hit counter script

الحدث - غاصب المختار

الغريب يطرح خطة النازحين في أيلول وأبو زيد يترقب تحرير إدلب

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٩ - 14:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في ظل الخلافات والمناكفات والسجالات بين القوى السياسية، لا زالت تكمن مشكلات كبيرة وخطيرة في البلاد، ليس اقلها قضية النازحين السوريين، التي تكبر وتكبر ولا تجد لها حلال سياسياً نتيجة العوامل الداخلية والاقليمية المؤثرة، وباتت تُثقل كاهل القوى الامنية، التي تتولى ترتيبات الاقامة للشرعيين واعادة من يرغب منهم الى مناطقه الامنة في سوريا، وملاحقة المخالفين والمتسللين خلسة ومرتكبي الجرائم على انواعها.
واذا كانت الحركة الرسمية مقتصرة حتى الان بصورة ظاهرة على الجانب الامني واللوجستي، فإن الجانب السياسي للقضية يتحرك على مسارين: مسار داخلي يتمثل بخطة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، الذي بات يملك تصورا متكاملا وخطة مفصّلة، قال لموقعنا انه سيطرحها في ايلول المقبل امام مجلس الوزراء بعدما صارت في عهدة رئاسة الحكومة، ومسار خارجي يتمثل بترقب المسعى الروسي المتعثر حتى الان لأعادة النازحين، وبحركة التنسيق التي يقوم بها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية وممثل وزارة الخارجية في اللجنة اللبنانية الروسية لإعادة النازحين النائب السابق امل ابوزيد، حيث زار موسكو في 12 أب الجاري، والتقى معاون وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف.
ولعل الملفت للانتباه في الخبر الرسمي الموزع عن لقاء بوغدانوف وابو زيد وقتها يكمن في ان البحث تناول الى جانب ملف النازحين "صفقة القرن، كما الوضع الأمني في سوريا خصوصا، والمنطقة العربية عموما". مايعني وجود رابط ما وبحدود ما بين عودة النازحين وبين مسار "صفقة القرن"، وثمة من يتحدث عن ان الترابط – ولو غير المباشر- سببه استعمال الادارة الاميركية والكيان الاسرائيلي كل عوامل الضغط الى لبنان وسوريا ليقبلا "بصفقة القرن"، ومن ضمن عوامل الضغط ملف النازحين واخيرا ملف الحدود البرية بين لبنان وسوريا، فيما يرى اخرون ان ثمة ترابطا بين كل هذه المفات وبين تحديد الحدود البرية والبحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي.
وبغض النظر عمّا اذا كانت هذه الرؤية دقيقة او مجرد تخمين وتحليل، فإن مسار الامور في سوريا في ظل التصعيد العسكري الحاصل شمالاً، وقرار السلطات السورية بحسم معركة ادلب وريفها لمنع الابتزاز الاميركي والتركي، يُرخي بظلاله الثقيلة على مسار ملف العودة، وبات حجة جديدة للغرب لتأخير هذه العودة، نظرا لتسريب معلومات من جهات معروفة بعدائها للنظام السوري عن نزوح عدد كبير من السوريين من مناطق الاشتباكات في ريفي حماه وادلب.
لكن ابو زيد يقول لموقعنا: ان المسار الروسي لا زال قائماً، والجانب الروسي يعتبر – كما نحن كذلك- ان الوضع في ادلب ستكون له انعكاسات ايجابية في حال تمت استعادة المنطقة من الارهابيين، ما يزيد المساحات الآمنة في الاراضي السورية التي تسمح بعودة مزيد من النازحين من تركيا، ما يُسهّل ايضا عودة النازحين الموجودين في لبنان.
اضاف: من ناحية ثانية، فإن اميركا والدول المتحالفة معها والدائرة في فلكها، لا تقبل بالعودة الكاملة قبل حصول الاتفاق السياسي لحل الازمة ضمن حدود معينة، وهذا الامر يسهم في تقريب العودة، خاصة بعد تشكيل الهيئة الدستورية في سوريا ومؤتمرات آستانا، والمهم ان تحريك الارض والسيطرة الميدانية على خان شيخون وقريبا معرة النعمان وسواها من مناطق ومعابر حدودية، يُسهّل التعاون مع الاكراد ليعودوا الى التعاون مع الدولة السورية لتوسيع المساحات المحررة ما يؤدي الى عودة النازحين بشكل طبيعي.
واكد ابو زيد ان موقف لبنان الرسمي معروف وهو يركز على عودة النازحين خارج اطار الاتفاق السياسي النهائي في سوريا فربماطل الحل السياسي، وقال: ان اي محاولة لاعادة النازحين من تركيا اوالاردن يجب ان تتواكب مع عودة النازحين من لبنان في الوقت ذاته وفي نفس الوتيرة وبنفس الاتجاه، فأكثرية النازحين من لبنان هم من المناطق التي اصبحت آمنة ميدانيا، ويمكن ان تصبح آمنة اكثر قريباًجداً بسبب العمليات العسكرية الجارية لتحرير مزيد من الاراضي. 

  • شارك الخبر