hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشابة

ثورة 17 تشرين على 8 و 14 آذار

الأربعاء ٢٣ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مر لبنان منذ إتفاق الطائف بمراحل سياسية مختلفة وسوء إدارة، أدت كلها إلى ما وصلنا إليه. كانت التحذيرات دائماً أن لبنان عبارة عن قنبلة إجتماعية قد تنفجر في وجه هذه الطبقة السياسية جمعاء، ولكن للأسف إنها بفضل رهانها على الطائفية السياسية كانت تأخذها بإستهزاء، وتعتبر أنه لا يوجد من "يهز عرشها".

نسيت الطبقة السياسية أننا في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي، وأن جيل اليوم يختلف عن جيل الأمس. فلا يمكن أن تتعامل معه بنفس ذهنية القرن التاسع عشر. جرت إنذارات مختلفة في الماضي القريب، ولكن لم تتلقفها السلطة، منها ثورات الجزائر والسودان وآخرها ثورة العراق التي إنتفضت على ميليشياتها.
لن نغوص كثيراً بالأسباب التي أدت الى ما يحصل، ولا في أرقام الفقر والتسرب المدرسي، والبطالة والموت على أبواب المستشفيات وغيرها من أسباب سياسية واجتماعية أدت إلى هذه الثورة، لأننا اليوم ما زلنا فيها. ولكن قهر وذل الشعب وفساد الطبقة السياسية أدى إلى ما وصلنا إليه. إنه نظام طبقي بإمتياز، نظام "الكرافاتات" الذي يحافظ على أموال الطبقة المستفيدة من الحكم، ويعمل على إمتصاص أموال الشعب. إنها ثورة من خذله، فريقا الثامن والرابع عشر من آذار.
خذلته الطبقة السياسية بالكامل، لأنها لم تحسب أن كل ذلكقد يؤدي إلى إنتفاضة وثورة وتمرد. ولكن لم يعد الوقت لصالحها، وحتى الخطوط الحمر التي رسمها بعض من يسمون نفسهم بالحكام، تخطاها الشعب. وكان أبرزها ما حصل في النبطية وصور، حيث تمرد الشعب على الثنائية الشيعية، وقال كلمته بوجه من كان يأخذ منهم الخوة وينهب أموالهم. إن هذا المشهد سوف يرسم مشهداً سياسياً جديداً مستقبلا في "الشيعية السياسية".
من ناحية أخرى، طار حلم الصهر، وهذه الثورة قطعت الطريق أمامه في الوصول إلى الرئاسة الأولى التي كان "يطبخها"، ووضعه في زاوية حرجة، حيث "القوات اللبنانية" "نفدت بريشها" على الأقل، وصعد نجم "حزب الكتائب".
أما على الصعيد الدرزي، فبدا وليد جنبلاط متردداً، تارة يريد التمرد على العهد، وتارة أخرى يحاول أن يكون من ضمن التسوية المقبلة في الحكومة، لأنه متخوف من ردات فعل "حزب الله" في السياسة.
أما على الصعيد السني، حيث نشهد فراغاً سياسياً منذ سنوات، ولا توجد زعامة فعلية، فإن هذا الحراك قد يؤدي إلى إنتاج طبقة سياسية جديدة أو على الأقل ذهنية جديدة، تتماشى مع طموحات المواطن.
إن ثورة الشعب هي التي خلطت جميع الأوراق، وكانت رسالة الشعب أن لغة خلط الأوراق باتت له، وليس لهذه الطبقة السياسية المجحفة بحقة. فهذه الثورة أتت من جراء تراكم الكذب والوعود للمواطن.
إن المرحلة المقبلة، هي مرحلة شد حبال بين السلطة المخذولة والثورة، ومن الصعب التكهن بما سوف يحصل. ولكن بالتأكيد هذه الثورة وهذا الحراك ليسا كما سبقهما. ولأول مرة سوف ينتصر الشعب على السلطة منذ ثلاثين عاما. الإنتصار ممكن أن يكون بأوجه مختلفة، إما تحقيق الإصلاحات بالقوة، أو إنتاج طبقة سياسية جديدة. وفي كلتي الحالتين الشعب هو المنتصر.
الملفت شعار "إستعادة الأموال المنهوبة"، حيث انه أكثر شعار ومطلب يُحرج الطبقة السياسية، وسوف يؤدي إلى نزاعات داخلية حاليا وفي المستقبل بين اركانها. وعلى الثورة أن لا تطالب بأي شيء سوى بهذا المطلب الذي قد يؤدي إلى تغيير فعلي وإسترداد جزء من حقوق المواطن اللبناني.
فعلا يا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إنه "شعب لبنان العظيم".

  • شارك الخبر