hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - المحامي ربيع الشاعر مستشار الوزير زياد بارود

حقيقة شراء طائرات السايكورسكي بالوثائق!

الجمعة ١٨ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشر المحامي ربيع الشاعر الذي شغل منصب مستشار للوزير زياد بارود اثناء تولي بارود لوزارة الداخلية في عهد الرئيس ميشال سليمان، توصيفاً وشرحاً كاملاً لحقيقة وطريقة شراء طائرات السي كورسكي، وقد كتب التالي:

كي لا ينطبق المثل اللبناني القائل: "الفاجر أكل مال التاجر"، أريد في هذا المقال الموثق وبصفتي مستشاراً سابقاً لوزير الداخلية والبلديات زياد بارود ومنسق علاقة جمعية "أخضر دايم" مع الوزارة، أن أسلط الضوء على حقيقة شراء طائرات السايكورسكي الثلاث منعاً لتشويه الحقائق.
وللتذكير بدأت قصة شراء طائرات مكافحة الحرائق في لبنان بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٤ حيث رفض عرض شراء طائرة لإطفاء حرائق الغابات صنع كندا من نوع (canadair cl-415) لسببين، الأول متعلق بالسعر الباهظ والذي وصل الى أكثر من ٢٠ مليون دولار للطائرة الجديدة والمستعملة بحدود خمسة ملايين ونصف دولار والسبب الثاني يتعلق بالمياه المالحة التي قد تعرض خزانات الطائرة للصدأ كونها مصنوعة لإطفاء الحرائق في كندا والتي لديها بحيرات من المياه الحلوة خلافاً لما هو الوضع في لبنان.
ومع تعيين الوزير زياد بارود وزيراً للداخلية والبلديات في العام ٢٠٠٨ أسست مجموعة من الناشطين ورجال الأعمال جمعية "أخضر دايم" هدفها تعزيز قدرات الدفاع المدني وجمع التبرعات وشراء طائرات لإطفاء الحرائق لأول مرة في تاريخ لبنان. ولهذه الغاية وبناء على طلب الرئيس سعد الحريري الذي تبرع يومها بمبلغ 8 ملايين دولار للجمعية، تم تعيين مكتب استشاري عالمي هو Bureau Veritas لإعداد مناقصة عالمية بالتنسيق مع القوات الجوية في الجيش اللبناني. وبالفعل تم إعداد في وقت قياسي دفتر مواصفات فنية لشراء ٣ طوافات ( طوافة لكل قاعدة جوية بحمولة ٤٠٠٠ ليتر مياه) لمهام الحريق ومهام البحث والإنقاذ search and rescue والإخلاء الصحي Medical Evacuation.
قامت الجمعية بمراسلة أكثر من عشرين شركة اجنبية وبتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٠٨ تقدمت خمس شركات فقط بست عروض (تقني ومالي) وفقا للتالي:
1- عرض Offer n°1 issued by Passport Trading Group الأول طوافة واحدة نوع S61N Carson بقيمة ٩،٦ ملايين دولار وعرض ٣ طوافات سيكورسكي S61 بقيمة ١٤،٥ مليون.
2- عرض Offer n°2 issued by Eurocopter طوافتين نوع Puma 330 j مجهزة للإخلاء الصحي بقيمة ٨ مليون دولار الواحدة.
3- عرض طوافة صنع MD902 صغيرة الحجم رفض لعدم إيفاء للشروط الفنية.
4- عرض Mi80 MTB-1 طوافة واحدة روسية الصنع والتسليم بعد سنة بقيمة ١٠.٦ مليون دولار.
5- عرض (Offer n°6) Sofema طوافتين نوع Puma SA 330 Sm بقيمة ١٢.٥ مليون دولار الواحدة.
بنتيجة هذه العروض، قام المكتب الاستشاري Bureau Veritas (الذي ضم فريقه التقني طياراً فرنسياً وخبيراً آخراً) وبمشاركة القوات الجوية بإجراء تقييم شامل من الناحية التقنية (علامته 70/100) والمالية (30/100) وفقا لما يلي:
أ- نتيجة التقييم الفني:
المرتبة الاولى : عرض الطوافتين Puma SA 330 Sm وبنتيجة 65.1/100 المرتبة الأولى في تقييم القوات الجوية بنتيجة 68/100
المرتبة الثانية: عرض طوافة S61 Carson وبنتيجة 60.2 / 100.
المرتبة الثالثة: عرض الطوافات الثلاث سيكورسكي S 61 وبنتيجة 59.3/100 المرتبة الثالثة في تقييم القوات الجوية بنتيجة 60/100.
المرتبة الرابعة: عرض الطوافة الروسية MI 17 وبنتيجة 52.8/100 (المرتبة الثانية وفق تقييم القوات الجوية الثاني 61/100).
