hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

لماذا عاد وليد جنبلاط الى "خطاب النهر"؟

الأربعاء ١٦ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:10

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تغريدة تلو الاخرى على مدى الاسبوعين المنصرمين، كانت كافية لكشف المستور وما كتمه وليد جنبلاط في صدره من مواقف منذ تاريخ المصالحة في قصر بعبدا. ومن دون مقدمات فجّر جنبلاط المفاجأة، واتبعها بتظاهرة سلمية قيل انها ذات طابع اقتصادي ومعيشي، ليتبين ان مسار التظاهرة من الكولا الى ساحة الشهداء انحرف عن المطلب الاجتماعي والاقتصادي، الى مضمون سياسي موجّه باتجاه العهد و"التيار الوطني الحر".

انقلبت الأمور رأسا على عقب بالنسبة الى وليد جنبلاط، وما كان قائما بعد لقاء بعبدا لم يعد صالحا اليوم. بسرعة قياسية أعاد وليد جنبلاط عقارب الساعة الى ما قبل 30 حزيران، ورفع خطوط التماس مجددا مع العهد و"التيار الحر"، وتحركت الاوركسترا الجنبلاطية بالتصويب على العهد. افتتحها جنبلاط "ب "أزلام العهد"، واتبعها ب "الرجل القوي" و"نهر الشعب الذي سيجرفهم"، فيما كانت التغريدة الاقسى للنائب هادي ابو الحسن: "رسمنا لك حداً فالتزمه.اذهب لوحدك حيث تشاء ولا تنسى ان تحضر معك المعتقلين من السجون". ثم تغريدة الوزير اكرم شهيب التي قال فيها: "ما تجربونا". ليُكمل الوزير وائل ابو فاعور الهجوم وجهاً لوجه في مجلس الوزراء، كاشفا ما خفي من نوايا اشتراكية تجاه الفريق العوني والرئاسة.
واذا كانت لم تُفهم الاسباب التي جعلت جنبلاط بعد حادثة الجبل يعيد ترتيب اوراقه مع الجميع، إلاّ ان جنبلاط خرج في ذلك الوقت راضياً عن حصيلة ونتائج الجولة مع غريمه السياسي في "التيار الحر"، فأعاد جمع فريق "14 آذار" حوله، ووضع الرئيس سعد الحريري في صفّه، وصالح "حزب الله"، وجعل كل الاطراف تراجع حساباتها معه، لكن سبب العودة الى التصعيد اليوم ضد رئيس الجمهورية يبدو اكثر وضوحا من السابق.
بالنسبة الى كثيرين فإن جنبلاط خرج قوياً من حادثة قبرشمون، قبل ان يتضاءل دوره مؤخرا ويعود الى الخطوط الخلفية. وظهر ذلك في إقصائه عن الحركة الاقتصادية و الاتصالات الجارية وما تقرره الثنائيات، ناهيك عن عودة تفاهم الوزير جبران باسيل والحريري الى مربع التسوية القوية بالذريعة الاقتصادية
في الفترة الاخيرة ظهرت التجاذبات واضحة في مجلس الوزراء حول اقفال ملف المهجرين، وقفت "القوات اللبنانية" والحزب الاشتراكي معا ضد "التيار" في ملف المهجرين وموضوع العلاقة مع سوريا وإعادة التواصل معها، وفتح معبر البوكمال. ثمة من يعتبر ان نائب الحاكم الدرزي في مصرف لبنان هو السبب، لكن الاوساط الاشتراكية تعتبر ان "التيار الحر" ليس من يقرر في التعيينات الدرزية، وتتساءل عن المعيار الذي يضعه التيار ليعطي الموقع لحلفائه في الطائفة الدرزية.
بالنسبة الى الاشتراكيين هناك ملاحظات كثيرة لم يعد جائراً السكوت عنها، فالتيار في الحكم الفعلي من ثلاث سنوات وفي الوزارات الاساسية من عشر سنوات، فاين هو الاصلاح والتغيير؟
ملف العلاقة مع سوريا تعبّر عنه مواقف نواب الحزب الاشتراكي ووزرائه. "فليذهب باسيل الى سوريا كرئيس تيار وليس كوزير في الحكومة والاعتراف بالنظام السوري سيجر العقوبات والويلات".
بالنسبة الى قيادة التيار "فإن جنبلاط اطاح المصالحة، وهو يخوض حرباً ضد العهد ورئيس التيار، وهو من بادر الى فتح النار بوقوفه الى جانب مستهدفي العهد، والهجوم على الاجهزة الامنية، وادعائه معركة الحريات الاعلامية ومساندة الصحافة، فيما هو لا يؤمن الا بالاقطاعية وهو احد رموزها".
عودة جنبلاط الى استخدام الشارع بنظر اخصامه سببها الحاجة لاستكمال خطة التصعيد التي بدأها قبل حادثة 30 حزيران، فخيار الوسط لا يريح الزعيم الدرزي الذي يرغب بالبقاء في دائرة الضوء لأطول وقت ممكن، ويريد استعادة وهجه السابق بتحريك الشارع المؤيد له.
رفع سقف الاعتراض من دون مبررات وحجج قوية له ايضا تفسيرات بالنسبة الى خصوم جنبلاط، فإن ما يفعله وسيلة للتعبير عن ازمته، وردة فعل على عدم البت القضائي لمصلحته في قضية قبرشمون واستمرار توقيفات عناصر الاشتراكي. وهو ما يفهم من هجومه على الاجهزة. ورئيس الحزب الاشتراكي الذي عاد الى لعبة الأمن والشارع قادر بعد تظاهرة الاثنين الماضي ان يستعيد وهجه ويشد عصب جماهيره، من دون شك. اراد توصيل رسالة الى سعد الحريري ايضا مفادها "اياك والتهاون في ملف الانفتاح على دمشق"، بعد ان ظهر ان رئيس الحكومة صار شبه جاهز لهذه الخطوة.
 

  • شارك الخبر