hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - كريم حسامي

ثلاثة عوامل تُحدّد طبيعة المرحلة المقبلة

الأربعاء ٢ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا مجال للشكّ بعد الآن أننا في مرحلة التوترات الأمنية في المنطقة، والتي دخل فيها لبنان بحكم الموقع، وفي حقبة القرارات الصعبة، لتحديد مآل المرحلة المقبلة.

وستحدد التطورات الاقليمية والدولية السياسية والاقتصادية، طبيعة الشهور المقبلة. لذلك، نجد أنّ هناك ثلاثة منها ستؤدي دوراً حاسماً في هذا السياق.

التطور الأول هو عجز إسرائيل عن اختيار قائد لها، عبر ما يحصل من عجز في اختيار رئيس وتأليف حكومة بعد حصول الانتخابات مرتين. فمهمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صعبة لتأليف حكومة كما هي مهمة خصومه، وهناك احتمال كبير الى اتجاه إسرائيل نحو إنتخابات ثالثة، في سابقة تاريخية، ما لم تحصل معجزة. غير أنّه في الحالتين، الفراغ أو حكومة حرب، الوضع غير مطمئن.

وبالتالي، هذا الفراغ في الحكم سيولد مزيداً من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني، توازياً مع اعلان إيران "جهوزيتها للحرب الشاملة والتعبئة العامة ووضع أنظمة دفاع جوي قرب منشآتها النفطية" على غرار السعودية.

العامل الإيراني

وهنا العامل الثاني، حيث أصبحت إيران "الراعي الأكبر للإرهاب والدولة التي تُزعزع الاستقرار السياسي والاقتصادي في الشرق الاوسط والعالم"، وفق التوصيف الأميركي المتفق عليه مع عدد كبير من الدول.

إلى ذلك، سترتفع وتيرة استفزازات إيران مع تزايد العقوبات التي ستفرضها واشنطن عليها قريباً، والتي لم تُفرض على أيّ دولة في التاريخ، وتؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

ولدعم هذه النظرية، جاء تحذير "الحرس الثوري"، لإسرائيل، من أنّه "يحاصرها من كُلّ الجهات". تلاه تلميح نتنياهو في خطاب خلال رأس السنة اليهودية، وللمرة الأولى، إلى "إمكان نشوب حرب شاملة" على حدود إسرائيل. وقد دعَمه الجنرال الإسرائيلي درور شالوم الذي حذّر من "أنّنا وصلنا إلى حافة الحرب مع إيران، ردّاً على هجوم إيراني محتمل ضدّ إسرائيل".

وأبرز وجوه التحدي الإيراني يُترجم بتهديد طهران السعودية "بردّ الصاع عشرة إذا ردت الأخيرة على الهجوم الإيراني عليها". وكأنها تقول: "أهاجم من أريد، ولا تتجرؤوا على مهاجمتنا". فما الذي سيوقف هذا التوجه، وما الذي سيحصل عندما تتحدى إيران العالم وتُهاجم حلفاء الولايات المتحدة، كإسرائيل أو إحدى الدول الخليجية؟

أمّا العامل الثالث الذي يُسهّل كل هذه العملية، فهو الأزمة الاقتصادية التي ستمتد لتصبح عالمية وتؤدي الى الانهيار الكامل. والمؤشر على ذلك هو ما ألمحت إليه مجلة "بلومبورغ"، حيث كشفت أن "عدداً من أغنى الأسر عالمياً تتوقّع دخول الاقتصاد العالمي في ركود بحلول عام 2020، وقبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني. وأضافت: ان "نحو 42 في المئة من مكاتب هذه الأسر تجمع الاحتياطيات النقدية".

الأوضاع في أميركا

وسط هذه التطورات، ما يزيد الطين بلّة على تبعات هذه الأحداث، هي الأجواء المتوترة جدّاً في أميركا والمتشنجة بنحو غير مسبوق، على خلفية إعلان الديموقراطيين الحرب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعزله. وقد عوّدنا ترامب على صراحته في عدد من الأمور، ومنها هذه القضية التي اعتبرها تهديداً للبلد ومستقبلها أكثر من أي وقت مضى، ويجب الاستعداد لمحاربتها"، ما يؤكّد حساسية وجدية الأمر.

وحذّر ترامب من حربٍ أهلية في حال عُزلَ، والأسوأ هو أنّ مناصريه يدعمون هذا التفكير والتوجه، عندما يتحدثون عن محاولة انقلاب على الرئيس وإعلان حرب على البلد، ويُشددون على وجوب الاستعداد لما هو آتٍ من عظائم الأمور. فهل دخلت أكبر امبراطورية في التاريخ نفقاً مظلماً يشتد ظلماً في المدى المنظور؟

  • شارك الخبر