المرتبة الخامسة: عرض الطوافتين Puma SA 330 j وبنتيجة 48/100 (المرتبة الرابعة وفق تقييم القوات الجوية 55/100).
ب- باحتساب نتائج التقييم التقني والمالي أصبحت النتيجة كالتالي:
المرتبة الأولى: طوافات سيكورسكي S61
المرتبة الثانية: طوافتين PumaSA 330 j.
المرتبة الثالثة: طوافتين Puma SA 330 Sm ( وهي طوافتين من أصل ٧ طوافات حصل عليها لبنان لاحقا كهبة من دولة الإمارات).
المرتبة الرابعة : طوافة Carson S61 .
المرتبة الخامسة : طوافة الروسية Mi80 .
أثناء عملية التقييم المالي أجرت جمعية "أخضر دائم" مفاوضات مع كل من شركة Passport Trading Group والتي حل عرضها بالمرتبة الأولى وشركة Eurocopter التي حل عرضها بالمرتبة الثانية حيث تم التوصل الى تخفيض قيمة العرض الأول بنسبة تجاوزت ١٠ ٪ من قيمته النهائية، وبنتيجته قدمت جمعية "أخضر دايم" تقرير المكتب الاستشاري Bureau Veritas لرئيس الحكومة حيث أوصت بقبول عرض طوافات السيكورسكي لأنه يؤمن شراء ثلاث طوافات بدلاً من اثنين وبسعر أقل مما يتيح للجمعية أيضاً وبحدود المبلغ الذي تم جمعه من التبرعات والبالغ 17 مليون دولار أميركي، تأمين قطع الغيار للجيش اللبناني وهبة نقدية للصيانة وتدريب الطيارين.
في شباط ٢٠٠٩ تم ايفاد خبراء فنيين من المكتب الاستشاري Bureau Veritas ولجنة فنية من القوات الجوية للكشف الأولي على الطوافات في اسكوتلندا حيث رفعت تقريرها الفني الذي ضمنته اقتراحات لإجراء كشوفات فنية وبعض الأعمال قبل تسليمها للجيش. في آيار ٢٠٠٩ تم إيفاد ضابطين من نفس اللجنة الفنية لإجراء كشف نهائي قبل تسلم هذه الطوافات حيث تعرض أحد الضباط أثناء المفاوضات لسكتة قلبية كادت أن تودي بحياته وقد تم تأمين علاجه على حساب جمعية "أخضر دائم" كون الدولة اللبنانية رفضت تغطية هذا العلاج لاعتبارها أن المهمة التي يقوم بها خارج نطاق الخدمة! وفي شهر تموز تم ايفاد الأعضاء الآخرين من الفريق الفني لاستكمال الكشف النهائي.
بعد تسلم الطوافات من قبل الجيش اللبناني كونه الوحيد المؤهل لقيادتها وصيانتها، قامت القوات الجوية باستخدامها لفترة امتدت لأربع سنوات في مهام إطفاء الحرائق ومهام الإنقاذ والنقل حيث استعملت بشكل ممتاز بعملية الإنقاذ البحري عند سقوط الطائرة الأثيوبية في ٢٥ كانون الثاني ٢٠١٠.
في عام ٢٠١١ اثناء تنفيذ مهمة نقل تلامذة ضباط تعرضت طائرة من طائرات السايكورسكي لحادث طيران كبير في جرود نيحا البقاع على الأرجح بسبب خطأ ارتكبه طاقم القيادة وهي لتاريخه معطلة ولم يتم صيانتها حيث قدرت قيمة الأضرار حوالي مليون دولار أميركي.
عام ٢٠١٤ أعدت القوات الجوية لائحة لصيانة هذه الطوافات وتأمين قطع بدل لثلاث سنوات بلغت قيمتها حوالي 5 ملايين دولار أميركي (بعد احتساب مبلغ المليون دولار السابق ذكره) وأحيل الطلب إلى مجلس الوزراء حيث ضاع في الأدراج ولم تحول الأموال حتى تاريخه إلى الجيش اللبناني.
