hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

العونيون في مواجهة الزلزال... "الى خطط منظمة"

الجمعة ٢٥ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:26

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعتبر الانتفاضة الشعبية الاخيرة من ابرز الازمات السياسية التي واجهت "التيار الوطني الحر" منذ تأسيسه. فجأة وجد التيار نفسه امام شارع منتفض عليه، ومادة خصبة في هتافات المتظاهرين في الشارع ضد وجوده في السلطة.
"التيار القوي" الذي وصل بالقوة الشعبية ومحبة الناس، وفي اللحظة السياسية التي يتربع فيها على عرش اكبر تكتل نيابي ووزاري، مطالب من قبل الجمهور برحيل ممثليه وممثلي الاحزاب والاقطاب الاخرين من الحكومة.
من اسوأ السيناريوهات التي توقعها العونيون ان تصل التظاهرات الاحتجاجية الى قصر بعبدا، وان يكون التيار "اب وأُم" التحركات الشعبية خارج الحراك الشعبي الاخير، وان يطالب المحتجون باستقالة رئيس الجمهورية، وبتعديل حكومي يطيح برموز التيار، بدل التركيز على الفاسدين في السلطة.
قبل ايام قليلة من تظاهرة 17 تشرين، وقف الوزير جبران باسيل يهدد بقلب الطاولة على الحزب الاشتراكي ومن يهدد الوضع في الدولة، فاذا ببركان شعبي ينفجر بوجه السلطة من رأس الهرم الى القاعدة. احتار التيار في توقيته وظروفه الملتبسة، فيما كان يستعد لفتح طريق الحوار والتواصل مع دمشق.
الا ان التعاطي من قبل قيادة التيار مع الشارع كان مدروسا بعناية باسيلية من لحظة انفجار الشارع، فاختفى مسؤولوا التيار عن الشاشة، ودخل الجميع في صمت طويل. كانت التعلميات من ميرنا الشالوحي "حذارِ الوقوع في الخطأ هذا الشعب منا وفينا...ازمة وتمر. انتظروا اطلالة الرئيس، واي توجيهات ستكون مباشرة وممنوع التحرك"
يقول المقربون من باسيل ان الاخير تعرض لضغط كبير من مناصريه ومؤيديه للمبادرة الى تظاهرات مضادة، لكن التعليمات كانت واضحة "نضبط الكلام والتصاريح، وسنبدأ ضمن خطة متدرجة سياسيا واعلاميا. ما يحصل زلزال وبدنا نطلع منه طيبين". كما ورد في رسالة الواتساب من باسيل لمجموعة من المقربين.
من اللحظة الاولى لشرارة الثورة فهمت قيادة التيار ان العهد ورأس باسيل مطلوبان سياسيا وشعبيا، جزء من الحملة في الشارع ومواقف الخصوم قبل فترة، تلاقت مع محاولة اغتياله سياسيا. حاول العونيون طيلة ايام التحرك الحفاظ على النمط الهادىء، باستثناء الخروج عن السيطرة من قبل بعض الاشخاص المناصرين في مزرعة يشوع، فإن قيادة التيار التزمت التعاطي الحذر مع الوضع.
قرار مركزي من ميرنا الشالوحي قضى بضبط النفس وتجميد النزول الى الميدان، الى حين وضوح الرؤيا ونضوج التسوية والاتصالات. التداول بطرح باسيل مع مجموعة من السياسيين في التعديل الحكومي المرتقب اثار الجمهور العوني، لكن التبليغات العونية واضحة، انتظروا كلمة الرئيس ولكل حادث حديث.
في كل ذلك بدا واضحا ان تظاهرات الشارع فجرّت الاحتقان بين التيار و"القوات اللبنانية"، وشنت الماكينات العونية حملة اعلامية على "القوات" ووصفتهم "بزعران الشوارع وقطاع الطرق".
كان واضحا طيلة ايام الازمة، ان التيار أحصى خطواته جيداً، تفادى اغراءات جرّه الى لعبة الشارع، واكتفى بالتعبير في مناطق محددة خوفا من التصادم الاهلي في مناطق مسيحية.
بعد كلمة رئيس الجمهورية ودعوته المحتجين الى قصر بعبدا ليس كما قبله. قيادة التيار بانتظار تبلور الصورة في الشارع، مع ذلك فإن كلمة السر صدرت في اجتماع للقيادة الحزبية في الشالوحي. فاتحهم رئيس التيار بسعي جهات خارجية وداخلية لاستغلال نقمة الناس لضرب الاستقرار ونشر الفوضى، وان التيار بعد كلمة رئيس الجمهورية سيكون جاهزا لمواجهة المخربين.
المؤكد ان التيار لن يبقى في مرحلة الانتظار اكثر، وسيكون مواكبا لإجراءات السلطة وتطور الاحداث. انتهت مرحلة الاختباء وراء الاصبع وسيتم تطبيق خطة اعلامية وسياسية جاهزة.
كل ذلك يأتي بعد مرحلة من التهدئة واختفاء فريق او طاقم الاقوياء في التيار عن الساحة الشعبية والسياسية. لإمتصاص الوضع. ومن ابرز التناقضات والمفارقات التي رافقت الايام الثماني من عمر التحرك الشعبي، كانت مطالبة عدد من نواب تكتل لبنان القوي بتغيير الحكومة، وتغريد عدد آخر منهم خارج سرب قيادته. فالنائب ميشال الضاهر أيد تغيير الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين، وكذلك فعل ميشال معوض مطالبا بحكومة مصغرة من المتخصصين والكفوئين. اما المفارقة فانضمام نائب التكتل نعمة فرام ملوحا باستقالته من التكتل، في حين حمل نائب شامل روكز على الاكتاف في تظاهرة سبق ان شتم العهد والرئيس.
 

  • شارك الخبر