hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - مروى غاوي

واشنطن واليرزة: حلف منفصل لمكافحة الارهاب

الإثنين ٢ أيلول ٢٠١٩ - 06:27

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تحجب التعبئة الكلامية بين "حزب الله" واسرائيل والتهويل بالحرب القادمة وعرض العضلات بالصواريخ، النظر عن مسألة التضامن الرسمي والشعبي اللبناني في إدانة الاعتداء الاسرائيلي ووضع لبنان في خانة الدولة المُعتدى عليها، وان اي موقف يصدر عنه إنما هو من موقع الدفاع عن النفس. وهذا ما ظهر في دخول الجيش على خط المواجهة وردّه على تحليق الطائرات المسيّرة فوق مراكزه في كفركلا والعديسة مؤخرا.
واذا كان رد الجيش بالمفهوم العسكري مُبرراً والتزاماً بقرار رئيس الجمهورية وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة، بتفسيره الاعتداء على الضاحية باعلان حرب من اسرائيل، ليُكمل لاحقاً "بأن الجيش قادر على مواجهة اعتى جيوش العالم"، فإن اطلاق النار من قبل الجيش على الطائرات التي حلقت فوق مراكزه العسكرية حمل الرسائل والاشارات التالية:
- ان الجيش لن يقف على الحياد في اي اعتداء اسرائيلي ضد الدولة، وهو يحظى بضوء اخضر داخلي، وجاهز للرد على اي اعتداء اسرائيلي مقبل، مُسقِطاً مقولة ان الجيش "حارس للحدود" في موضوع الصراع مع اسرائيل.
وهذه النظرة العسكرية تلتقي مع النظرة الرسمية بأن اسرائيل هي التي فتحت الحرب على لبنان وقامت بخرق القرار 1701 والستاتيكو القائم من العام 2011 ، فيما الموضوع كان مختلفا في موضوع خطف الجنديين عام 2006 .
- ان القيادة العسكرية تعتبر استهداف الطائرات المسيرة لم يميز بين "حزب الله" ومنطقة لبنانية مأهولة، وهو من ضمن العدوان الاسرائيلي وليس موجها حصرا الى "حزب الله"، مما اعطى اشارة ايجابية بإنقلاب المعادلة تجاه استعادة الدولة قرارها بالتصدي لأي عدوان اسرائيلي مهما كان حجمه وشكله.
رد الجيش جاء محدودا ورمزيا لكن له دلالات واسعة في اطار تعزيز دور الدولة وحضورها في فرض الاستقرار، وتناغما مع النظرة الدولية للجيش اللبناني الذي يصنف دوليا صاحب امتيازات قتالية عالية ظهرت في معارك ضد الارهابيين في النهر البارد والجرود.
اطلق الجيش اللبناني النار من سلاح فردي "4M" الاميركي على طائرات اسرائيلية، وهذا بحد ذاته تطور عسكري ومفارقة، فالجيش يحصل على مساعدات عسكرية اميركية لم تستطع الضغوط الاسرائيلية وقفها، وقد ثبت ان علاقة القيادة العسكرية بالاميركيين علاقة منفصلة عن الصراع اللبناني مع اسرائيل وعن "حزب الله"، فالقيادة العسكرية استطاعت ان تفكك الغام كثيرة حاولت اسرائيل وضعها في طريق ضخ المساعدات الاميركية الى الجيش، بالايحاء ان سلاح الجيش قد يذهب الى "حزب الله".
لكن وفق المتابعين، فإن هناك علاقة تقارب بين وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) والمؤسسة العسكرية اللبنانية برغم الضغوط الاسرئيلية التي تدعو الى وقف الدعم الاميركي للجيش، والتقارير الاستخباراتية لاسرائيل حول نفوذ "حزب الله" داخل المؤسسة العسكرية.
ووفق الاوساط المتابعة، فإن دعم واشنطن للجيش منفصل كليا عن النظرة الاميركية ل"حزب الله" وعن الرابط الاسرائيلي، وبالتالي فإن موقف واشنطن لن يتأثر بالرد من قبل الجيش، فالعلاقة بين اليرزة والولايات المتحدة الاميركية قائمة على الثقة، وتنظر واشنطن الى الجيش اللبناني على انه "حليف استراتيجي" لها في قضايا مكافحة الارهاب في المنطقة، وقد سُجلت في هذا المجال اكثر من اربع زيارات لقائد الجيش العماد جوزاف عون الى واشنطن منذ تسلمه قيادة الجيش، وحظي قائد الجيش بإهتمام لافت في زيارته الاخيرة اثناء مناقشة الموازنة الى الولايات المتحدة الاميركية، كما تُعتبر السفيرة الاميركية اليزابيتريتشارد من مناصري الجيش، وهي اكدت خلال حضورها مناورة عسكرية بالذخيرة الحية في مجمع العاقورة العسكري في 22 آب الماضي، "ان بلادها تؤمن بقوة هذا الجيش، ونأمل ان يؤمن به كل لبناني"، وتشجع السفيرة ريتشارد المسؤولين الاميركيين على التوجه الى اليرزة ولقاء قائد الجيش خلال زياراتهم الى لبنان.
 

  • شارك الخبر