وفي سياق آخر، تسلمت القوات الجوية خمسة Bambi Bucket سعة ٢٥٠٠ ليتر من قبل إحدى الجمعيات الأعضاء في جمعية "أخضر دايم" وذلك لصالح الطوافات البوما PumaSA 330Sm التي وهبتها الإمارات للجيش اللبناني، إلاّ أنه لم يتم استعمال حاويات المياه هذه حتى هذا التاريخ علماً أن الطوافات اللبنانية هي من نفس نوع الطوافات التي استقدمت من الأردن والتي تنفذ مهام الإطفاء. فكيف أن الطوافات الأردنية قابلة لإطفاء الحرائق بينما الطوافات اللبنانية أكانت من نوع سايكورسكي أو سوبر بوما هي غير مؤهلة لعمليات الإطفاء؟ علماً أيضاً أن طائرات السايكورسكي قد صنفتها قوى الدفاع المدني في ولاية كاليفورنيا من ضمن الفئة الأولى للطوافات المؤهلة لإطفاء الحرائق وذلك في الصفحة 14 من دليلها المنشور على صفحتها الالكترونية، ومعلوم أيضاً أن طبيعة كاليفورنيا الجبلية وأنواع أشجارها شبيهة بالطبيعة اللبنانية كما أن كلفة ساعة الطيران بحسب ما أشار اليه فنيون معنيون بعملية الشراء هي 2500 يورو وليس 6500 يورو كما تم ادعاؤه من قبل البعض لإخفاء تقصير بعض المسؤولين في عدم تأمين اعتمادات الصيانة.
وبعد الذي أثبتناه في الوقائع، أصبح لدينا يقين أن بعض من في هذه السلطة يريد تشويه إنجازات تمت بمبادرة من المجتمع المدني ومواكبة من وزير الداخلية والبلديات آنذاك لم تكلف الدولة اللبنانية قرشاً واحداً بل أمنت الجمعية بالإضافة الى شراء الثلاث طوافات قطع غيار لها بقيمة مليوني دولار ومليون دولار نقداً كهبة للجيش اللبناني. هذا التشويه لمبادرة جمعية "أخضر دايم" هو لتغطية تقصير المسؤولين عن وضع سياسة لمكافحة الحرائق في لبنان. وقد استدرك بعض المسؤولين هذا الوضع حيث نمي إلينا أن وفداً وزارياً يتجه الى اسبانيا في الأيام المقبلة بدعوة من شركة لبنانية خاصة للكشف على طائرتين لإطفاء الحرائق من نوع Air Tractor AT-802 بقيمة 8 مليون دولار أميركي من دون إجراء أي مناقصة وهي طائرة يلزمها مدرج وتعبأ يدوياً بواسطة خرطوم وسعتها 3000 ليتر! نحن لسنا ضد شراء طائرات جديدة لإطفاء الحرائق ونترك للمعنيين تحديد مدى فعاليتها، ولكن نتمنى أن يعتمد المعنيون آلية قانونية لذلك تماماً كما اعتمدت جمعية "أخضر دايم" آلية إجراء مناقصة ووضع دفتر شروط، مع تجنب طرق الهدر والفساد.
من هنا، نطلب من الرئيس سعد الحريري الذي تبرع بثمانية ملايين دولار لجمعية "أخضر دايم" لشراء ثلاث طائرات سايكورسكي ان ينشر رسمياً تقرير Bureau Veritas الذي تم تعينه بناء لرغبته وتكفل بجميع نفقاته لوضع دفتر شروط شراء الطائرات وفض العروض بالتنسيق مع سلاح الجو اللبناني!
كما نسأل وزراء الدفاع السابقين والحالي عن سبب عدم تضمين مشروع موازنة وزارة الدفاع بندا خاصا لصيانة الطائرات وفي حال تبين ان الوزارة قد طلبت تخصيص الأموال للصيانة، نسأل وزير المالية عن سبب عدم تضمين مشروع الموازنة لذلك المطلب؟
ونسأل في السياق نفسه وزراء الداخلية السابقين والحالي عن مدى التنسيق بين الدفاع المدني والجيش اللبناني في مجال إطفاء الحرائق ولماذا تتأخر الطائرات في الإقلاع وهل هي تصيب أهدافها بدقة من خلال التعاون مع الدفاع المدني؟
كما نسأل وزراء الزراعة ورؤساء البلديات عن تعيين حراس الغابات وتأهيلهم وعلى من تقع مسؤولية التقصير في مراقبة أوضاع الغابات؟
هل موازنة هذا العام تتضمن إجراءات لإعادة التحريج ومكافحة الحرائق كما نصت عليه المادة الأولى من القانون رقم 92/2010؟
أين يذهب رسم الملجأ المخصص للدفاع المدني؟ سؤال يوجه لوزارة الأشغال التي تشرف على التنظيم المدني ورخص البناء ومواقف السيارات!
والأسئلة تطول لوزارتي الداخلية والعدل عن مصير التحقيقات في تحديد مسؤولية اندلاع الحرائق وهل أدت هذه التحقيقات في الماضي الى نتائج ملموسة وما هي؟
ما هي خطة الحكومة للتخفيف من تأثير التغير المناخي وخطر تصحير لبنان؟
هل قدمت الحكومة او المجلس النيابي اي مشروع او اقتراح قانون يمنع البناء على المساحات المحترقة؟
أسئلة تنتظر أجوبة ومحاسبة واستقالات إلاّ إذا تبين أن الحق على السايكورسكي!

  • شارك الخبر