hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - حسن سعد

الحريري يعرف قدره... فهل باسيل "خير خلف لخير سلف"؟

الأربعاء ٢ تشرين الأول ٢٠١٩ - 06:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على صعيد الرئاسة الأولى،

بالأمس، شخص العماد ميشال عون، ومنذ أنْ دخل إلى قصر بعبدا رئيساً "مُعيَّناً" للحكومة العسكريّة الانتقاليّة، في أيلول 1988، كان هدف المواجهات العسكريّة حتى بدأ تنفيذ اتفاق الطائف، والمواجهات السياسيّة في ما بعد، والتي شارك فيها معظم الأفرقاء الحاليين، لمنعه من تحقيق حلمه الشخصي وتطبيق أفكاره وتجسيد طموحاته، وفق نظرته. إلّا أنّ وصول العماد عون إلى قصر الشعب رئيساً "مُنتَخَباً" للجمهوريّة، في آخر يوم من شهر تشرين الأول 2016، أشعل المنافسة على الرئاسة وأقلق العديد من القوى السياسيّة الناخبة "نيابيّاً"، فتغيَّر الهدف ومعه تبدَّلت الوسائل وتنوَّعت الأساليب.
اليوم، مدرسة رئيس الجمهوريّة، ومنذ بدء ولايته الرئاسيّة، باتت هي المُستهدفة، من خلال ضرب العهد "القوي"، وعرقلة جهوده الإصلاحيّة وتحميله مسؤوليّة إنهيار الدولة، إن حصل، بأسلوب فيه الكثير من "المُداهنة" المكشوفة في أداء البعض، بغية تكريس واقع يصوِّر الوزير جبران باسيل، التلميذ النجيب في مدرسة سيّد العهد ومرشحه الرئاسي، على أنّه خرِّيج مدرسة لم تنجح في ممارسة الحكم وتحقيق الإصلاحات التي وعدت بها، ما سيؤدّي إلى اعتباره غير مؤهَّل لأنْ يكون "خير خلف لخير سلف"، على خلفيّة أنّ ذلك قد يمكّن أحد المنافسين - حسب اعتقاده - من إحراز قصب السبق إلى بعبدا.
وعلى صعيد الرئاسة الثالثة،
أزمة احتجازه في السعودية أدّت إلى تراجع حضور وضعف دور الرئيس سعد الحريري على أكثر من مستوى ونطاق داخلي وعربي ودولي، ما فرض عليه الوقوف في منطقة وسطى بين محورين استغلا الموقف من دون مقابل، وفتح عليه باب الضغوط الداخليّة والخارجيّة لدفعه إلى الاستقالة. واللافت،للانتباه إلى الآن، أنّه لم يفعل شيئاً غير إعلان الصمود، بإنتظار الفرج.
الطامحون والمشتاقون إلى الحلول مكان الحريري كُثُر، وإنْ كانوا ضعفاء، والمحفِّزات أكثر، فالأسباب والتعهدات التي على أساسها قامت "تسوية 2016" قد أصبحت خارج الخدمة بالنسبة للسعوديّة وأميركا.
لكن، ما يكفل للحريري إقامة هانئة ومحصّنة في السراي الكبير، بإعتباره "أقوى الضعفاء" في بيئته، هو أنّه حاجة داخليّة طائفيّة توازنيّة بالنسبة لبعض شركاء التسوية، وحاجة استراتيجيّة وقائيّة بالنسبة للبعض الأخر منهم، وأنّه حاجة لحلفائه أكثر ممّا هم حاجة له. فالحريري يعرف قدره وكيف ومتى ويتدلَّل للحفاظ على موقعه الرسمي لأطول فترة ممكنة، من دون أنْ يُفرِّط بالتسوية، خصوصاً بعدما بات خبيراً في ممارسة "التقيّة السياسيّة" عند اللزوم.
ربما، من حُسن حظ الحريري أنّ للتسوية "الرئاسيّة - السياسيّة" حرّاساً "لن ينعسوا" طالما أنها قائمة ومُستمرّة وفاعلة ومُنتجة بما يُرضيهم أو يُريحهم، ولو على حسابه.
 

  • شارك الخبر