهم الشكل او الحجم، فالقبضة شعار الثورة العالمي يوضع في كل ثورات العالم".
في اليوم الثاني عشر على الحراك، يمكن الخروج بعدة خلاصات. فالحراك اليوم ظهر مشتتاً في عدة اتجاهات. فهناك اطراف تريد فتح حوار بسبب الضغوط وعدم القدرة على الاستمرار، ولأن الامور مفتوحة على عدة سيناريوهات. وبدأ الحديث عن ازمة نصف الراتب. وهناك فريق يعتقد ان ثورة 17 تشرين ستظهر نتائجها الايجابية مع الوقت عندما سترضخ السلطة لتنفيذ اجندة الثورة.
الساعات القادمة مصيرية، وثورة 17 تشرين على مفترق الخيارات الصعبة. فالسلطة السياسية صامدة، وتم وضع الشارع مقابل الشارع بهدف ممارسة الارهاب ضدها. وثمة من يعتبر ان عدم تشكيل قيادة تتحدث بإسمها يرتد عليها، فيما يعتقد البعض ان غياب القيادة العلنية له جوانب ايجابية اكثر من السلبية.
أسوأ السيناريوهات المتداولة ان السلطة لم تصدر بعد اشارات ايجابية في التعاطي مع الثورة، وإن هناك من يتحدث عن اعادة الوضع الى حالته الطبيعية.
مجلس الثورة غير المعلن يَعتبِر ان ساعة الحقيقة اقتربت، والثورة انتصرت وحقق الشعب مطالبه بتوحيد كل اللبنانيين حول الثورة، وهزّ اركان السلطة ووضع حداً لتماديها في الفساد ونهب الدولة، وجعل اي نقاش او تفصيل اقتصادي من اليوم وصاعداً خاضع للمراقبة والمحاسبة من الشعب.
في توقعات مجلس الثورة ان استقالة الحكومة هي اقصر الطرق الى الحل واستيعاب النقمة، وهي من دون شك تُرضي الطرفين، وتنعش الانتفاضة الشعبية وتعيد الثوار الى منازلهم وحياتهم اليومية.

  • شارك الخبر