hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - عادل نخلة

هل طُويت صفحة استهداف الجيش؟

الثلاثاء ٢٤ أيلول ٢٠١٩ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يخطو الجيش اللبناني خطوات ثابتة نحو تقويته، خصوصاً انه بات يتمتع بدعم خارجي يجعله ينافس جيوش المنطقة.
هذا الكلام ليس نابعاً من "تبجيل" الجيش أو تقديسه مثلما يحصل في دول العالم الثالث، لكنّ اللافت أن الجيوش في هذه الدول تكون راعية الفساد نظراً لإمتلاكها القوّة وسيطرة النظام البوليسي.
أما اللعبة في لبنان المصنّف ضمن خانة دول العالم الثالث، فمغايرة تماماً، إذ إنّ غالبية مؤسسات الدولة تُعاني من الفساد، في حين أن الجيش اللبناني يبقى خارج هذه اللعبة، وما يحصل من تجاوزات بين الحين والآخر تسارع القيادة إلى معالجته ومحاسبة الفاسدين بطريقة حاسمة.
ويُجمع الشعب اللبناني على حماية هذه المؤسسة، في وقت يختلفون على المثلث الحقيقي، ويعتبر البعض أن هذا المثلث يتألف من الجيش والشعب والمقاومة، أما البعض الآخر فيؤمن بأن هذا الثالوث مكوّن من الجيش والشعب والدولة. وفي هذه الأثناء، تبرز بين الحين والآخر حملات على قيادة الجيش وإستهداف لقائد الجيش، وكان آخرها تسريب صورة له مع العميل عامر الفاخوري في السفارة اللبنانية في واشنطن. والجدير ذكره، أن غرفاً سوداء تقف وراء كل هذه الإستهدافات لأسباب إما سياسيّة أو أمنيّة.
والناظر إلى التطورات الحاصلة في الجيش يكتشف أموراً عدّة، أبرزها: أنه بعد عام 2005 تغيرت نظرة البعض إلى الجيش وخصوصاً المسيحيين، حيث كانوا يعتبرون أن هذا الجيش هو ضدّهم.
أحداث كثيرة مرّت بعد 2005، وكانت نقطة الفصل حماية الجيش اللبناني لتظاهرات "14 آذار" وإنتفاضة الإستقلال، في وقت كانت سلطة الوصاية تريد من الجيش قمع التظاهرات.
أما المرّة الثانية التي كان للجيش دور فاصل فيها، فهي بعد إنطلاق تظاهرات "8 آذار" في 31 تشرين الثاني من العام 2006، والمطالبة بإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، عندها وقف الجيش فاصلاً بين ساحة "14 آذار" في ساحة الشهداء وساحة "8 آذار" في ساحة رياض الصلح.
وفي عام 2007 خاض الجيش حرب مخيم نهر البارد وإنتصر فيها على إرهاب "فتح الإسلام"، وأكمل مسيرته خصوصاً بعد إندلاع الثورة السورية عام 2011، وخاض معارك عبرا وعرسال وطرابلس.
بعد "غزوة عرسال" في 2 آب 2014، تغيرت النظرة الاميركية إلى الجيش اللبناني، وبدأت رحلة تسليحه وصولاً إلى إنتصاره في معركة فجر الجرود عام 2017. ويأتي إستهداف الجيش في هذا الوقت لأنه المؤسسة التي يقوم على عاتقها قيام الدولة القوية والقادرة.
أما السبب الثاني فهو سياسي بإمتياز ويطال قائد الجيش. ففي الشقّ السياسي، فإن قائد الجيش، ومنذ قيام جمهورية الإستقلال هو مرشّح حكماً لرئاسة الجمهورية، وإفتتح هذا الامر الرئيس فؤاد شهاب، حيث كان مرشحاً للرئاسة بعد الإنقلاب الأبيض على الرئيس بشارة الخوري ودفعه إلى الإستقالة عام 1952.
وتطلّ هذه المعضلة برأسها كل 6 سنوات، ويسعى الموارنة المرشحون إلى الرئاسة إلى حرق إسم قائد الجيش وسحب إسمه من التداول.
وإنتخب اربعة من قادة الجيش رؤساء للجمهورية، وهم فواد شهاب عام 1958، وإميل لحّود عام 1998، وميشال سليمان عام 2008، وميشال عون الذي عُين رئيساً للحكومة الانتقالية عام 1988، وإنتخب رئيساً عام 2016.
وترفض قيادة الجيش الدخول في سجالات ذات خلفيات سياسيّة ولا تمتّ إلى مهام القيادة العسكريّة بصلة، وفي السياق، تؤكّد مصادر مواكبة لموقعنا "أن حملات إستهداف قائد الجيش، وإن كانت تصبّ في سياق حرق إسمه رئاسياً، إلا أنها صادرة عن جهات معيّنة لها مصلحة رئاسية".
وتشدّد مصادر امنية لموقعنا على أن "الجيش يبتعد قدر الإمكان عن السياسة، ولا دخل له في كل هذه الأمور التي تحصل". وتوضح أن عمل الجيش ينصبّ على الشق الأمني، فالتحديات كثيرة ولا يمكن القول أنه يمكن للجيش أن ينام على حرير لأن الوضع مضبوط".
وتلفت الانتباه إلى أن إنتهاء وجود "داعش" وجبهة "النصرة" في جرود القاع ورأس بعلبك وعرسال، لا يعني أن خطر الإرهاب لم يعد قائماً، فالجهد الآن ينصبّ على ملاحقة أي خلية نائمة وإلقاء القبض عليها".
وتؤكّد المصادر على أن "الجيش يرابض على الحدود الجنوبية ويطبق القرار 1701، ويتصدّى للإعتداءات الإسرائيلية، وهو قادر على الإطلاع بكل هذه المهام وينجح بها".
من جهة أخرى، تشير المصادر إلى أنّ "الجيش ما يزال يتلقى التسليح والدعم من الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الصديقة، وهذا الامر ليس سراً، ومن يتحدّث عن توقّف المساعدات يهدف إلى ضرب معنويات الجيش، في حين أن الجيش ليس متروكاً وحيداً".
 

  • شارك الخبر