hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - المحامي بيار الحداد

القضاء الحر المستقل حُلم لبنان

السبت ٣١ آب ٢٠١٩ - 06:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يحدثونَك دوماً في وطنِ الإنسان لبنان وفي بيروت أمِ الشرائِع عن قضاءٍ مستقل ركيزة أساسية لبناء دولةِ القانون الضامِنة لعملِ المؤسسات والمشجِّعة للإستثمارات المؤمِّنة المصلحة الوطنية تحت سقفِ القوانين المرعية الإجْراء.
أمّا في الواقِع فحدِّث ولا حرج ...بعض القضاءٌ مُسْتتْبع وبعض القضاءٌ مُرْتَهن وبعض القضاءٌ مُسْتزلَم لخدمةِ الطبقة السياسية.
بعض القضاء متهاوِن إن لم نقُل مُتراخٍ عن الدفاعِ عن ضماناتِ السلطة القضائية وتطبيق نصِ المادة ٢٠ من الدستور اللبناني بصورة عملية من خلالِ الحثِّ والمتابعة لمناقشةِ وإقرارِ مشاريع قوانين الإستقلالية، والسلطة السياسية تُحاولُ جاهدةً قضْمَ مُقوِّماتِ الإستقرارِ الإجتماعي للقاضي وهي إحْدى ركائز إستقلاليته المطلوبة.
يُحدِثونَك عن محاربةِ الفساد بدءاً بتنظيفِ الدرجِ من فوق الى تحت في حين نرى الإتْيان بأصحاب الولاءاتِ الشخصية والملفاتِ الدسمة، وأتباعِ مدرسةِ "أمْرك سيدي" الى سدة المسؤولية مُبْعِدين عنها الأجْدر والأكْفأ والأنْظف والأعْلم.
عن أي قضاءٍ مستقلٍ تتكلمون والجميع يشْتكي ويشكو ما يشكوه من ثغراتٍ فاضِحةٍ في الإداءِ القضائي من بعضِ القضاة، ومن أحْكامٍ غِبّ الطلب نتيجة التدخلات السياسية الفاضِحة التي ضربَت في الصميمِ مبدأ فصلِ السلطات المكرَّس دستورياً وشكلّت تعدّياً على القضاءِ كسلطةٍ دستوريةٍ قائِمة؟
عن أي قضاءٍ يُحدِّثونَك وبعضِ القضاة يؤدّون وقبلَ صياحِ الديكِ فريضةَ الولاءِ للسياسيين، وتقديمِ أوراق الإعتمادِ للحِفاظ على الموقِع والكراسي؟
وعن أي قضاءٍ نتكلم ومَن يُعيَّن أو يُنْتخَب يتباهى جَهارةً أنه آتٍ من خلفيةٍ سياسية؟
عن أي قضاءٍ نتكلم وأعلى سلطة قضائية دستورية وُزِّعت حصصاً على الأحْزابِ الحاكِمة المحظية بنعمةِ التفاهُمات الثُنائية والثلاثية وبعض الأحيان الرُباعية؟
يُحدِّثونَك عن قضاءٍ يُحاكِم الفاسدين ويسترد المال العام المنهوب والمسلوب وملف الفساد إنتقل الى رحمةِ الباري تعالى قبل تسطيرِ خاتِمة محاضِره بالنتيجة الخُلاصة؟
عن أيةِ دولة قانون يُظلِّلها قضاء مستقل يَعِدوكَ وأغلبية السماسِرة والمفاتيح المُعْتَمَدة لجني الثروات غير المشروعة خارج المحاسبة وخارج القضبان؟
عن أي أملٍ بمستقبلٍ واعدٍ يُحدِّثونَك لأولادِنا في وطنِهم قيل عنه يوماً أنه وطن الإنسان فإذا به وطن سلاطين الطغيانِ والمال؟ وطن تهجيرِ الطاقةِ الشبابية وتشْريدها في بلادِ الغُربة تقطيعاً لأواصِر العائلة اللبنانية.
ما يحصل في القضاء جريمة لا تُغْتَفَر تُلامِسُ الخيانة العظمى للوطنِ تمْهيداً لإنتشارِ الفوضى في مختلفِ مؤسساتِه وسقوط مبدأ الثوابِ والعقابِ حمايةً لمصالح النافذين، وتغطية لسماسِرة الوطنِ وما أكثرهُم.
هذه الطبقة السياسية المُستمِرّة منذ الإستقلالِ حتى يومِنا لم تكُن سوى نادياً مُغْلَقاً ومنظومةَ فسادٍ لنهبِ المالِ العام وإهدارِ الثروات الوطنية وإفْقارِ الشعب، هذه الطبقة السياسية لن تُقِرَّ إستقلالية القضاء.
لماذا تكبيل القضاء بحصاناتٍ ساقِطة أمامَ المصلحة الوطنية العُليا؟ ولماذا أصْبحَ القضاءُ كِبْشَ محرقةٍ على مائدةِ جشعِ الكِبارِ وحيتانِ المالِ المُتعطشين للسلْطةِ على حسابِ كراماتِ الناسِ ورفاهيتهِم وإستقرارهِم الإجتماعي؟
وأسفاه على هكذا وطن حلِمْنا به يوماً أنه وطن الإنسان، وحسبي أردِّد بألمٍ وحسرةٍ ما قاله الأديب أمين المعلوف:
" أنا لم أرْحَل الى أي مكانٍ، بل لقد رحلَ البلد " 

  • شارك الخبر